تابعني على تويتر

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

خلّوها في قفصها أحسن ..!



"عمرك سمعت بطير يحب سجاّنه؟" – علي الخوار ...
ما جعلني أفكر في كتابة هذا الموضوع هو ما أراه من فرض وصاية مطلقة على المرأة في مجتمعنا ليست ((فقط)) من الرجل بل المجتمع بأسره لدرجة أن بعض التصرفات أصبحت كما لو تكون قناعة من دون أساس ، حتى جاء ذاك اليوم الذي كنت أتناقش عن الموضوع الأزَلي الذي هو عن النقاب و اقتناع الشخص به خصوصاً و قناعة الناس به عموماً و منها يندرج تحته اختيار الدين و بالتالي المذهب أو الدراسة الجامعية أو شريكة العمر و الطرق الممارسة في مجتمعنا للإقدام على أي خطوة ذات علاقة جوهرية بمستقبل الشخص المتقدم للعمل المعيّن الذي هو "مقتنع" به ... كي لا استطرد سأركز على أساس ما جعلني أكتب اليوم و هو – النقاب - أو غطاء الوجه.
(النقاب/غطاء الوجه) كما كلنا يعرف هو عبارة عن قطعة قماش تستخدم لتغطية وجه المرأة من باب "درء المفاسد" حسب ما كنت اعتقد طبعاً ، فاستفتيت بعض الناس مباشرةً (المواجهة الشخصية) و البعض الآخر على تويتر فكانت اجاباتهم مختلفة و لكنها تصب في مصب واحد و هو [اخفاء الشخصية] لمن أيّده و اختلاف طرق الاستهزاء لمن أنكره ، و اخترت منها التالي "لانها ما تبغى أحد يعرفها ، بدعة ، فُرض عليهم في المدارس ثم اخترعوا النقاب لتسهيل الرؤية ، انفصام في الشخصية ، كشف الوجه حرام" و نكتفي بهذا القدر ...
اصبحت المرأة و ما هو ليس بخاف|ٍ علينا جميعاً جزء من الممتلكات التي تحت إبط الرجل السعودي حتى صارت من معتقدات المرأة نفسها و بكل أسف ؛ و بالتالي الانصياع لأوامره أياً كانت و حتى لو لم تكن مقتنعة بها ؛ حتى أصبح ما يقوله الرجل كما لو يكون جزءاً من القرآن ... و وفقاً لتاريخ الإنسان كان الرجل هو المسؤول الأول و الأخير عن انهاء أي اجراءات متعلقة بحياة المرأة سواءاً من مأكل و ملبس و مسكن و هي بدورها عليها تنفيذ الأوامر و أنا من وجهة نظري أنها كانت أقرب لكونها معادلة ناجحة أو عادلة الى حد ما في زمن غابر ، أما الأن فكلنا يعلم يقيناً أن أسرته وفقاً للتطور الطبيعي لأي مجتمع انساني أن دور المرأة الأن في حجم المسؤولية عن مواصلة مسيرة الحياة الكريمة يكاد ان يكون متساوٍ مع الرجل ، وعليك بتركيز النظر على استقلاليتها التي لم تحضى بها في الأزمان السابقة ، و هنا بدأت المشكلة الكبرى فأصبحت المرأة تتطلع للأفضل و لكن بوجه أناني بعض الشيء.. كيف؟!  ... بدأت بمقارنة الرجل الشرقي بالرجل الغربي و أصبحت تطلب منه بعض من مواصفات الرجل الشرقي القديم كأن يكون هو المسؤول الأول و الأخير عن إعالتها و أبنائها إضافةً إلى بعض من مواصفات الرجل الغربي كأن يكون كما في أحلامها شخص يمارس دور الرجل الرومانسي الذي يعود من عمله منهكاً مُستهلَك القوى و مجرد أن يراها يتحول ذاك الفارس الوسيم على جواده الأبيض الذي نسي تعب و إرهاق و ضغوط عمله ليبدأ معها يوم جديد وردي اللون و يا حبذا أن يكون مصاحباً له خلفية موسيقية ليكتمل الجو ، و هذا شيء شبه مستحيل .. على الأقل في الفترة الحالية أو الجيل الحالي و لا أقصد بما أقول أنه ليس من حقها أن تطمح و تتطلع دائماً للأفضل .. و كما أعتقد أن النقد – البنّاء – طبعاً هو أساس التطور و التقدم لكن عليها أن تكون أكثر عقلانية ...

