تابعني على تويتر

الخميس، 12 أبريل 2012

هنا ... ستجد حياة أفضل

المصدر : http://en.wikipedia.org/wiki/Saudi_Arabia



"بلادي و إن جارت عليّ عزيزةٌ ... و أهلي و إن ظنوا عليّ كرام" – الشريف قتادة أبو عزيز

بدأت بهذا البيت لأنه حقيقةً جعلني أفكر مراراً و تكراراً على أنه هل بالفعل و إن عشت ذليلاً في بلادي فإنها ستظل عزيزة أو لو غيرنا صيغة السؤال قليلاً و نقول هل في بلد يُذلّ فيها المواطن سيزداد عزها بواسطة إذلال الشعب ؟!..

بلادنا المملكة العربية السعودية الحديثة قامت على أساس ديني بحت على يد الملك عبدالعزيز آل سعود و بتأييد ديني من محمد بن عبدالوهاب تحت شعار (الله ثم الوطن ثم الملك) و أتوقع حسب حد علمي أن كثير من الدول تتبنى نفس الشعار، الدين القائمة عليه المملكة العربية السعودية هو الإسلام على المذهب السني الحنبلي و عليه هنا سؤال عن دولة الرسول الإسلامية التي من المفترض أنها الدولة المنشودة بقيام دولتنا السعودية أو توضيحاً تجديد لإقامة دولة الرسول بعد أن ترامت أطرافها هنا و هناك و تفككت ، و السؤال هو "هل تكفلت الدولة السعودية بإقامة العدل التشريعي لمن لا يتبنى المذهب الحنبلي؟ و هل أقامت العدل بتطبيقها أحكامها بالتساوي على جميع المواطنين على حد السواء؟" حيث ان دولة الرسول احتضنت اليهودي و المسيحي و عدلت ما بينهم كمواطنين من الدرجة المتساوية مع غيرهم من المواطنين المسلمين من الناحية الحقوقية ، و علماً بأن الملك نفسه في أي دولة هو عبارة عن مواطن يختلف عن الباقين بأنه مكلف بإدارة شؤون الدولة الداخلية و الخارجية السياسية و الإجتماعية و غيرها من المسؤوليات المنوطة بمنصب الملك، قبل فترة كتبت عن الندوة العجيبة التي لم تراع مشاعر أحد و توجهها الطائفي البحت ولا نستطيع قول عليها أن من قام عليها يدس السم في العسل لأني صراحة حاولت أن أحملهم على ملايين المحامل و لم أجد منها اي عسل و لم ارى غير تفريق بين الشعب و فتنه و من يحب مراجعته كان بعنوان " وطني حبيبي إذا ممكن أسألك ... هل من حقي أن أسأل أذا "لسّه الدنيا بخير"؟!! ".

في القطيف التي نسبة من يتبنون المذهب الشيعي الجعفري الإثنا عشري 99,9% و طبعاً لتوضيح النسبة 0.01% تركتها لمن هم مثلي لا يريدون تصنيفهم تحت مذهب أو دين ، الذي أريد أن أرمي اليه أنه لم يعد للمحكمة الجعفرية في القطيف أي سلطة تشريعية غير (الزواج و الطلاق) و طبعاً الإشكال من وجهة نظري ليس هنا ؛ فرؤيتي الشخصية أن المحكمة إذا قامت على أساس أن يكون قاضيها يحمل مواصفات معينة لتعيينه أهمها كونه رجل دين فيجب أن تكون هذه صلاحياتها اي (الزواج و الطلاق) فقط ؛ و لكن المشكلة أن باقي المعاملات التي نحتاج فيها اكمال مسيرتنا العاملاتية فقد وفّرت لها الحكومة محكمة سنية بـ(رجال دين) يتبنون المذهب السني وسط القطيف لخدمة المواطنين و تسهيل اجراءاتهم التي لا يستطيعون بتبنيهم المذهب الشيعي أن يُجْروها بأنفسهم دون اللجوء لكاتب العدل (رجل الدين بطبيعة الحال) السني الذي هو بدوره جداً متعاون و يتواجد طوال أوقات الدوام في مكتبه و الذي هو في قمة التواضع حيث أنك عندما تحتاج له في أن يخط توقيعه الكريم على تلك الورقة بعد عدم إذلالك لساعات يخرج هو بنفسه و لا يجلس في مكتبه و إذا سلمت عليه يقوم من مكانه ترحيباً بأخوه المواطن و إجلالاً لقدره الكبير الذي يعتقد هو فيه شخصياً ، و طبعاً لا يشعرك بأنه قد يكون بتصرف ما و قد يكون ابتسامةً ارتكبتها في وقت لم تعلم أنه غير مناسب يكون كفيلاً "بتسهيل" او "اسهال" اجراءاتك التي هي و لله الحمد لا تحتاج لأكثر من يوم ، و لمن لا يعلم أن رجل الدين كاتب العدل القاضي من مهماته ان يوثق اجراءات كتابة صكوك الأراضي و توكيل الناس لبعضهم للقيام بأعمالهم و كثير من الامور التي لا أدري ما علاقة تلازم رجل الدين الغير معصوم باستكمال اجراءاتها، و في النهاية برضو احنا أحسن من غيرنا..

من الناحية الإقتصادية و الأمنية في بلادنا المملكة العربية السعودية و لله الحمد إن الحكومة لا تفرض علينا ضرائب الا على التجار الذين بدورهم لا يضيفون هذه الضرائب كلما زادت في هامش الربح ؛ فالأسعار شبه ثابتة لدينا و التضخم الإقتصادي شامل كل شي ؛ فاذا ارتفعت الأسعار يقابلها و بشكل متناغم تضخم في مدخول المواطن حيث يضمن حياة كريمة و شعور بالاستقرار الاقتصادي و الأمني و على طاري الأمن و الأمان كما نرى في بلاد من يدّعون التقدم العلمي في القضاء على الجريمة و احنا طبعا ولا عندنا جرائم "مسجلة" زي ما يصير عند الغرب و لو صارت صدفة مرة أو مرتين بالكثير فراجعوا أوراق المجرم أكيد بكون من أصول غربية لان أولادنا ما فيهم الشين و طبعا أوراقه تلاقيها موجودة و كاملة و مرتبه عند الجهات الحكومية ذات العلاقة حتى لو كان الموضوع مو مهم و لا له علاقة بأمن الحكومة فمثلاً لو تضرر منه مواطن مهما بلغت تفاهته فهو مهم بالنسبة للدولة.

