تابعني على تويتر

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

رسالة الى عقلاء و مثقفي العالم ...

مصدر الصورة : http://www.verader.com

عندما بحثت عن كلمة مثقف في اللغة العربية و التي أصلها كما تعلمون ثَ قَ فَ وجدت أن أغلبها يدور حول التعلم و ازدياد المعارف و التأدُّب و كلها نسبية ففي النهاية و حسب ما اعتقد أن المثقف يجب أن يكون شخصٌ أمره نسبي يختلف من مكان لآخر و من زمان لآخر و الطريف اني استنتجت - أن من واجب العقلاء و المثقفين ان لا يستخدموا هذه المصطلحات (مثقف ، عاقل ) تأدباً مع من لا يقيّمهم كمثقفين حسب ثقافته طبعاً ههههه – و لكن أهم ما شدني في هو أن (ثقّف المعوجّ أي سوّاه و قوّمه) ولا أدري من هو المعوجّ حسب تقييم المُقيِّم ابتداءاً حسب مبدأ التسليم بنسبية الأمر ..

كثر تداول هذين المصلطلحين مؤخراً أو قد لم أنتبه لهما إلا مؤخراً (عقلاء و مثقفين) ، ولا أدري عن مدى الوعي الذي يحمله الخطيب عندما يقول "يا عقلاء المجموعة المعيّنة" أو في موضع استنكار او استخفاف "يحسب نفسه مثقفاً" و كأنني أراه -أي الخطيب- ضمنياً يدّعي بأنه أحد العقلاء أو المثقفين اللذين على ما يبدو أن كلاهما صفة محببة لدى المجتمعات الإنسانية .. أي أن تكون مثقفاً أو أحد العقلاء المزعومين..
لا أزال مُصرّا على استقلالية الأفراد في نهج طريق هم اختاروه بناءاً على وعيهم بما هو (مُلزِم) لهم بعد أن يدّعون انتمائهم له -كما هو الحال مع المثقفين المزعومين– فأين هي كتبهم أو أنظمتهم التي نحاسبهم عليها ، فأستغرب شخصاً ما يدعو بوجود أرضية ثابتة لإقامة النقاش المعيّن أو مُسلّمات معينة لتكون نقطة انطلاق يبدأ منها حواره و يفاجئني بأنه يخاطب "المثقفين" المزعومين اللذين لا ادري من هم أو أين هي كتبهم و معتقداتهم لكي "اعرف كيف اتناقش معهم" ... ولكن على ما يبدو أن الأخ زاهر النشمي قد لخّص الكثير عندما قال لي بلسان حال الخطيب : "المثقفين صدقاني والعقلاء أنا واللي تفكيرهم نفس تفكيري." أي كما ذكرت سلفاً بأن مُخاطِب المثقفين و العقلاء الذي هو منهم أو (راعيهم) الذي نصّب نفسه بنفسه عليهم ، هو أو هو معهم من يحدد أو يحددون كيفية سلوك الآخرين أو انتمائهم لهم ليحظوا على شرف الحصول على وسام (عاقل) أو وسام (مثقف) في حال امتثلوا لأوامرهم بغض النظر عن مدى اقتناعهم بما نصّو لهم عليه ... تبا له من وسام.

كلنا "تقريباً" اختلط بمجتمعات مختلفة عنا من كل أقطار الكرة الأرضية و تعرّف ولو على جزء قليل من الحضارات المتباينة فهذا حسب ما أتوقع أنه يمثل أو يشكل "ثقافة" معينة في الشيء المعيّن موضوع التثقّف اذا اتفقنا أن الثقافة هي شيء مكتسب من الآخرين و بهذا يتفنّد كون الثقافة شيء من الإبداع أو الابتكار لنفخر او نتفاخر بها ، أو لتعبير أدق أن ينتج "المثقف" مُنتَجاً جديداً لم يسبق حسب التاريخ البشري أن أنتجه بشر قبله ... و إذا اتفقنا انها شيء نابع من الذات فهنا سيكون عندنا تناقض كبير من ناحية الأولوية لمن .. و للتوضيح سأضرب مثلا حسب "ثقافتي الموسيقية" و لو أنها ستكون غير مقبولة للكثيرين و لكنها واقع يهرب منه البشر عموما و هو (حقوق التلحين) التلحين حسب ما نعرفه نحن (الموسيقيين) أنه عبارة عن ((توليف حروف الموسيقى السبعة بطريقة معينة لاخراج جُمل موسيقية (جديدة) .. و يمكن الاقتباس وفق شروط معينة)) .. و هنا اعيد توجيه النظر الى (( توليف )) حروف و هذه الحروف موجودة مسبقاً و لم يخترعها أحد من الفراغ و لكنه صادف ان فلان أول من (( ولفها )) بالشكل المعيّن و اصبحت تنسب له و كأنه جاء بشيء من فراغ ؛ و كل ما قام به هو انه استخدم ما هو موجودٌ اساساً أو للتوضيح استخدم ما اكتسبه << من الآخرين فنعود لنقطة البداية فهي عملية مكتسبة غير منبثقة من العدم او ليست بشيء مميز .. و اذا اتفقنا الآن ان الثقافة هي شيء مكتسب فلا يدٌ لك فيها و "إن" تأثرت أو أُعجبتَ بـ"ثقافة" معيّتة و لم تعجب الآخرين .. و كان توضيحي ايضا لنقطة ((اكتساب)) الثقافة انه لا مفخرة فيها لمن يتلوها او يحفظها او حتى يتأثر في معاملاته بها فهي فخر من بدأها فلن اكون فخورا بنفسي قط ما إن صنفني أحد كـ"مثقف" فهو شيء يحجّمني حسب ما أرى انا. - فلا احد يحسب نفسه وياهم هههه :) -

ختاماً أنا لا اعتقد بأن أي ثقافة اتأثر بها ستخولني لمصادرة حق الآخرين الطبيعي في التعبير عن آرائهم و نشر "ثقافاتهم" و إن كانت غير مقبولة حتى بالنسبة لي فكلٌ له نهجه و رأيه و إن لم يعجبني .. فمن عدم الأدب أن لا تلتزم بثقافتك التي من مرادفاتها التأدّب.

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

لكل فعل ردة فعل ..



يتمحور حديثي اليوم حول 3 نقاط:
1)      قانون الأفعال و ردود الأفعال في المجتمعات الإنسانية.
2)      ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها.
3)      المجتمع و الطريق الى الازدهار.

"لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار و يعاكسه في الإتجاه" هكذا قال عالم اليزياء إسحاق نيوتن ..
كل فكرة جديدة أو قديمة و جُدِّدِت من زاوية أخرى غالبا تُستَقبل بالرفض و في أحيان أخرى تصل بمن لديه القوة إلى قتل صاحب الاطروحة المعينة ، كما حدث مع جاليليو رحمه الله .. قتلته الكنيسة عندما كان يدّعي أن الارض غير مسطحة و هي كروية .. و من المعروف أن أوروبا كانت محكومة من الدينيين و شعبها يغلب عليه البساطة و الخوف من عقاب الله .. و ملجأه الوحيد هو رجل الدين الذي يغفر له خطاياه مقابل فرض بعض الضرائب المالية للحصول على صكوك الغفران و التي لا يزال يبيعها (العاملين عليها) .. و جديرٌ بالتتذكير أنه اينما تواجد النقد تواجدت القوة و أينما تواجدت القوة تواجدت السلطة و أينما تواجدت السلطة و هنا تكون إما سلطة عادلة أو سلطة ظالمة و تكون عادلة إن طبقت النظام و ظالمة إن طبقته على ناس دون آخرين أو أهملته بالكامل و هنا يأتي عدم شعور الفرد أو الرعيّة بالاستقرار و الآمان .. و حتى لا نستطرد بأذهانكم سنعود خطوة الى الخلف و هي –النظام- .. و ما أريد مناقشته هو نظامنا الديني و ليس أي نظام آخر .. النظام الديني قد يكون أفضل نظام للسلطة و لكنه متفاوت بين الرعيّة .. كيف ؟ .. النظام الديني يعزز قوة رجال الغيبيّات التي هي مخفية على الجميع و ترفع من شأنهم لدى العامّة بسبب عدم إلمام أي أحد غيرهم بماهيّتها و بذلك نرى خروج قاعدة اتفق عليها اخواني السنة و الشيعة مع اختلاف اللفظ و هي "سلمها/قلّدها عالم و اطلع منها سالم" أو "حط بينك و بين النار مطوع" ..
دعونا نعود لقاعدتنا الأساسية و هي الأفعال و ردود الأفعال .. الفعل بالإطلاق عبارة عن نتيجة طبيعية لاتخاذ قرار معين بغض النظر عن إدراك حيثيات هذا القرار أو ما هو على المحكّ عن اتخاذه و له اتجاهان و ستتضح الفكرة بعد قليل .. بالنسبة لردة الفعل فهي فعل أيضا و ينتج عنه ردة فعل عبارة عن فعل جديد و هكذا تتكوّن لدينا علاقة خطيّة لا نهائيّة من الأفعال الناتجة عن ردود أفعال و المنتجة بدورها لردود أفعال و ردود الأفعال تنقسم لقسمين :-
1) ردة فعل إرادية.
2) ردة فعل لا إرادية.
ردة الفعل الإرادية تكون مبنيّة على قرار معين بعد إدراك أو عدم إدراك ؛ كما هو الحال مع الفعل و نضرب بمثالين توضيحيين عن الفعل و ردة الفعل .. مثال1 "الطفل عبارة عن صفحة بيضاء تمتلئ بالمعلومات عبر تجارب شخصية أو التعلم من تجارب الآخرين فنأخذ طفلا لا يعرف ما هو أثر النار على البشرة فلو وضعنا لهبا/شعلة تحت يد طفل طبيعي من الناحية الحيوية (فعل) فسيتصرف مباشرةً بإبعاد يده عنها لانها أعطته مؤشرات غير مقبولة بالنسبة فأبعد يده عنها (ردة فعل) دون إدراك أنها هذا اللهب عبارة عن نار تحرق يده فتؤثر على الخلايا العصبية و تقتلها فلن يستطيع تحسس الأشياء و كل هذا الكلام هو تصرف بمحض عدم قبول الشعور الناتج عن هذا الفعل المعين ، نوضح بالمثال2 للسلسلة الكاملة فمثلاً "تاجرين كلاهما يبيع أفخر أنواع الخمور (فعلواحد منها في حي مجتمع يحرم و يرفض الخمر و الآخر لا يستطيع إكمال مناسباته دون الخمور فستكون (ردة فعل) الناس الطبيعية مخلتفة تمام في المجتمعين الرافض للخمور أولاً لن يشتري السلعة و قد تقتصر ردة الفعل فقط بالإحجام عن الشراء و قد تتصعد الأمور لأن يكون هناك تعدياً على معرضه ‘ أما المتجر الآخر فغالباً سينجح و لكل منها (ردة فعل) عبارة عن (فعل) الأول إما أن يُكابر و يعاند و يضل على ما هو عليه حتى يُفلس أو أنه يقوم (بردة فعل) و هي إغلاق هذا المتجر أو تحويله الى تجارة أخرى و هذه (ردة فعل) عبارة عن (فعل) نتيجة لردة فعل الناس في الإحجام عن الاقبال عليه و هذا الفعل اذا كان إغلاق المتجر ستنتج عنه ردود أفعال كثيرة اما ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة و لن نتوسع لكي لا نشتت الموضوع الأساس و لإكمال الإيضاح فلنأخذ حالته في تغيير التجارة الى تجارة أخرى في نفس المتجر/المكان و هو كما اتفقنا انه ردة فعل ناتجة عن ردة فعل أخرى و ستكون بمثابة فعل جديد ينتج عنه ردة فعل أخرى و هي إما ان يقبله المستهلكين و يقولون أنه تغير الآن/تاب أو أنهم سيتركونه أيضاً بناءا على ما لديهم من معلومات سابقة بأنه يتاجر سابقاً في شيء معين غير مقبول اجتماعياً أو دينياً أو غيرها فتعلن عليه الحرب و المقاطعة فحتى لو أنه اتخذ جميع مقومات النجاح. و هنا انا لا اناقش ما يجب أن يحدث و ما لا يجب حدوثه من تصرفات و هو لا يتعدى كونه مثال مبني على احتمالات بحته قد أكون مخطئاً فيها و لكن هذه رؤيتي لهذه النقطة.
تطرقت في الفيس بوك قبل فترة لنقد أحد رجال الدين الكبار في نقطة معينة و كان قرارا منّي لأستفزّ به بعض العقول النائمة حسب ما أراها أنا بهدف إيقاضها من الغيبوبة التي تعاصرها مما عرضني لكثير من النقد اللاذع من أغرب و أقرب الناس و طبعاً كان متوقعاً بالنسبة لي سلفاً لانني أعلم ما يعني هذا الشخص اجتماعياً غير كونه رجل دين بالنسبة للمجتمع القطيفي ، و لكني لم ألتفت إلى نقطة معينة و هي أن (إنكار ما هو مقبول لدى مجموعة من الناس غير مقبول و إن كان منكرا بحد ذاته) و هي قاعدة تعلمتها بعد تجربتي تلك و لن أتقدم بالإعتذار لأحد لأنني لا أزال مصراً على موقفي و لكني غفلت عن نقطة عدم اعطاء الشيء لمن لا يريده كما قال النبي عيسى عليه الصلاة و السلام "لا تلقوا اللؤلؤ إلى الخنازير ، فإنها لا تصنع به شيئاً ، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها ، فإن الحكمة أفضل من اللؤلؤ ، ومن لا يريدها شر من الخنازير" و أتمنى أن لا يأخذها أحد بأني أُشبّه أحدا بالخنزير و لكن هذا هو نَصُّ الكلام.