كأني بدأت أطلع عن الموضوع ...

سبق و أن تحدثت بصورة مباشرة مع بعض من ((((يعتقدون)))) بوجوب ((((أو)))) استحباب النقاب لكي يقنعوني بما أنا في ضلال عنه فمن حقي أن أقتنع بما أنت تقوله علناً أنك تؤمن به ، أو أقنعك بما أُفنّد به نظرياتك التي بات الكثير ينبذ شخصك لما تدعي أنك مؤمن به و أنت لا تستطيع توضيح الأدلة المقنعة بما تدعي ... فكانو يقولون "نعم .. لازم النقاب في مجتمعنا" طيب هنا أنا أتسائل عن ماهية الخصوصية التي في مجتمعكم المصون التي بدورها جعلته متفردا بهذا العمل؟ .. إنها مسكينة .. فُرِضت عليها بعض الممارسات التي تمارسها حالياً دون اقتناع و لكن انصياعاً و تنفيذاً لأوامره أعزّه الله و أذلها .. و الطامّة عندما نعود لنقطة البداية في هذه الفقرة و هي انها تدّعي انها مقتنعة و مع الأسف لا تستطيع إقناع طفل صغير بما هي مقتنعة به .. ذلك غير التناقض العجيب الذي يعيشه البعض ممن أعرفهم شخصياً فيرتدون النقاب أو يخفون وجههم بغطاء معيّن و ثم تراهم يخلعونه في أقرب مكان خارج حدود السعودية و أقربها لمنطقتي هي البحرين ، يأتيني شخص و يقول " لا معليش لكن هذي سفر و برة السعودية و أنت عارف " .. لااااااا و الله .. مانا عارف ولا شي و مع خلو هذا المنطق من المنطق سأغير الشاهد إلى المطاعم داخل وطننا الحبيب الذي يذكرني ببلاد العجائب في افلام الكرتون فلا شيء غريب فيه ؛ انصدمت بعد عقد نكاحي و اصبحت من حاملي [دفتر العائلة] الذي يخولك لدخول أي مكان تقريباً كنت لا تستطيع دخوله قبل حملك له فكنت أرتاد بعض المطاعم مع زوجتي الحبيبة و هناك أتعجب والله من مجموعة الفتيات الجالسات بلا حجاب و ليس عجبي من عدم ارتدائهم له و لكن العجب كل العجب في خروجهم من المطعم مرتديات النقاب ×_× و المصيبة أنني أرى بعض الإناث ممن فُرضَ عليهم الحجاب بسبب الضغط الاجتماعي و يمكنك التعرف عليهم من اسلوب حجابهم و لا اقلل من احترامهم و لكن أُنكر و بشده على تلك المتناقضة التي ينطبق عليها المثل القائل (( ياما تحت السواهي .. دواهي )) و هنا عليك عدم الاندهاش فأنت في بلاد العجائب ...

بهذا أختم حديثي الذي أعلم أنه غير مرتب و قد تكون عزيزي القارئ أو القارئة تشتتم بسبب كثرة تداخل المواضيع و لكن كل هذا بسبب حجم المشكلة الحقيقة التي تمنعني في أغلب الأحيان من القدوم على عمل معين أو تجعلني أضع حدود لا يجب أن تكون موجودة مع من هي تمثل نصف المجتمع الذي اعيش فيه فهي أمي و أختي و عمتي و خالتي و الأهم من ذلك كله هو أنها ((زميلتي)) في عملي .. و اتمنى لهن حياة طبيعية في مجتمع يترك عنه الحواجز الغير ضرورية و الأهم انها لا تخالف شريعة الله و رسوله ...
فإما أن تخرج المرأة الى عالم لم تكن فيه بصورة غير طبيعية الى صورة طبيعية ... أو تدروا عن المشاكل .. خلوها في قفصها أحسن!!...