سمعت عن المجلس البلدي الثاني الذي أتى ليحل ما لم يستطع حله المجلس الأول و أنا لا أدعي أني أعرف كل مهماته و لكني أعرف أنه مسؤول عن مراقبة مراحل اتمام المشاريع الحكومية المفوضة من البلدية و التأكد من أنها تجري حسب الخطة أو الدراسة المقدمة من المقاول الذي رست عليه المناقصة بطريقة عادلة طبعاً ، و أنا كوني مواطن سعودي أرى عند شارع منزلنا بالقطيف مشروعاً غريباً نوعا ما و بدا كأنه استغرق وقتاً أكثر مما يحتاج ، و من الطرائف التي سمعتها و أعجبتني من أحد الإخوه قائلا: " هذا اسمه شارع سلڨر تدري ليش؟... لأنهم يدوروا الكنز فيه ولا هم لاقيينه" طبعاً يمتاز من يقوم بتنفيذ هذا المشروع بصفات جيدة كالصبر و الإصرار و العزيمة و التفاؤل التي لو وجهها في توجه غير البحث عن كنز سلڨر المفقود لكان من أكثر الناس إبداعاً في ذلك المجال وفقاً للمواصفات التي يحملها و أنا شخصياً ما أتوقع أن الكابتن فلنت مر من جهة القطيف أصلاً ؛ فأتوقع يعني خلاص كفاية وقفوا البحث رحم الله والديكم و شوفوا مكان ثاني تدوروا فيه على كنزكم، طبعا انا مو معنى كلامي أني ابغى أحبطهم و لا شي من هالقبيل .. لا بالعكس ابحثوا و الله يقويكم بس شوفوا مكان ثاني و لا تزعجونا و تكسروا سياراتنا بالحفريات اللي ما تخلص، ولكن صراحة المجلس قام بدوره في كل مكان في القطيف ما عدا جنب بيتنا بس ان شالله بحلوها قريب.
ملحوظة تذكيرية:-
الكابتن فلنت هو اللي دفن الكنز اللي كان يدوره سلڨر و جماعته.

طبعاً الرسالة في موضوع اليوم اللي طولت فيه لأن لو ويش ما أكتب بتظل بلادي العزيزة علي و إن جارت و إن كسرت و إن وظفت الأجانب برواتب أكثر منّي بشوي موجهة للناس اللي خرشوا أمنا كل يوم و يقولوا "أنا بهاجر ولا هذاك اللي راح يومين أمريكا و قال شوفوا الحرية و مدري ويش" أقول كل تبن و اقعد مكانك ... قال ايش .. قال هجرة ، انت هِجرة من الهِجَر اللي في وسط البر و تخب عليك ، طلعوا يومين و انغروا في الغرب الكافر .. كلها ملذات دنيوية و شهوات حيوانية فانية لهم الدنيا و لنا الآخرة .. اصبروا و احتسبوا و أجركم عند الله ... طبعا هذي مو للسعوديين احنا الحمد لله امورنا طيبة أنا اتكلم عن غيرنا زي المساكين هذولين الدول اللي يحتاجوا لخيراتنا بين فترة و فترة من فائض الميزانية و غيرها اللي احنا و لله الحمد في غنى عنها ، احنا الحمد لله لنا الدنيا و الآخرة إن شاء الله ، و كل واحد يستريح مكانه و حياتك في البلد و إن جارت عليك فهي عزيزةٌ .. فهنا..ستجد حياة أفضل.

السبت، 7 أبريل 2012

لا تقارن ... فتؤذي أحدهم بجهالتك

قررت فجأة اليوم أن أكتب وجهة نظري عن المقارنة بين الأشياء سواء من البشر أو الجمادات أو أي مخلوق كان خلقه الله مباشرةً أو عن طريق البشر ، صراحة علشان ما أكذب أنا ما قررت اليوم ولا فجأةً أنا منزمان ودي أكتب عن هالموضوع و حطيته في لستة الأشياء اللي ودي أكتب عنها يوماً ما بس حسيت أن لازم أكتب مقدمة قبل التعريف و هي صراحة تحديث على الموضوع بعد أن انتهيت من كتابته فما استحسنت ان يبدأ بالتعريف ، لا هو صراحة ما انتهيت بعدني من الموضوع و لكن خلصت التمهيد J المهم خذو الموضوع و بافككم من هدرتي الفاضية كالعادة...

تعريف:-
أولاً لا بد أن تتم المقارنة ما بين شيئين على الأقل ، ثانياً كل مقارنة تنقسم إلى قسمين أو جزئين (تقسيم و مفاضلة) و تكون عن طريق تحديد سمات و صفات الشيء المعيّن موضوع المقارنة لتأهيله لمرحلة المفاضلة أو الحكم عليه بأنه أفضل من الشيء المعيّن الآخر موضوع المقارنة معه.

تمهيد:-
لكي نقارن نحتاج إلى مواصفات و مقاييس المقارنة لكي لا نظلم أي طرف من الأطراف الذي ستتم عليه عملية المقارنة و على أساسها يمكننا أن نقارن ، نستدل بقولنا هذا و من ثم نشرح قوله تعالى في مُحكمِه :-( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)- الحجرات-13 ، وضع رب العالمين في هذه  الآية الكريمة حسب ما استوعبه أنا للمقارنة مواصفتين أو مقياسين الأول أن الناس مخلوقين من صنفين و هما ذكر و أنثى و اللذان بدورهما هم عبارة عن تجزيء للمقاييس الأكبر و هما الشعوب و القبائل ، أما الجانب الآخر من المقارنة فهو الحكم أو المفاضلة بذكر من هو الأكرم أي الأفضل فيهما و هو الإنسان الأتقى كما ورد في الآية الكريمة فالأتقى هو الأكرم و الأجود و الأفضل بغض الطّرْف عن جنسه ففي هذا الموضع ذَكَرَهم رب العباد كلاهما و فصل بينها بـ(و) التي تفيد المساواة بين الطرفين حسب معلوميتي، هذا بالنسبة لرب العالمين الذي سيحاسبني و يحاسبك و يقارن من منا أفضل من الآخر و من هو الأحق بدخول جنته التي هي ملكه هو وحده الذي هو (الأعلم بكل ما يؤثر على المقارنة) و لا أستطيع لا أنا ولا أنت أن نحكم على أحد بأنه سيدخلها أو لا حتى ولو كنت متيقناً بأن ما يمارسه فلان شرك أو كفر أو أي شيء فرضه الله علينا بحسب ما وردنا.
هنا سأطرح سؤال:-
-          هل من العدل أن نقارن بين الأشياء أو البشر أو المخلوقات بوجه العموم أم هي من اختصاص رب العالمين...العالِم بكل ما يجري حولنا و في نفوسنا؟ أو من الممكن أن نتدخل في المقارنة بين ما ذُكِر ولو بشكل محدود ؟