بعد أن وضحنا الأفعال و ردود الأفعال سننتقل الى النقطة الثانية و هي ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها .. سأعود إلى التجربة التي جربتها عبر النقد في الفيس بوك و مناقشة ردود الأفعال الناجمة عنها ، تفاعل معي حوالي 10 أشخاص فقط عَلَنَاً فيما طرحته بإسلوبي الاستفزازي بمقارنة رجل دين شيعي برجل دين سني منبوذ في الوسط الشيعي و منبوذ أيضاً لدى شريحة لا بأس بها من المجتمع السني و النقطة الأهم من ردة الفعل هي لماذا كانت ردة الفعل المعينة تلك مع أنني أوضحت وجه المقارنة في نقطة معينة و هي (الإسلوب في الطرح) و لكن كان الرفض لكامل الفكرة بمجرد مقارتني لهما في وجه شبه اتفق معي فيها الكثيرين و لكن كان الإشكال على الأشخاص لا العمل .. و هنا تكمن المشكلة التي سأتطرق لها في النقطة الثالثة ، أعود إلى الارقام كان كما ذكرت سابقا أن حوالي 10 أشخاص فقط هم من تفاعلوا في الفيس بوك عَلَنَاً و أبدوا رأيهم فيما ذُكِر و لكن العدد الفعلي مع عدم توفر المعلومة لدي أنا على يقين أنه أكبر بعشرات الاضعاف من هؤلاء العشرة بدليل أنني تلقيت أكثر من 18 اتصالا هاتفياً أغلبهم كان معارضاً لما فعلته مع اختلاف زوايا الاختلاف و منهم من طالبني بحذف ما كتبت و ما زادني يقيناً بأنهم أكثر بأنني القيت ببعض المؤيدين من الاشخاص اللذين (حتى) لا يملكون حساباً في الفيس بوك و كانوا يشجعوني على ما فعلت و أبدوا إعجابهم بما رددت به على معارضي الفكرة أي النقد ، و هي ما ذكرت سابقاً أن المصيبة بعد ان اتضح لي أن الكثير من الاشخاص لا يبدي وجهة نظره المؤيدة أو المعارضة لأسباب عديدة لا أفهمها ولا أعيها قد تكون كما قال لي أحد أخواني من سكان المنطقة الوسطى "الصمت صفة الحكماء" و قد أكون أخطأت التقدير بعدم صمتي عما رأيته منكرا فأنكرته بلوحة مفاتيحي ، و هذا مثال لردود الأفعال الطبيعية التي قد تكون غير صحية في زمان معين كزماننا هذا ، و هنا أنا أتمنى لمجتمعي أن يكون أكثر حكمة في ردود أفعاله و أن يتقبلني كما أنا فهو مختلف عني و مع هذا أنا أقبله و بالتالي أنا اطالب بالبقاء على اختلافي مع وجود قبول لتواجدي بين جنبيه.


ننتقل للنقطة الثالثة في بناء المجتمع الصحي المتجه للزدهار ... إنه لمن غير الصحّي تماثل المجتمع في العقائد و الأفكار فذلك أعتبره أنا شذوذاً مثله مثل الذكر الذي يميل للذكور و الأنثى التي تميل للإناث .. كلاهما غير مقبول لدى أغلب المجتمعات مع أنهما لم يفعلوا شيئاً غير أنهم لا يحبون الاختلاف و كان ما هم عليه نتيجة لمرض نفسي معين أو ضغط اجتماعي يفصل بين الذكر و الانثى فكان ردة فعل لا إرادية أو إرادية ناتجة عن أفعال معينة ولا يكتفوا بالإنكار فتتصعد إلى إكراههم على عمل شيء معين لا يقبلون به و لكن قُدّرَ لأن تكون (القوة) مع من هو مختلف عنهم ، إن طرح فكرة مختلفة و مقابلتها بالرفض هي بمثابة الدفاع عن المثلية الجنسية التي يرفضها المجتمع فعندما لا أكون مثلك في كل شيء على الأقل مما رأيته أنهم يطالبون أن اتظاهر بأنني مثلهم لينتج عنا مجتمعاً متماثلا في المظهر مختلفاً كل الاختلاف في المخبر فهو مجتمع هش سهلٌ نخره بأضعف هبّة ريح خفيفة ، و نوضح بمثال عن ما هو مقبول للاتفاق .. عندما نجلس أمام كوب ماء و أنا و أنت متفقان على أنه كوب ماء سيكون من الحماقة أن نتناقش في أنه كوب ماء أم شيء آخر حتى ينكر أحدنا ذلك ولا مانع لدي من الاتفاق و لكن من حق طرف ثالث أن يدعي أن ذلك كان كوب خمر .. حيث حسب معلوماتي أن هناك بعض أنواع الخمور شفافة و ليس من باب العناد لأن المُعاند ليس ضمن نقاشي هذا ، فبعد ذلك الادعاء المختلف على أحدهما اثبات ما ادعى به و هنا ما أرمي إليه أنه هنالك بعض الأمور طبيعي أن نختلف على ما هيّتها إذا كانت محسوسة ، و لكن هناك مثال آخر لا يقبل الإجماع من قبل البشر و هي العلوم التي تحتوي على الكثير من الغيبيات التي قد لا ندرك الكثير من جوانبها و أوضح مثال هو الدين ، لا يمكن لأحد إثبات أن دينه هو الدين الحق و لديه كامل الحقيقة فـ(الحقيقة جزئية تكتمل بتجمع/بتكامل اجزائها مع عدم امكانية فصلها عن مصدرها)، فلا يوجد على الارض اي عقلٍ يدّعي و يقول بامتلاك الحقيقة (((الكاملة))) و إن كان فليثبت ذلك .. إنه لمن الحماقة أن نتشبث بشيء معيّن و إن لم نعيه بالكامل أي أن تعطي لعقلك فرصة ولو لمرة واحدة .. و هنا لا انكر على من يتشبث بما لا يفقه .. لكني ضد أن يجبر غيره على سلوك نفس النهج الذي ينهجه هو .. مع حفاظه على كامل حقوقه بنشر افكاره كما هو الحال مع غيره ؛ أي أنه من حق رجل الدين و من أيّده أن يقوموا بحملات التبشير و نشر أفكارهم دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة على أي فرد من أفراد المجتمع الانساني و من حق الملحد أيضاً بالمثل تفنيد دعواهم بالطرق السلمية العلمية هو و من أيّده دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة و رجل الدين و الملحد ما هما الا مثالان لا يحصران المجتمع الانساني و لكني طرحتهما من باب أنهما قد يكونان أقرب مثالين للاختلاف .. مع تأكيد من الحفاظ على الكرامة الانسانية المعقولة و احترام الفكر الآخر .. و في الختام كلٌ ينهج ما ينهج من فكر و ممارسات و باختلافنا و احترامنا لاختلافنا نرتقي ...

الخميس، 6 ديسمبر 2012

كلمات من القلب :-(


قطيفنا المسكينة :( بين حزب المدافعين و حزب المعارضين .. تبا لكم أجمعين .. الى اين؟ .. رحمك الله يا من كنتِ منبر الثقافة و مرفأ التجارة و مولد الحضارة .. تبا لكم يا من حصرتم فكركم بين حجاب و غناء و تركتم تعليمكم الذي به تزدهرون .. تبا لكم يا من تحاربون رجل الدين .. تبا لكم أجمعين .. انا جداً حزين حزين حزين .. مسرحيات تهريج من رجال الدين ليتهجم عليهم بأقذر الألفاظ من يدعون أنهم مثقفين ليرجع من يقول
 انه محامي الدين ليرد عليه "انت السافل ابن السافلين .. انظر لأصلك من تكون و انظر الى شيخنا من هو و من انت" ليخرج كل عن نقطة الأساس و تتشخصن المواضيع و بذلك لا هذا و لا ذاك طبق أخلاق أهل بيت النبوة .. نحن شعب القطيف منذ دخل عليها الإسلام منذ بعثة الرسول و نحن مسلمين .. اين كلام رسولنا "إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق" اي أخلاق وصلتم لها اي أخلاق ؟!.. إنكم والله لفي غفلة من أمركم .. كلٌ يريد إبراز نفسه و فرد عضلاته ، و إرغام الآخرين على رأيه و يهتم بان (يغلب) بدلا من البحث عن الصواب .. تباً لكم اصحوا من غيبوبتكم و أنتبهوا ان كل العالم يتقدم و نحن ما زلنا نبحث في فلان و فلان .. لقد خلقكم الله مخيرين لا مسيرين فاختاروا ما انتم فيه راغبين و السلام .. ولا داعي لان يحاول كل ان يجمع له حزب لينتصر به على من يخالفه المعتقد .. فلننهض لنعيد أمجاد قطيف العطاء و ليمسك كل بيد الآخر من منطلق الأخوة الإنسانية أولا و آخراً .. تبا لكم استفيقوا .. كم انا حزين على آلت اليه أحوالنا :(

الاثنين، 27 أغسطس 2012

القضاء .. بين القدر و التقدير

" يعتبر الإيمان بالقضاء والقدر الركن السادس من أركان الإيمان والتي لا يتم الإيمان إلا بها ,على حسب ما جاء من الأدلة الشرعية في الكتاب والسنة، وقد جاء في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب عندما قال" بينما نحن عند رسول الله إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن إمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت ثلاثا ثم قال يا عمر هل تدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" " من ويكيبيديا..

كما تعلمنا في المدرسة أن الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شره هو ركن من أركان الإيمان التي لا يتم إيمانك إلان به ، فبدونه إيمانك يعد ناقصاً و لطالما حيرني هذا المفهوم الغريب بالنسبة لي و كنت اربطه بالدعاء بناءا على المقولة التي لا أعلم مصدها "ما يرد القضاء إلا الدعاء" و هل الدعاء يغير الأقدار أم انا من يغيرها؟.

إنه لمن المؤسف أن تكتشف فجأة أن ما كنت تعتقد أنك تؤمن به هو شيء أنت لا تؤمن به و لكنك تعلمت أنه يجب عليك أن تؤمن به أو لتعبير أدق أنك تؤمن به و لكن بطريقة مختلفة عما أُرغمت على الإيمان بها بسبب سلطة الخوف من المجهول و تسليم أمورك لشخص جعلك تعتقد أنه أقوى منك.

من ضمن المفاهيم التي تعلمناها هي الإيمان بالمهدي المنتظر و اتفق عليه وظيفيا جميع المسلمين و اختلفوا في أمر غير ذي أهمية و هو ولادته من عدمها ، و في الوقت ذاته تجد أن جميع الديانات السماوية و الوضعية تؤمن بخروج مخلص في آخر الزمان يخلص البشر الطيبين من البشر الأشرار ، و هنا يجب علينا التوقف عند هذه النقطة المهمة و هو حقيقة المخلص التي سنأخذها من جانب موضوعنا هذا من ناحية أنه قدر محتوم آت لا محالة ولا أريد تفصيله و قد نتطرق له بالتفصيل لاحقا في موضوع آخر ؛ الإنسان و جميع المخلوقات لها قدرة محدودة و إن كَبُرَ حجمها فعلى سبيل المثال و لنأخذ أحد الحيوانات البرية لنقارن قوتها الجسدية بالإنسان و ليكن القط و الأسد مقابل الإنسان و لنبدأ بالأسد ، كلنا يعرف يقيناً أن الأسد أقوى مني و من أي أحد منكم يقينا في قوته الجسدية لكن أنا استطيع التغلب عليه باستخدام (وسيلة) ما و كلّنا يعلم يقيناً أن القط أضعف مني و من أغلبكم جسديا و لكنه تحت (ظروف) معينة يتغلب علي ، إذاً هناك عاملان يدخلان في تحديد القوى و هما الوسيلة و الظروف فإذا أحسنت استخدامهما سيطرت بنفوذك على كل شيء تراه عيناك ، و لنبدأ بالظروف .. الإنسان بطبيعته يعلم بمحدودية طاقته فبالتالي يلجأ لمن هو أقوى منه ليحتمي به مقابل أي شيء يطلبه منه من هو أقوى منه ليوفر له الحماية و الشعور بالأمان و إن كان محدودا و هذا (ظرف) ، أما بالنسبة للوسيلة هنا اختلفت و تعددت و لكن حسب اطلاعي أن أنجحها و أكثرها تأثيرا كان استخدام الدين و هو شيء طبيعي حيث أن الدين يعتمد على إله لا يمكن إدراك ذاته لسبب أو لآخر و لكنه في المحصلة شيء خفي فبدأ الإنسان بوصفه بصفات لكي يكوّن له صورة معينة و هي تكمن بكونها صفات جيدة حسب ما يعتقد و قد تتوفر في البشر و لكنها في هذا الإله بشكل أمثل من لو طُبِّقَت هذه الصفات علينا مشعر البشر و هذه (وسيلة) للسيطرة على البشر ؛ أي الدين.

بغض النظر عن طريقة إيماني بالله و بالأنبياء و اصحابهم الخُلّص فأنا أؤمن بالواقع الذي أعيشه و الذي بُنِي على تاريخ مضى و تأسس عليه حاضرنا هذا فنرى الدول الدينية و الدول الغير دينية و عليكم التقييم ، رجال الدين في وقتنا الحالي هم من المفترض أن يكونوا خلفاء للأنبياء و بالتالي إلى الله على هذه الأرض ، فحسب ما تم ذكره يجب أن يكونوا خير تشبيه للإله الذي يمثلونه بعض النظر عن الديانة التي يتبعونها فهم يجب أن يكونوا بالمواصفات الأمثل قدر المستطاع حتى يكونون خير ممثلين لنبيهم أو أنبيائهم و ربهم بالمحصّلة و هذا ما أفترضه بهم ، و هنا سأعود للمخلص و الأثر السلبي للإيمان به (و لا أعني أن الإيمان به هو أمر غير جيد) و لكن ما أرمي له هو أنه في أغلب الأحيان يأخذه الناس على المفهوم السلبي ، كيف؟؛ أحد الناس هذه هو أنا ففي ظرف معين كنت أنوي الخروج (الانسحاب) من الجامعة بسبب هذا المخلص حيث أنه تحت (ظروف) معينة توافر فيها وقت مناسب لأشخاص معينين كانو كـ(وسيلة) أثروا فيَّ بشكلٍ غير مباشر و كانوا يتنبؤون بظهور المهدي في فترة معينة و كانت قريبة و كنت في أتممت السنة الأولى من دراستي الجامعية آنذاك ؛ و تندمت على كل لحظة أضعتها في الرياض حسب طريقة تفكيري في ذلك الوقت ، فكنت أتخيل الحرب التي سيأتي فيها المهدي لأنصره على الظلم و أني سأفديه بكل ما لدي لنصرته و في نفس الوقت لضيق مداركي و لم ألتفت أن المخلص يحتاج إلى بشر منهم المحارب و منهم العالم و منهم و منهم .. و بطبيعة الحال هذا المخلص لا يحتاج إلى ثيران مثلي في ذلك الوقت ، و أنا أدّعي أن أغلب البشر يسيؤون الإيمان بهذا المخلّص كما فعلت أنا فيستخدمونه كشماعة يلقون بقذاراتهم الحيوانية عليها كترديد "إذا طلع المهدي حيزبط الأمور" دون أن يشعر أنه أول شخص يجب على المخلص أن يتخلص منه ، و هنا يتوفر لنا الظرف و الوسيلة اللتان يمكن بهما أن نسيطر على بعض العقول و بالتالي الذوات فلذينا أناس يؤمنون بالجمال المستقبلي الخفي وراء المخلص و الوسيلة و هي الدين الذي يتمثل في رجل الدين.