لكي أريحكم من عناء القراءة إذا كنت تبحث عن إجابةٍ جاهزة فلا تكمل القراءة لأن الاجابة على هذا السؤال مواضيع متخصصة فيه قد أتطرق لها لاحقا و قد لا أتطرق لها .. على أي حال ، ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع هو أني في أحد نقاشاتي التي لا تنتهي مع أحد الأصدقاء و كان نفس الذي جعلني أكتب موضوع لماذا خلقنا الله؟ هو أننا كنا نسلسل الأحداث عن وجود الله و كيفية أنه أمثل أو أفضل و أقوى منّا نحن معشر البشر و اختصاراً هنا سأطرح السؤال مباشرةً و هو "هل الله أقوى شيء ممكن يكون ولا في أحد قوي مررة عشان يكون قريب منه يعني عشان نعرف نقارنه بشي يعني؟" و كما سلف ذكره في التعريف أنه إذا أردت عمل المقارنة فلا بد من توفر عنصرين اثنين على الأقل تتم عليهما عملية المقارنة ، و من المواقف الطريفة التي خطرت ببالي الآن و يمكنك تجربتها أن تتوجه لأحدهم و تقول له "وش رايك نسوي مقارنة؟؟" اتوقع كلكم يمكنكم توقع ردة الفعل بسؤال الذي هو "بين وشهو و وشهو؟" مباشرةً فهذا تأكيد لما قلته ، على كل حال لا أريد الاستطراد كثير فهو من عاداتي القبيحة أو التي لا احبها فلا يمكنني التركيز بسببها ... شايفين كيف طلعت من جديد ... المهم نعود لنقطة السؤال عن المقارنة لله بشيء آخر و كان استشهادنا بقوله تعالى :-( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)-الشورى-11 طبعاً كما نرى في الآية الكريمة أن الله لا يوجد شيء مثله فبالتالي ستكون المقارنة غير عادلة أبداً و ظالمة لاحد الطرفين اللذان سنقارن بينهما أو كلاهما فستنقص من شأن أحدهما و الآخر ستكون وضعته في مكان غير مكانه فظلمته بأنه قد يكون عنده بعض من الصفات الطيبة التي قتلتها بوضعك إياه في مكان أكبر منه ، على العموم النقطة التي أريد أن أشير لها في موضوعنا هذا هو الممارسة التي نمارسها بمقارنتنا الظالمة في كثير من الأحيان و عندما تكون غير ظالمة قد تكون حالفنا الحظ فيها و كان العدل صدفةً ، فلماذا نقارن؟ ، لماذا لا نقدر الأشياء بالإطلاق و ننسى عامل (الطرفين) في المقارنة و ندع المقارنة المتعددة للخالق الذي خلقنا و الذي هو أعلم بأمرنا و نخترع لنا مقارنة بمفهوميتنا المحدودة كبشر و تكون مقارنتنا بطرف واحد فقط ، و على سبيل المثال لا الحصر أنك و جدت فتاة جميلة حسب مقاييسك فلا تقول هي أجمل من فلانة أو أذكى من فلانة أو استحسنتها أكثر من فلانة و غيرها من المقارنات التي لا ندرك فيها أسباب كون الشيء المعيّن موضوع المقارنة التي جعلته يكون أرقى درجة في الشيء المعيّن الذي تمت على أساسه المقارنة حسب مقاييسنا الشخصية طبعاً فالموقف الجميل في المثال الذي ذكرته أن تقول لنفسك أن هذه الفتاة جميلة و خلاص أو هذا التصرف أعجبني أو أنا أتمنى أن يحدث كذا و هلم جره ، طبعاً أنا لا ألغي دور المقارنة في حياتنا اليومية فنصبح إمّعات و لا نستفيد من أخطائنا و أخطاء أسلافنا اللذين سبقونا و لكن هناك كثير من المواضع التي نمارس عليها مقارناتنا الظالمة بجهالتنا بأسباب كونها أفضل من وجهة نظر المُقارِن ، فرسالتي لكم هي أن لا تقارن ... فتؤذي أحدهم بجهالتك.

الأربعاء، 21 مارس 2012

كوني 2012...!!!


من هو كوني؟...

هذا هو السؤال المطلوب طرحه من المجموعة القائمة على منظمة (Invisible Children) الأطفال الغير مرئيين كما هو معروض في العمل الفني في الرابط:-