كما ذكرنا في البداية أن المخلص بات في يومنا قدر محتوم على كل البشر سواءا أعجبهم ذلك أم لا ! ، فجدير بالذكر أن هناك نوعان للقدر و هما قدر محتوم و قدر تقدره أنت ، القدر المحتوم هو ما ليس لديك أي سلطوية عليه أو قدرة على التحكم به ولا أريد الإدلاء بمثال لما سيتبين لاحقاً و النوع الآخر هو ما تقدره أنت و ما هو تحت ظل إرادتك البحتة و هنا نقول مثل أن تقود السيارة في أحد الزقاقات الضيقة بسرعة عالية فكلنا نرجح أنك ستنتج بعملك إلى حادث شنيع ستموت فيه إما وحدك أو مع ضحايا آخرين وفقاً لنظرية الاحتمالات البحتة ، و في نفس الوقت (((قد))) لا يموت أحد بما فيهم أنت فنقول أن الله حماك لسبب أو لآخر و قد يكون هذا  مما يندرج تحت القدر المحتوم الذي ليس لديك سلطة عليه ، الإيمان بالقدر بهذه الطريقة غير مقبول .. لماذا؟! إن الأمر عاد لإرادتك البحتة فتستطيع أن تقود السيارة بتلك الطريقة المتهورة أو بالتزامك بقواعد السلامة فتحمي نفسك و غيرك فالأمر عائد لك أنت وحدك أو لتوضيح ما ذكرت بمثال آخر هناك دراسات تجزم بأن عمر المدخن يقل بعدد معين من السنوات كلما مارس التدخين ولا أريد الدخول في كيفية الحساب حيث أن لم يجرب العلماء تجربتهم على شخص غير مدخن و مات و أحيوه من جديد ليجعلوه يدخن فمات بعمر أقل لأن هذا كلام فارغ ، لكن العلم توصل أنك عندما تدخن فأعضائك الحيوية تتضرر بقدر معين أو تتأثر بشكل غير جيد مما يزيد احتمالية وفاتك في وقت أقل مما كنت ستكون عليه لو كانت أعضائك تستخدم بعناية أكبر و في نهاية الأمر أنت من اختار التدخين من عدمه ، و إن لم تتضح الصورة فلننظر إلى (الخيرة) مثلاً .. الخيرة هي عمل يقوم به الشخص لخوفه من اتخاذ قرار معين فيتجه لشيء آخر أو شخص آخر يعتقد فيه أنه أكثر أهليةً منه في اتخاذ القرار المعين للشيء المعين ليحصل على قرار من ذلك الشخص يشكل أفضل النتائج و هنا يتوفر لدينا (ظرف) و هو الخوف من المجهول و (وسيلة) الخيرة للسيطرة على اتخاذ القرار قد يكون مصيرياً في حياة أحدهم ليتخذ القرار عنه شخص آخر ، فنرى الطبيب النفسي يعالج مرضاه بطريقتان و هما واقعا نوعان مختلفان من التخصصات و المرض و مرحلته و لكني لا أعرف الترجمة العربية و لكن لتتضح الصورة فأحدهما يعالج بالأدوية و المهدئات و الأخر يستخدم الكلام فقط أو الاستماع للمريض ليعالجه به فيكون يحتاج لتفريغ شحنات سالبة فقط أي غير نتأثر حيوياً ، هنا أرى أن رجل الدين يلعب دوراً أقرب إلى الطبيب الذي يعالج بالكلام (الاستماع) و جعل المريض يُخرج ما بداخله من هموم ليلقي بالأعباء الثقيلة عليه كما تفعل أنت عندما تفتضفض عند الله عندما تدعوه و تبكي و تتضرع و هذا بناءا على ما وصلك من رجال دين عن الأنبياء و أعتقد أنا أنه نوع من العلاج النفسي بالدرجة الأولى حيث أنك ستشعر بالراحة و الطمأنينة عندما تلقي همومك على ربك و تسلمه أمرك و أن ما سيحدث لك سواءاً احببته أم كرهته فهو خير لك و تسلم نفسك و تسترخي أعصابك ((فإن حصل ما تريد قلت:"الحمدلله لله الذي وفقني" و إن حصل غير ذلك قلت "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" )) ففي النهاية تحصل على نوع من الرضا عن ما ستحصل عليه وفقاً لنتائج تحصل عليها بعد الدعاء و يكون يكون لديك تقبُّل لأي نتيجة مواتية كانت أم غير ذلك، إذاً الدعاء الدعاء ما هو إلا علاج نفسي يملأ الفراغ الروحاني الذي كنت بحاجة لملئه قبل لحظات الدعاء و تفريغ لشحنات سالبة.

ما أرمي إليه هو أنه أنت من يصنع القدر بعملك وحدك و لكن عليك أن تثق بنفسك في اتخاذ قراراتك أكثر و هذا لا ينافي أن تدعو ربك أو أن تصلي إليه ففي النهاية كلها عبارة عن ممارسات أنت تشعر بالرضا عن النفس بعد ممارستها و لكن أهم ما يجب عليك أن لا تجعل منها (ظرفاً) ليستغله من يملك (وسيلة) فيستخدمه ضدك فيملك كيانك و يسيطر على ذاتك فتصبح بعد ذلك عبداً له و هنا تكون رهن اشارته ، فإن كنت توفقت في مالكٍ جيد فسيحسن استخدامك و إلا فسيقل مقدارك شيئا فشيئا حتى تُسحق.

الحظ هو نفس القدر تماما ، انت من تصنع لك حظاً جيدا أو قدراً جيداً و العكس مطابق أيضاً ، فإذا صنعت لفسك (ظروفاً) تخدمك فسيسهل عليك إيجاد (الوسائل) المتعددة لأداء ما تصبو اليه جيداً كان أو سيئاً ..

أتمنى أن تكون فكرتي وصلت كما أريد أنا إيصالها دون إسهاب أو إنقاص و أنا أوردت بعض الأمثلة في موضوعنا هذا و هي لا تتعدى كونها أمثلة و ليست حقائق و هي قد تكون تجارب أنا مررت بها فأحببت مشاركتها ليستفيد منها غيري بدون أي تأويلات شخصية و أعتذر لكل من أذيت مشاعره بما كتبت أو مثَّلت دون أن أنتبه.

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

خلّوها في قفصها أحسن ..!