لك خياران الآن الأول أن تتابع الفيديو لمدة نصف ساعة و الثاني تقرأ مباشرة ما يلي طرحه ، الفلم الوثائقي عمل جميل جداً من جميع النواحي و هذا رأيي الشخصي فيه ؛ حيث أن القائمين عليه من تصوير و إخراج و غيرها كان مؤثراً جداً حيث أنه في إسبوع واحد حصد أكثر من تسعة و سبعين مليون مشاهدة و هو بعنوان كوني 2012 ، جوزيف كوني حسب ادعاء الفلم باختصار هو شخص من أوغندا كوّن له جيشاً بتجنيد الأطفال الأولاد بعد أخذهم من أهاليهم بالقوة و يرغم البنات على بعض الأعمال الغير شرعية و غير انسانية ؛ و خلال أحداث الفلم يظهر ولد صغير و يوعده (Jason Russell) القائم على هذا الفلم بأنه سيوقف هذا   الـ(كوني) عن أعماله الشريرة و يبين الفلم أن مجموعة من المتطوعين قد بدأو بالعمل الجاد و بنو بعض المنشآت و جمعوا بعض التبرعات لعمل الخير ابتداءاً بجمعية "إيقاف كوني" الخيرية (charity's 'Stop Kony') لهؤلاء المساكين و كان الطرح جداً جميل مثل باقي الأفلام الدرامية الأمريكية و لكنه كان يفتقر الى عنصر مهم ليكتمل و يصبح مثل باقي الأفلام ، و هو الخاتمة السعيدة ، في هذا الفلم يطالب جيسون بمشاركتك أنت ... نعم أنت في صناعة هذه الخاتمة و هي بالمشاركة في هذه الحملة ضد جوزيف كوني و حيث أنك و الجميع من المفترض لا تعرف من هو جوزيف كوني فهم يريدون في الخطوة الأولى جعله مشهوراً، كيف؟.. أولاً عن طريق هذا الفلم و طرق أخرى مثل ما أكتبه أنا الآن و غيرها ، ثانياً عن طريق شراء علبة بمبلغ معين من عند هؤلاء المجموعة تحوي اساور و بعض الأشياء التي صراحةً لم أفهمها ، بالإضافة إلى تعليق مجموعة صور له بتاريخ 20 أبريل 2012 في كل مكان و جعله مشهوراً و هي الخطوة الأولى ، بعدها البدء بالتحرك للجهات المسؤولة لإيقاف هذا المجرم و يعم الأمن و الأمان في أوغندا و توتة توتة خلصت الحدوتة.

لا أستنكر ما يفعله ... و لن آخذه بسوء النية و أقول أنه سيجمع الأموال من وراء التبرع المباشر أو شراء تلك الأشياء من عندهم ويختفي هو و جوزف كوني الذي لا نعرفه ولا ندري عن مدى مصداقية وجود هذا المخلوق ؛ فقد يكون ما قاله صحيحاً و هو قائد لحملة ذات أهداف نبيلة و لكن إشكالي على الموضوع أنني رأيت الكثيرين من الذين هم حولي متفاعلين مع الموضوع بنوايا طيبة و هم على أتم الاستعداد على تقديم الدعم المادي و المعنوي لهذه الحملة دون التحقق من أي شيء غير الفلم المعروض على قناتهم في اليوتيوب سواءً من ناحية أنهم هم يمارسون ممارسات غير مشروعة مثل غسيل أموال أو أي شيء آخر قد لا أدركه أنا بخبرتي المتواضعة.

إن جوزيف كوني موجود من حولنا في كل مكان فهو يتمثل في بعض الحكام الذين نرى مجازرهم اليومية في الأقطار العربية و الإسلامية قال تعالى:- (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) سورة البقرة – آية 180  فهذا يكفينا لإعطاء الأولوية لمن هم حولنا و قريبين منّا دينياً و جغرافياً.
ما هي أوغندا بالنسبة لنا؟ ... بالفعل هم بشر و هي حالة إنسانية و لكن قبل أن نفكر في حل مشاكل الآخرين فلنجلس مع أنفسنا جلسة إنصاف و نسأل (ماذا فعلنا لقضيتنا الفلسطينية و لهؤلاء الأطفال الذين يذبحون كل يوم ؟ ماذا فعلنا لسوريا ؟ ماذا فعلنا للبحرين ؟ ماذا فعلنا لليمن ؟) و غيرها ... كل هذا لا شيء ؛ ففي كل بلد عربي أو مسلم مشاكل يثقل حملها ... ماذا فعلت لبلدك قبل أن تفكر في أوغندا التي قد تكون لم تسمع بها قبل هذا الفلم الوثائقي ؟؟ ، أتمنى أن أسأل جيسون ... لماذا لا تتوجه لحكومتك الرشيدة و تسألها عما فعلت في العراق و ماذا فعلت في أفغانستان و ماذا فعلت في الفيتنام و اليابان و غيرها و غيرها ؛ تستعطف القلوب لنصرتك لمساعدة بلد و أنت بلدك هي الأكثر إجراماً و إرهاباً على الصعيد العالمي و بالتوثيق التاريخي (يا خي طير بعيد) لا و (مع نفسك بعد) ، و أنت أيها المتعاطف مع أوغندا لست ضد إنسانيتك و لكننا هرمنا و لم نصنع شيء في مشاكلنا الداخلية قبل أن نلتفت إلى جيراننا فما بالك بالقارة المجاورة لنا (من أنتم؟؟!!).

فلنستثمر طاقاتنا في تطوير بلادنا التي تنتظر تلك اللحظة التي نصرف طاقاتنا فيها و بداخلها و كما يقول أهلنا في الكويت (دهننا في مكبتنا) لا تذهب بعيداً بمالك و طاقتك فبلدك بحاجتك و بحاجة أموالك و يكفي من هم لدينا من عمالة أجنبية تصدّر المليارات سنوياً خارج البلاد و نحن نعجز عن تطوير اقتصادنا الداخلي ، لماذا لا تصنع شيء للأقربين ؟ ... لا تستطيع لعدم توفر الوقت أو الطاقة أو المال؟ هنالك منظمات غير ربحية تملأ البلد توجه لها و قدم ما تستطيع.

في النهاية القرار لك انت وحدك ... هل ستحارب كوني أوغندا ولا كوني حقنا ...

الاثنين، 5 مارس 2012

مد رجولك ... على قد (حاجتك)


هرم ماسلو للحاجات الإنسانية


قبل بضعة أيام فُتحَ من جديد موضوع يتكرر مع عدة أصحاب و هذا ما جعلني أختاره لأكتب عنه اليوم .. لانني قد أكون وصلت إلى سبب هذه المشكلة الإقتصادية و بالتالي بعد التشخيص يسهل العلاج .. مع العلم أن أغلبنا يشارك في هذه المشكلة التي أعتقد أنها أصبحت جريمة.