"عمرك سمعت بطير يحب سجاّنه؟" – علي الخوار ...
ما جعلني أفكر في كتابة هذا الموضوع هو ما أراه من فرض وصاية مطلقة على المرأة في مجتمعنا ليست ((فقط)) من الرجل بل المجتمع بأسره لدرجة أن بعض التصرفات أصبحت كما لو تكون قناعة من دون أساس ، حتى جاء ذاك اليوم الذي كنت أتناقش عن الموضوع الأزَلي الذي هو عن النقاب و اقتناع الشخص به خصوصاً و قناعة الناس به عموماً و منها يندرج تحته اختيار الدين و بالتالي المذهب أو الدراسة الجامعية أو شريكة العمر و الطرق الممارسة في مجتمعنا للإقدام على أي خطوة ذات علاقة جوهرية بمستقبل الشخص المتقدم للعمل المعيّن الذي هو "مقتنع" به ... كي لا استطرد سأركز على أساس ما جعلني أكتب اليوم و هو – النقاب - أو غطاء الوجه.
(النقاب/غطاء الوجه) كما كلنا يعرف هو عبارة عن قطعة قماش تستخدم لتغطية وجه المرأة من باب "درء المفاسد" حسب ما كنت اعتقد طبعاً ، فاستفتيت بعض الناس مباشرةً (المواجهة الشخصية) و البعض الآخر على تويتر فكانت اجاباتهم مختلفة و لكنها تصب في مصب واحد و هو [اخفاء الشخصية] لمن أيّده و اختلاف طرق الاستهزاء لمن أنكره ، و اخترت منها التالي "لانها ما تبغى أحد يعرفها ، بدعة ، فُرض عليهم في المدارس ثم اخترعوا النقاب لتسهيل الرؤية ، انفصام في الشخصية ، كشف الوجه حرام" و نكتفي بهذا القدر ...
اصبحت المرأة و ما هو ليس بخاف|ٍ علينا جميعاً جزء من الممتلكات التي تحت إبط الرجل السعودي حتى صارت من معتقدات المرأة نفسها و بكل أسف ؛ و بالتالي الانصياع لأوامره أياً كانت و حتى لو لم تكن مقتنعة بها ؛ حتى أصبح ما يقوله الرجل كما لو يكون جزءاً من القرآن ... و وفقاً لتاريخ الإنسان كان الرجل هو المسؤول الأول و الأخير عن انهاء أي اجراءات متعلقة بحياة المرأة سواءاً من مأكل و ملبس و مسكن و هي بدورها عليها تنفيذ الأوامر و أنا من وجهة نظري أنها كانت أقرب لكونها معادلة ناجحة أو عادلة الى حد ما في زمن غابر ، أما الأن فكلنا يعلم يقيناً أن أسرته وفقاً للتطور الطبيعي لأي مجتمع انساني أن دور المرأة الأن في حجم المسؤولية عن مواصلة مسيرة الحياة الكريمة يكاد ان يكون متساوٍ مع الرجل ، وعليك بتركيز النظر على استقلاليتها التي لم تحضى بها في الأزمان السابقة ، و هنا بدأت المشكلة الكبرى فأصبحت المرأة تتطلع للأفضل و لكن بوجه أناني بعض الشيء.. كيف؟!  ... بدأت بمقارنة الرجل الشرقي بالرجل الغربي و أصبحت تطلب منه بعض من مواصفات الرجل الشرقي القديم كأن يكون هو المسؤول الأول و الأخير عن إعالتها و أبنائها إضافةً إلى بعض من مواصفات الرجل الغربي كأن يكون كما في أحلامها شخص يمارس دور الرجل الرومانسي الذي يعود من عمله منهكاً مُستهلَك القوى و مجرد أن يراها يتحول ذاك الفارس الوسيم على جواده الأبيض الذي نسي تعب و إرهاق و ضغوط عمله ليبدأ معها يوم جديد وردي اللون و يا حبذا أن يكون مصاحباً له خلفية موسيقية ليكتمل الجو ، و هذا شيء شبه مستحيل .. على الأقل في الفترة الحالية أو الجيل الحالي و لا أقصد بما أقول أنه ليس من حقها أن تطمح و تتطلع دائماً للأفضل .. و كما أعتقد أن النقد – البنّاء – طبعاً هو أساس التطور و التقدم لكن عليها أن تكون أكثر عقلانية ...

كأني بدأت أطلع عن الموضوع ...

سبق و أن تحدثت بصورة مباشرة مع بعض من ((((يعتقدون)))) بوجوب ((((أو)))) استحباب النقاب لكي يقنعوني بما أنا في ضلال عنه فمن حقي أن أقتنع بما أنت تقوله علناً أنك تؤمن به ، أو أقنعك بما أُفنّد به نظرياتك التي بات الكثير ينبذ شخصك لما تدعي أنك مؤمن به و أنت لا تستطيع توضيح الأدلة المقنعة بما تدعي ... فكانو يقولون "نعم .. لازم النقاب في مجتمعنا" طيب هنا أنا أتسائل عن ماهية الخصوصية التي في مجتمعكم المصون التي بدورها جعلته متفردا بهذا العمل؟ .. إنها مسكينة .. فُرِضت عليها بعض الممارسات التي تمارسها حالياً دون اقتناع و لكن انصياعاً و تنفيذاً لأوامره أعزّه الله و أذلها .. و الطامّة عندما نعود لنقطة البداية في هذه الفقرة و هي انها تدّعي انها مقتنعة و مع الأسف لا تستطيع إقناع طفل صغير بما هي مقتنعة به .. ذلك غير التناقض العجيب الذي يعيشه البعض ممن أعرفهم شخصياً فيرتدون النقاب أو يخفون وجههم بغطاء معيّن و ثم تراهم يخلعونه في أقرب مكان خارج حدود السعودية و أقربها لمنطقتي هي البحرين ، يأتيني شخص و يقول " لا معليش لكن هذي سفر و برة السعودية و أنت عارف " .. لااااااا و الله .. مانا عارف ولا شي و مع خلو هذا المنطق من المنطق سأغير الشاهد إلى المطاعم داخل وطننا الحبيب الذي يذكرني ببلاد العجائب في افلام الكرتون فلا شيء غريب فيه ؛ انصدمت بعد عقد نكاحي و اصبحت من حاملي [دفتر العائلة] الذي يخولك لدخول أي مكان تقريباً كنت لا تستطيع دخوله قبل حملك له فكنت أرتاد بعض المطاعم مع زوجتي الحبيبة و هناك أتعجب والله من مجموعة الفتيات الجالسات بلا حجاب و ليس عجبي من عدم ارتدائهم له و لكن العجب كل العجب في خروجهم من المطعم مرتديات النقاب ×_× و المصيبة أنني أرى بعض الإناث ممن فُرضَ عليهم الحجاب بسبب الضغط الاجتماعي و يمكنك التعرف عليهم من اسلوب حجابهم و لا اقلل من احترامهم و لكن أُنكر و بشده على تلك المتناقضة التي ينطبق عليها المثل القائل (( ياما تحت السواهي .. دواهي )) و هنا عليك عدم الاندهاش فأنت في بلاد العجائب ...

بهذا أختم حديثي الذي أعلم أنه غير مرتب و قد تكون عزيزي القارئ أو القارئة تشتتم بسبب كثرة تداخل المواضيع و لكن كل هذا بسبب حجم المشكلة الحقيقة التي تمنعني في أغلب الأحيان من القدوم على عمل معين أو تجعلني أضع حدود لا يجب أن تكون موجودة مع من هي تمثل نصف المجتمع الذي اعيش فيه فهي أمي و أختي و عمتي و خالتي و الأهم من ذلك كله هو أنها ((زميلتي)) في عملي .. و اتمنى لهن حياة طبيعية في مجتمع يترك عنه الحواجز الغير ضرورية و الأهم انها لا تخالف شريعة الله و رسوله ...
فإما أن تخرج المرأة الى عالم لم تكن فيه بصورة غير طبيعية الى صورة طبيعية ... أو تدروا عن المشاكل .. خلوها في قفصها أحسن!!...

الخميس، 12 أبريل 2012

هنا ... ستجد حياة أفضل

المصدر : http://en.wikipedia.org/wiki/Saudi_Arabia



"بلادي و إن جارت عليّ عزيزةٌ ... و أهلي و إن ظنوا عليّ كرام" – الشريف قتادة أبو عزيز

بدأت بهذا البيت لأنه حقيقةً جعلني أفكر مراراً و تكراراً على أنه هل بالفعل و إن عشت ذليلاً في بلادي فإنها ستظل عزيزة أو لو غيرنا صيغة السؤال قليلاً و نقول هل في بلد يُذلّ فيها المواطن سيزداد عزها بواسطة إذلال الشعب ؟!..