هناك فرق كبير بين (الحاجة) و (الكمالية) .. و كلاهما يكون على عدة درجات كما فصل ماسلو الحاجات الإنسانية الى خمس مراحل كما هو موضح في الرسم أعلاه و لكن اختصاراً سأقسم كل منهما على درجتين مع اختلافي في بعض الأمور التفصيلية مع ماسلو لكن اتفق معه في عموم الهرم كما يلي:-
حاجة مُلحّة : كالحاجات الملازمة لاستمرار الحياة بصورة كريمة من أكل و شرب و ملبس و غيرها.
حاجة غير ملحة : يحتاجها الإنسان لكنه يستطيع أن يكمل مسيرته الحياتية بدونها إلى وقت معين و تتحول تلقائياً إلى حاجة ملحّة كالجنس و تكوين العلاقات الاجتماعية و كسب احترام الناس و غيرها
كمالية ملحّة : تكون حاجة إلى حد ما و لكنها تخلتف من كونها تتأثر بالزمان و المكان و تكون مؤثر مساعد لتحقيق الحاجات الملحّة و للتوضيح بعض العلاقات تحتاج الى لباس معيّن لتحقيقها بصرف النظر عن قيمتها في هذه النقطة ، كموظف في غرفة عرض مثلاً في مكان ما و يواجه العملاء أو الزبائن فيحتاج الملابس المعيّنة أو الساعة المعيّنة و كلها لإعطاء الثقة بالمنتج عن طريق مُمَثِّّل المنتج "المسوّق".
كمالية غير ملحّة : و هي الممارسات التي لا تهدف من بعيد و لا قريب إلا لتحقيق هدف واحد و هو جمع الثروة "الجشع" و للتوضيح تكون باقتناء أشياء ، أراضي ، ملابس ، و غيرها لا يمكن أن يحتاجها الإنسان و لا ورثته بأي شكل من الأشكال و لن يستفيدوا منها إلا عن طريق ظلم الآخرين.

تكمن المشكلة الكبرى في الكماليات الغير ملحّة و لا اصرف النظر عن غيرها من كماليات و لكن هي التي تلعب الدور الأكبر في مشكلة التضخم الاقتصادي (على قلة سنع) ؛ يعني أن التضخم ليس إشكالاً بحد ذاته و لكنه يكون مشكلة كبيرة عندما لا يتناسب طردياً مع إجمالي الناتج القومي المحلي "GDP".

كنت أتناقش مع أحد الأقرباء الذي يتاجر في العقار و الذي كان يوافقني من ناحية المبدأ و لكن من ناحية التطبيق (ما حد حولك) و أنا لا ألومه و حده فالكل مشارك في جريمة التضخم و نأخذ العقار مثلاً ؛ كيف؟ و ما هو الموضوع؟

كنت أقول له يا أبا فلان أنا و لله الحمد والدي حفظه الله وفّر لي أرض و لأخي و أختاي كلنا بالمثل في منطقة في القطيف و أنا إن لم أحتاجها اليوم فسيأتي اليوم الذي أحتاجها فيه لبناء منزل العمر .. و لكن أين المشكلة؟ ... المشكلة تكمن في أن والدي اشترى المتر الواحد لقطعة الأرض الواحدة  بـ 158.33 ريال بعد فترة وجيزة من كونها كانت تساوي 75 ريال للمتر الواحد نفسه و لن أستشكل على هذا ، المشكلة أن المتر الواحد الآن (لا يقدّر) و لكن (يباع) بـ 2000 ريال للمتر الواحد ؛ أي أنها كانت تشكل 3.75% من قيمتها الحالية، (هييييي وين رايحة ؟  تستهبلي ؟؟؟!!!) و أقسم بالله العظيم أني لم أسثمر فيها شيء و لم أغير فيها أي شيء إلى يومكم هذا و لكن كنت أجهل من أين هذا التضخم ؛ و المأساة تكمن أني لا أمثل شيئاً كنسبة من أقراني في الفئة العمرية الذين يمتلكون أرضاً في وطنهم الذي يحتوي على أكثر من 24% من احتياطي النفط في كوكب الأرض و بلا منازع أكبر دولة مصدرة للنفط أغلب من هم في عمري لا يملكون أرضاً يبنوها يوماً ما؛ فكان رده "طيب وش نسوي احنا ، ما بإيدنا شي ، إما انك تمشي مع الموجة و تاكل من سمكها أو انك تطالع من بعيد و الكل ياكل من هالخير إلا انت"، و مع الأسف بعدين نتحول إلى زي ما قال زياد الرحباني "بيقولوا لك من عرق جبينو..طلّع مصاري هلإنسان..طيب كيف هيدا و كيف ملايينو ما مرة شايفينو عرقان" (الرأسمالية).

بطبيعة الحال كوني مواطن سعودي سأشير كإخوتي المواطنين بالبنان إلى الحكومة و أقول أنتي يا حكومة المسؤولة J<<<أمزح طبعاً ؛ أنا لكن لا أعفي الحكومة من المسؤولية و لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الشعب نفسه ؛ الحكومة نعم تستطيع التدخل و لكن بشكل محدود حيث أننا لسنا تحت نظام "اشتراكي" و لا "رأسمالي" نحن دولة بنظام "إسلامي" فمن يريد أن يشتري و يبيع يستطيع و له الحرية و من يريد أن يكدح كموظف فله الخيار أيضاً ؛ نعود لمحور الحديث الأساس و هو التضخم الغير طبيعي و هو في مثالنا هذا شراء الأراضي بغير حاجة ببساطة (س) من الناس اشترى أرضاً ليبنيها و نسى موضوع البناء و قال لماذا لا أشتري بما لدي من سيولة نقدية للبناء  أراضي أخرى لأبنائي لأنني أحبهم و لا أريد أن أُتعبهم في تكبّد العناء بجمع المال و غيرها فكان مشكوراً و اشترى لأبنائه مساحة من الأراضي (قد لا يستطيعون بنائها في يوم من الأيام) و لكن لا أعارضه في ما فعل إلى هذه النقطة و لكن من المفترض أن تكون المرحلة التالية هي بناء بيته الشخصي أو أنه بناه خلال المراحل السابقة و بصرف النظر عن الترتيب هنا أطرح سؤال ( لماذا تشتري أراضي إضافية ؟؟) و هناك صنفان من الناس الأول يكون يشتري بهدف الإقتناء متستراً بعبائة الاستثمار و لا أفهم أي استثمار أن تشتري أرضاً و ترميها تتضخم بسبب زيادة الطلب و قلة العرض ؛ و الصنف الآخر يشتريها ليبني مسكناً يؤجره على الناس أو يجهز متجراً يؤجره لمستثمرين آخرين و هكذا دواليك و هذا لا إشكال عليه إلى حد كبير لأنه سيوفر فرص عمل جديدة لمواطنين آخرين و طريقة لتدوير الأموال.
لكن أنت يا من تشتري أرضاً و تتركها جحوراً للضبّان و طيور الهدهد إن صرف هذه الأموال التي تجمدها في أرض لا أنت استثمرتها و لا أنت تركت الفرصة لغيرك باستثمارها أو بنائها (وش تحس فيه؟) أنت واحد من مجموعة مسؤولين عن تضخم أسعار الأراضي و تعسير مسيرة الحياة و توفير حتى الحاجات الأساسية للناس من حولك و أكثر ما تستطيع قوله: "مساكين ، الله يعينهم!".