بلادنا المملكة العربية السعودية الحديثة قامت على أساس ديني بحت على يد الملك عبدالعزيز آل سعود و بتأييد ديني من محمد بن عبدالوهاب تحت شعار (الله ثم الوطن ثم الملك) و أتوقع حسب حد علمي أن كثير من الدول تتبنى نفس الشعار، الدين القائمة عليه المملكة العربية السعودية هو الإسلام على المذهب السني الحنبلي و عليه هنا سؤال عن دولة الرسول الإسلامية التي من المفترض أنها الدولة المنشودة بقيام دولتنا السعودية أو توضيحاً تجديد لإقامة دولة الرسول بعد أن ترامت أطرافها هنا و هناك و تفككت ، و السؤال هو "هل تكفلت الدولة السعودية بإقامة العدل التشريعي لمن لا يتبنى المذهب الحنبلي؟ و هل أقامت العدل بتطبيقها أحكامها بالتساوي على جميع المواطنين على حد السواء؟" حيث ان دولة الرسول احتضنت اليهودي و المسيحي و عدلت ما بينهم كمواطنين من الدرجة المتساوية مع غيرهم من المواطنين المسلمين من الناحية الحقوقية ، و علماً بأن الملك نفسه في أي دولة هو عبارة عن مواطن يختلف عن الباقين بأنه مكلف بإدارة شؤون الدولة الداخلية و الخارجية السياسية و الإجتماعية و غيرها من المسؤوليات المنوطة بمنصب الملك، قبل فترة كتبت عن الندوة العجيبة التي لم تراع مشاعر أحد و توجهها الطائفي البحت ولا نستطيع قول عليها أن من قام عليها يدس السم في العسل لأني صراحة حاولت أن أحملهم على ملايين المحامل و لم أجد منها اي عسل و لم ارى غير تفريق بين الشعب و فتنه و من يحب مراجعته كان بعنوان " وطني حبيبي إذا ممكن أسألك ... هل من حقي أن أسأل أذا "لسّه الدنيا بخير"؟!! ".

في القطيف التي نسبة من يتبنون المذهب الشيعي الجعفري الإثنا عشري 99,9% و طبعاً لتوضيح النسبة 0.01% تركتها لمن هم مثلي لا يريدون تصنيفهم تحت مذهب أو دين ، الذي أريد أن أرمي اليه أنه لم يعد للمحكمة الجعفرية في القطيف أي سلطة تشريعية غير (الزواج و الطلاق) و طبعاً الإشكال من وجهة نظري ليس هنا ؛ فرؤيتي الشخصية أن المحكمة إذا قامت على أساس أن يكون قاضيها يحمل مواصفات معينة لتعيينه أهمها كونه رجل دين فيجب أن تكون هذه صلاحياتها اي (الزواج و الطلاق) فقط ؛ و لكن المشكلة أن باقي المعاملات التي نحتاج فيها اكمال مسيرتنا العاملاتية فقد وفّرت لها الحكومة محكمة سنية بـ(رجال دين) يتبنون المذهب السني وسط القطيف لخدمة المواطنين و تسهيل اجراءاتهم التي لا يستطيعون بتبنيهم المذهب الشيعي أن يُجْروها بأنفسهم دون اللجوء لكاتب العدل (رجل الدين بطبيعة الحال) السني الذي هو بدوره جداً متعاون و يتواجد طوال أوقات الدوام في مكتبه و الذي هو في قمة التواضع حيث أنك عندما تحتاج له في أن يخط توقيعه الكريم على تلك الورقة بعد عدم إذلالك لساعات يخرج هو بنفسه و لا يجلس في مكتبه و إذا سلمت عليه يقوم من مكانه ترحيباً بأخوه المواطن و إجلالاً لقدره الكبير الذي يعتقد هو فيه شخصياً ، و طبعاً لا يشعرك بأنه قد يكون بتصرف ما و قد يكون ابتسامةً ارتكبتها في وقت لم تعلم أنه غير مناسب يكون كفيلاً "بتسهيل" او "اسهال" اجراءاتك التي هي و لله الحمد لا تحتاج لأكثر من يوم ، و لمن لا يعلم أن رجل الدين كاتب العدل القاضي من مهماته ان يوثق اجراءات كتابة صكوك الأراضي و توكيل الناس لبعضهم للقيام بأعمالهم و كثير من الامور التي لا أدري ما علاقة تلازم رجل الدين الغير معصوم باستكمال اجراءاتها، و في النهاية برضو احنا أحسن من غيرنا..

من الناحية الإقتصادية و الأمنية في بلادنا المملكة العربية السعودية و لله الحمد إن الحكومة لا تفرض علينا ضرائب الا على التجار الذين بدورهم لا يضيفون هذه الضرائب كلما زادت في هامش الربح ؛ فالأسعار شبه ثابتة لدينا و التضخم الإقتصادي شامل كل شي ؛ فاذا ارتفعت الأسعار يقابلها و بشكل متناغم تضخم في مدخول المواطن حيث يضمن حياة كريمة و شعور بالاستقرار الاقتصادي و الأمني و على طاري الأمن و الأمان كما نرى في بلاد من يدّعون التقدم العلمي في القضاء على الجريمة و احنا طبعا ولا عندنا جرائم "مسجلة" زي ما يصير عند الغرب و لو صارت صدفة مرة أو مرتين بالكثير فراجعوا أوراق المجرم أكيد بكون من أصول غربية لان أولادنا ما فيهم الشين و طبعا أوراقه تلاقيها موجودة و كاملة و مرتبه عند الجهات الحكومية ذات العلاقة حتى لو كان الموضوع مو مهم و لا له علاقة بأمن الحكومة فمثلاً لو تضرر منه مواطن مهما بلغت تفاهته فهو مهم بالنسبة للدولة.

سمعت عن المجلس البلدي الثاني الذي أتى ليحل ما لم يستطع حله المجلس الأول و أنا لا أدعي أني أعرف كل مهماته و لكني أعرف أنه مسؤول عن مراقبة مراحل اتمام المشاريع الحكومية المفوضة من البلدية و التأكد من أنها تجري حسب الخطة أو الدراسة المقدمة من المقاول الذي رست عليه المناقصة بطريقة عادلة طبعاً ، و أنا كوني مواطن سعودي أرى عند شارع منزلنا بالقطيف مشروعاً غريباً نوعا ما و بدا كأنه استغرق وقتاً أكثر مما يحتاج ، و من الطرائف التي سمعتها و أعجبتني من أحد الإخوه قائلا: " هذا اسمه شارع سلڨر تدري ليش؟... لأنهم يدوروا الكنز فيه ولا هم لاقيينه" طبعاً يمتاز من يقوم بتنفيذ هذا المشروع بصفات جيدة كالصبر و الإصرار و العزيمة و التفاؤل التي لو وجهها في توجه غير البحث عن كنز سلڨر المفقود لكان من أكثر الناس إبداعاً في ذلك المجال وفقاً للمواصفات التي يحملها و أنا شخصياً ما أتوقع أن الكابتن فلنت مر من جهة القطيف أصلاً ؛ فأتوقع يعني خلاص كفاية وقفوا البحث رحم الله والديكم و شوفوا مكان ثاني تدوروا فيه على كنزكم، طبعا انا مو معنى كلامي أني ابغى أحبطهم و لا شي من هالقبيل .. لا بالعكس ابحثوا و الله يقويكم بس شوفوا مكان ثاني و لا تزعجونا و تكسروا سياراتنا بالحفريات اللي ما تخلص، ولكن صراحة المجلس قام بدوره في كل مكان في القطيف ما عدا جنب بيتنا بس ان شالله بحلوها قريب.
ملحوظة تذكيرية:-
الكابتن فلنت هو اللي دفن الكنز اللي كان يدوره سلڨر و جماعته.