الأراضي مثال واضح لتمثيل جشع الناس الذين يدعون أنهم ضد الرأسمالية و هم الرأسماليون و لكن قد يكونوا دون تفكير أو بجهالة قد مارسوا الرأسمالية و يدّعون إنكارهم لها و لما ينتج بتطبيقها ، يا من تجمع الأموال و لا ترفه عن نفسك سيأخذ ورثتك كل ما جمعت و لن تذهب بها إلى قبرك؛ و بافتراضنا جدلاً أنك اخذتها لقبرك فهي لن تفيدك لآخرتك.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : "أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا...و أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"

يمكنكم قياس باقي كمالياتكم اليومية من ملابس زائدة عن الحاجة و بأسعار لا تتناسب مع قيمتها و غيرها ، و الحل بكل بساطة كل واحد منكم يقف من نفسه موقف الحياد و يحاول ان يتنازل عن جشعه و لا يتنازل عن الموجودات الحالية و لكن توقف عن اقتنائك على الأقل هذه الكماليات التي لا تحتاجها من الآن فصاعداً .... و مد رجولك على قد حاجتك.

السبت، 3 مارس 2012

يا كافر! ... لا توبة لك

صورة من الإنترنت من يعرف صاحبها
 يمكنه ارسال إسمه لي حفظاً للحقوق

يا ملحد، يا ليبرالي، يا مجوسي، يا رافضي، يا وهابي، يا علماني، يااشتراكي، ...............
يا كاافر..
و تكثر الـ"يا"ـآت في مجتمعنا المتحضر و بغض النظر عن معناها الديني أو الفكري أو الإقتصادي في النهاية يهدف مستخدمها لإنقاص شأن المتوجه له بها، و قد تصل إلى نتائج لا يحسن عقباها.


في الآونة الأخيرة بدأت أو تجددت بعض العادات الغير جيدة و لا أريد أن أحصرها بكلمة "القبيحة" لأنها تجاوزت كونها كذلك، هي بدورها حسب نظرتي الشخصية الغير مُلزِمة لك تؤجج الصراعات الداخلية ما بين "المختلفين" وقد تكون في كثير من الأحيان "المتخلفين" ؛ إن لم تتدخل الجهات المسؤولة سنصل الى وادٍ مظلم عميق؛ نتوه بداخله و سيموت الكثير في بداية وقوعهم فيه و كلها بسبب الكفر، نعم الكفر بإيمانيات العامة التي لا يمكنك أن تنكر أي منها و يسمح لك بالتساؤل و ليس التشكيك و هذا في بعض الأحيان القليلة، بالعربي (امش مع الموجة أحسن لك) و بمفهوم آخر جمّد عقلك.
لماذا يتحتم علي أن أكون مثلك؟ و هذا مع الأسف مرض نعاني منه جميعاً من جميع الإتجاهات و المدارس ، جمّدوا عقولكم لتحافظوا على حياتكم و لا تنسوا تلك الهالة المقدسة التي تحف كيان المقدسات ذات الخطوط الحمراء التي ما إن تجاوزتها سنحزعنقك ، تريد أن تعلن معتقداتك إعلنها و لكن إذا كانت توافق ما نعتقده و إلا فأنت كافر.
الكفر هو إجحاد و إنكار لمعتقد ما سواءاً كان كافراً بالإسلام أوكافراً بأي شيء آخر فالكفر ليس مشكلة بحد ذاته فيكون الشخص كافر و مسلم بنفس الوقت حيث أنه يكفر بكل شيء غير الإسلام و هذا غير مقبول إلى حد كبير حسب اعتقادي حيث أنه مجرد كفرك تكون وضعت غشاوة كبيرة على بصيرتك مما سيحد من آفاق تفكيرك إلا إذا تحررت من أكبالك العقلية؛ فنجد أولائك الذين يعدّون أنفسهم مسلمين هم كفار و أنا لا أريد أن تكون على بصيرتنا غشاوة فنقبل الرأي الآخر بكل رحابة صدر و نبحث معاً عن الحقيقة، لماذا ممنوع علينا الإقتراب من "الغرباء" ؟ مع أني أكره هذ هالكلمة و لكن هذا هو الواقع الكل يعتبر من لا يسمع و يطيع سيعتبر غريباً "كافراً"و لن نقبله بيننا، و هذا لا إرادياً سيقودنا إلى الكبرياء و بالتالي الضياع؛ كيف؟بكل بساطة عندما تكون لديك معطيات معينة و تحصرها في وسط معزول عن أي معطيات متوفرة حالياً حتى و إن كانت جيدة ستتحول إلى مكونات عدائية تجاه كل مكوّنات جديدة أو "غريبة" و تعتقد أنها الوحيدة على حق كما هو الحال في جسم الإنسان عند زراعة جسم معيّن فيه و لنقل على سبيل التمثيل لا الحصر زراعة الكلى ...، من منّا سيزرع كلية من باب انها وناسة أو من باب أنها (جميلة كلية فلان)؟... لن يزرعها إلا شخص قد يموت من دونها فهو بحاجتها و مع ذلك جسمه يرفضها و يضل الشخص المزروع له يتعاطى أدوية خفض المناعة طوال ما تبقى من حياته لكي لا يحارب جسمه هذا الجسم"الغريب المختلف" و العكس لدى الأطفال في تقبلهم للأجسام الجديدة ، ليس لدي معلومات كافية عن الأطفال و لكن ما أعرفه أن تقبلهم للأجسام "الغريبة" يكون أفضل حالاً منه لدى الكبار و مثله حال توجيه الناس منذ صغرهم أسهل من توجيه الكبار، يا جماعة قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : " مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى" ؛ أنا من اعتقادي أن طريقة علاج هذا الجسم هو ليس بالمسكِّنات فهي لا تحل المشكلة بل تفاقمها أكثر وأكثر فهي لاتعالج و لكنها تهدِّئ مع استمرار وجود المرض و نحن تلقينا مسكنات طوال حياتنا كان دورها أن تخدر شعورنا بالمشكلة إلى أن وصل حالنا إلى ما وصل عليه و لكن بحقنة عاجلة من المضادّات الحيوية قبل الحاجة للاستئصال و هو الحل النهائي إن لم تحل المضادات المشكلة و في نفس الوقت هو حل غير محبّذ لكن فلنبدأ بالمضادات و نجربها قبل الاستئصال و (ابدأ بنفسك!) و عالجها و من ثم احقن الآخرين بالمضادات اللاعنصرية و زد في جرعة التقبّل قبل جرعة القُبَل ، و بما أن مجتمعنا أو بالأحرى المجتمعات المحبة لرجل الدين "المقدّس" فهذا يحمّل رجل الدين المسؤولية الأكبر فبهذه العملية العلاجية عليهم البدء من خلال المنبر الديني توجيه المستمعين لطريق الحب بدلاً من استنقاص و احتقار "الغرباء المختلفون" و لا أرمي بقولي هذا أن رجل الدين يمارس توجيه الناس إلى السب و الاسلوب الرديء في الحوار و لكن كثير منهم لا يؤكد على حرمة هذا العمل الذي يؤدي بجميع المقاييس الى الضرر الحتمي و كما في صحيح الإخوة السنة "لا ضرر و لا ضرار" ، أخي رجل الدين إنه دورك في هذه المرحلة لبدء حملة التطعيم فالجماعة متشنجة من كل الأحزاب اللدينية تحديداً بدون لف و دوران و هذا ما نراه عبر موقع التواصل الاجتماعي "سني،شيعي، وهابي، رافضي، سلفي، تغريبي، سروري" و كلها تلف حول اتهامات تصب في إناء واحد
(يا كافر ... لا توبة لك)...

الأربعاء، 22 فبراير 2012

ما تشوف شر يا طويل العمر ..


قال الرسول محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ، و كلنا إن شاء الله مؤمنين ولو جزئياً ، فطرة الإنسان عندما يُخلق لا ترشده لإيذاء الآخرين و التعدي على حدودهم و خطوطهم الحمراء ؛ لكن المجتمع المحيط هو الذي يؤثر على كيانه و سلوكه ليخرجه بصورة جديدة قد تتوافق مع فطرة الله التي فطرها عليه و قد يكون بين البينين فبعض الأحيان تغلبه الطيبة و الأخرى تغلبه الروح الشيطانية كما هو الحال معي حسب اعتقادي ، و إنه لمن الفطري أن يكون الإنسان يحب الخير للآخرين و لا يستلذ بآلامهم و لذلك ما وصلنا مما قاله رسولنا الكريم في الحديث الذي بدأنا الكلام فيه بأنه لا يؤمن أحدكم (حتى) و حتى تفيد بأنه هناك احتماليه لكون المُخاطب غير ما ذُكر قبل الفترة المعيّنة لِلحظة الإيمان و هذا تأكيد على أن المحيط يؤثر سلباً في أحيان معينه على سلوكيات الإنسان فيعود إلى طبيعته إذا عمل بالحديث الشريف.

أما الآن سأدخل في صلب الموضوع و هو الدعاء بالشر لكن الذي يكون بدون إدراك لمعنى الدعاء بغض النظر عن النية حيث أننا تعودنا على لفظها و توارثناها على مر السنين.

ما جعلني أفكر في هذا الموضوع  هو عندما كنا في مجلس العزاء لوفاة عمي حسن رحمة الله عليه كان المُعزون يرددون على مسامعنا "آخر الأحزان إن شاء الله" في الظاهر هي دعاء طيب و لكن في تفصيلها الواقعي أنها مستحيلة ؛ ولو نفكر فيها قليلاً سنجد أن الأحزان لا تنتهي إلا بنهاية حياة الشخص المعيّن ؛ صحيح أن كل شيء بين الكاف و النون و لا شيء بعيد عن مقدرة رب العالمين لكن من حكمته أننا لا بد علينا أن نعيش بعض لحظات الأسى و الحزن فنرجع بعدها للوضع المريح بالأفراح و قد يكون الشعور أجمل من لو كان بعد الأفراح التي سبقته ، و كما كان والدي يرد عندما يتصل عليه أحد ليعزّيه فكان يقول كلمة جميلة جداً حسب مقاييسي الشخصية فكان يقول "طول ما إحنا عايشين لازم نتذوق الحلو و المر" ... (طول ما احنا عايشين) لا أستطيع الجزم بما سيحدث بعد الموت و لكن أتوقع الذي يشعر بالحزن و الألم هو الحي ؛ فلن تكون حياتنا كلها حلا في حلا فطالما نحن عائشون لابد من أكل السكر و الحنظل لمعرفة مرارة الحزن و حلاوة الفرح و من أمثلة هذه الأماني الطيبة التي استوقفتني "آخر الأحزان ، لا أراك الله مكروه ، .. الخ" << طبعاً الخ يعني مو جاي في بالي غيرها بس اكيد عندكم الكثير.

و في الختام لن أقول لكم عسى أيامكم كلها حلا في حلا و لكن ان شاء الله أن يكون ما تبقى لكم من الحياة به الكثير من الحلا و على فكرة مرة سمعت أحدهم يقول ان طويل العمر هو (إبليس) فإذا ما تحب أحد و ودك له الموت قول له ... (ما تشوف شر يا طويل العمر).

السبت، 18 فبراير 2012

وطني حبيبي اذا ممكن اسألك... هل من حقي أن أسأل إذا "لسّه الدنيا بخير" ؟!!


قرأت اليوم تغريدة واحدة فقط على موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) بنص " "الندوة العلمية حقيقة المعتقد الرافضي وخطره على المجتمعات السنية" ارجوكم قولوا لي انه ما صار و لا ترى احتمال كبير انجلط " فتوجهت مسرعاً الى صديقي (جوجل) و سألته عن ماهية الأمر فكانت هناك كعادته يحمل إجابات عديدة و اخترت منها ما يلي من الروابط لكي أبدأ التعبير عن رأيي بهذا الصدد عبر موقع "تويتر" :-
كانت الندوة تبدأ من يوم الأربعاء الماضي 23/ربيع الأول/1433هـ الموافق 15/فبراير/2012 وحتى يوم الجمعة التي يليه حسب ما كُتِبَ في المواقع الإلكترونية و هنا تساؤل موجه لمن رضي بإقامته قبل القائمين عليه ، ما الهدف من اقامة ندوة بعنوان "الندوة  العلمية: حقيقة المعتقد الرافضي وخطره على المجتمعات السنية" ؟ و الى أين تريدون الوصول ؟ ، و هذا السؤال قبل أن أحصل على أي إجابة يبدو لي أنه لا هدف له و لن يوصلنا الا لتأجيج الفتنة الطائفية و مع الأسف هذه الندوة المقامة بمركز سعود البابطين الواقع بحي الصحافة على شارع العليا بالرياض (العاصمة) عاصمة بلاد الحرمين و الإسلام ؛ لن تقام بدون تصريح من جهة حكومية و اذا كانت الحكومة ترضى بوجود مسؤولين لا يبعد ادراك نظرتهم المستقبلية أبعد من طرف أنفهم فهنا أقوم بطرح سوآل آخر و هو " بعد كل هذا إن كان شيعة السعودية موالين لدولة غير السعودية ، كيف يكونوا ملامين ؟" انتم الآن سمحتم للمرة الألف بتعدي رعاياكم الذين لا نملك أي وصاية شرعية عليهم لردعهم غير طلب العدل و المساواة بيننا كمواطنين (أكثر من مرة يبيح بعض المشايخ أبو قرشين و بعضهم من من هم يُعدون كمفتين للديار دم الشيعة أو الروافض و حديثاً من صنفوهم كصفويين) ،قامت الدنيا و لم تقعد على حمزة كاشغري حيث هو قام بفعل أذى فيه "مشاعر" المسلمين (مساكين وش هالرقة و النعومة ماشالله عليكم يا مسلمين طول عمركم تشتير و اباحة لدم الشيعة و لم يكترث أحد بمشاعرهم أو دمائهم المباحة) و الآن يُقام ندوة تتسم حسب ما يدّعون بأنها "علمية" لتوضيح خطورة مسلمين على مسلمين ولا رادع لهم ؟؟ و أنا لا استطيع الا كما قال الشاعر محمد صالح بحر العلوم "أين حقي؟؟" أين حقي ممن يشرح بالطرق "العلمية" خطري كرافضي على إخواننا أهل السنة و الجماعة ؟؟ أين حقي من الذي آذى مشاعري باتهامه لي بالولاء لغير حكومتي السعودية ؟ أين حقي و أين حقي ؟ و سؤالي الأهم هل من حقي الذي لا أعلم أين هو أن أقيم ندوات "علمية" بعنوان خطر الوهابية على المذاهب الإسلامية ؟؟ هل من حقي أن أعبر عن رأيي بحرية و لي الأمان بأن لا أسجن لأني سألت عن حقي ؟ هل من حقي و هل من حقي ؟؟ حذرني والداي مشكوران على خوفهما علي من سؤالي عن حقي بتعبيري عن رأيي عبر تويتر و الفيس بوك من خلال مدونتي و لكني أشعر بالضيم و الأسى على مجتمعي الذي وصل من الإنحلال الاستراتيجي و السفاهة الفكرية لوحل إذا لم نتدارك الأمر سريعاً و ننزع هذا السرطان و لا أعني رجال الدين حتى لا يفهمني أحد بطريقة خاطئة و لكني أعني سلطتهم الوصائية التي لا تُطبق الا على من ليس لديه ظهر يحميه فسنغرق في هذا الوحل الذي كلما تأخرنا في الخروج منه سيزداد عمق انغماسنا فيه و انعزالنا عن المجتمع و سيظل فيه من فيه ولن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ، أين أنتم أيها المسؤولين عن من يوجّه رعاع العامة لمثل هذا الفكر الخطير؟ أين أنتم يا رجال دين القطيف عن ما يحدث ؟ يا من نصّبهم اهالي القطيف كوجهاء للمطالبة بحقوق أهالي القطيف ، أنا عن نفسي و أتكلم بلساني و أنا لا أريد التكلم على لسان أحد غيري غسلت يدي منكم و من فائدتكم الحقوقية و لكن يا أهالي القطيف سؤالي لكم ما الذي أحرزوه لكم رجال الدين إلا من رحم ربي؟ و إذا كانوا على وجه العموم عكس ما ادعيت فليروني الذي أحرزوه من تقدم و ليطالبوا لي بـ"حقي" و ليس فقط المطالبة فأنا أريد نتاج المطالبة ؛ و إلا فهم وجودهم كوجهاء ليس كعدمه بل هو ضار بالمجتمع الذي وضع و حمّل كل آماله و طموحه على رجال ليسوا برجال ؛ أتمنى منهم أن يثبتوا أني في ادعائي عليهم كاذب ولكني أشك في إمكان تحقيق ذلك ، كما ذكرت سالفاً ليس بيدي غير الكتابة و أنا أعترف بأني لا أستطيع عمل ما يطلبه الناس منهم و لكني أعبر عن رأيي و شكري كله لوالداي اللذان ربّياني على عدم السكوت عن حقي و لهم كل الإعتذار بأني لم أستجب لطلبهم لي بأن أتراجع عن كتابة و تدوين رأيي و لكني ماضٍ فيما أفعل و هذا ما تربيت عليه قد يكون هذا آخر ما أكتبه ولكني لن أتنازل عن المطالبة بحقي.
أريد حقي.
@ahmedrasoul86