طبعاً الرسالة في موضوع اليوم اللي طولت فيه لأن لو ويش ما أكتب بتظل بلادي العزيزة علي و إن جارت و إن كسرت و إن وظفت الأجانب برواتب أكثر منّي بشوي موجهة للناس اللي خرشوا أمنا كل يوم و يقولوا "أنا بهاجر ولا هذاك اللي راح يومين أمريكا و قال شوفوا الحرية و مدري ويش" أقول كل تبن و اقعد مكانك ... قال ايش .. قال هجرة ، انت هِجرة من الهِجَر اللي في وسط البر و تخب عليك ، طلعوا يومين و انغروا في الغرب الكافر .. كلها ملذات دنيوية و شهوات حيوانية فانية لهم الدنيا و لنا الآخرة .. اصبروا و احتسبوا و أجركم عند الله ... طبعا هذي مو للسعوديين احنا الحمد لله امورنا طيبة أنا اتكلم عن غيرنا زي المساكين هذولين الدول اللي يحتاجوا لخيراتنا بين فترة و فترة من فائض الميزانية و غيرها اللي احنا و لله الحمد في غنى عنها ، احنا الحمد لله لنا الدنيا و الآخرة إن شاء الله ، و كل واحد يستريح مكانه و حياتك في البلد و إن جارت عليك فهي عزيزةٌ .. فهنا..ستجد حياة أفضل.

السبت، 7 أبريل 2012

لا تقارن ... فتؤذي أحدهم بجهالتك

قررت فجأة اليوم أن أكتب وجهة نظري عن المقارنة بين الأشياء سواء من البشر أو الجمادات أو أي مخلوق كان خلقه الله مباشرةً أو عن طريق البشر ، صراحة علشان ما أكذب أنا ما قررت اليوم ولا فجأةً أنا منزمان ودي أكتب عن هالموضوع و حطيته في لستة الأشياء اللي ودي أكتب عنها يوماً ما بس حسيت أن لازم أكتب مقدمة قبل التعريف و هي صراحة تحديث على الموضوع بعد أن انتهيت من كتابته فما استحسنت ان يبدأ بالتعريف ، لا هو صراحة ما انتهيت بعدني من الموضوع و لكن خلصت التمهيد J المهم خذو الموضوع و بافككم من هدرتي الفاضية كالعادة...

تعريف:-
أولاً لا بد أن تتم المقارنة ما بين شيئين على الأقل ، ثانياً كل مقارنة تنقسم إلى قسمين أو جزئين (تقسيم و مفاضلة) و تكون عن طريق تحديد سمات و صفات الشيء المعيّن موضوع المقارنة لتأهيله لمرحلة المفاضلة أو الحكم عليه بأنه أفضل من الشيء المعيّن الآخر موضوع المقارنة معه.

تمهيد:-
لكي نقارن نحتاج إلى مواصفات و مقاييس المقارنة لكي لا نظلم أي طرف من الأطراف الذي ستتم عليه عملية المقارنة و على أساسها يمكننا أن نقارن ، نستدل بقولنا هذا و من ثم نشرح قوله تعالى في مُحكمِه :-( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)- الحجرات-13 ، وضع رب العالمين في هذه  الآية الكريمة حسب ما استوعبه أنا للمقارنة مواصفتين أو مقياسين الأول أن الناس مخلوقين من صنفين و هما ذكر و أنثى و اللذان بدورهما هم عبارة عن تجزيء للمقاييس الأكبر و هما الشعوب و القبائل ، أما الجانب الآخر من المقارنة فهو الحكم أو المفاضلة بذكر من هو الأكرم أي الأفضل فيهما و هو الإنسان الأتقى كما ورد في الآية الكريمة فالأتقى هو الأكرم و الأجود و الأفضل بغض الطّرْف عن جنسه ففي هذا الموضع ذَكَرَهم رب العباد كلاهما و فصل بينها بـ(و) التي تفيد المساواة بين الطرفين حسب معلوميتي، هذا بالنسبة لرب العالمين الذي سيحاسبني و يحاسبك و يقارن من منا أفضل من الآخر و من هو الأحق بدخول جنته التي هي ملكه هو وحده الذي هو (الأعلم بكل ما يؤثر على المقارنة) و لا أستطيع لا أنا ولا أنت أن نحكم على أحد بأنه سيدخلها أو لا حتى ولو كنت متيقناً بأن ما يمارسه فلان شرك أو كفر أو أي شيء فرضه الله علينا بحسب ما وردنا.
هنا سأطرح سؤال:-
-          هل من العدل أن نقارن بين الأشياء أو البشر أو المخلوقات بوجه العموم أم هي من اختصاص رب العالمين...العالِم بكل ما يجري حولنا و في نفوسنا؟ أو من الممكن أن نتدخل في المقارنة بين ما ذُكِر ولو بشكل محدود ؟

لكي أريحكم من عناء القراءة إذا كنت تبحث عن إجابةٍ جاهزة فلا تكمل القراءة لأن الاجابة على هذا السؤال مواضيع متخصصة فيه قد أتطرق لها لاحقا و قد لا أتطرق لها .. على أي حال ، ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع هو أني في أحد نقاشاتي التي لا تنتهي مع أحد الأصدقاء و كان نفس الذي جعلني أكتب موضوع لماذا خلقنا الله؟ هو أننا كنا نسلسل الأحداث عن وجود الله و كيفية أنه أمثل أو أفضل و أقوى منّا نحن معشر البشر و اختصاراً هنا سأطرح السؤال مباشرةً و هو "هل الله أقوى شيء ممكن يكون ولا في أحد قوي مررة عشان يكون قريب منه يعني عشان نعرف نقارنه بشي يعني؟" و كما سلف ذكره في التعريف أنه إذا أردت عمل المقارنة فلا بد من توفر عنصرين اثنين على الأقل تتم عليهما عملية المقارنة ، و من المواقف الطريفة التي خطرت ببالي الآن و يمكنك تجربتها أن تتوجه لأحدهم و تقول له "وش رايك نسوي مقارنة؟؟" اتوقع كلكم يمكنكم توقع ردة الفعل بسؤال الذي هو "بين وشهو و وشهو؟" مباشرةً فهذا تأكيد لما قلته ، على كل حال لا أريد الاستطراد كثير فهو من عاداتي القبيحة أو التي لا احبها فلا يمكنني التركيز بسببها ... شايفين كيف طلعت من جديد ... المهم نعود لنقطة السؤال عن المقارنة لله بشيء آخر و كان استشهادنا بقوله تعالى :-( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)-الشورى-11 طبعاً كما نرى في الآية الكريمة أن الله لا يوجد شيء مثله فبالتالي ستكون المقارنة غير عادلة أبداً و ظالمة لاحد الطرفين اللذان سنقارن بينهما أو كلاهما فستنقص من شأن أحدهما و الآخر ستكون وضعته في مكان غير مكانه فظلمته بأنه قد يكون عنده بعض من الصفات الطيبة التي قتلتها بوضعك إياه في مكان أكبر منه ، على العموم النقطة التي أريد أن أشير لها في موضوعنا هذا هو الممارسة التي نمارسها بمقارنتنا الظالمة في كثير من الأحيان و عندما تكون غير ظالمة قد تكون حالفنا الحظ فيها و كان العدل صدفةً ، فلماذا نقارن؟ ، لماذا لا نقدر الأشياء بالإطلاق و ننسى عامل (الطرفين) في المقارنة و ندع المقارنة المتعددة للخالق الذي خلقنا و الذي هو أعلم بأمرنا و نخترع لنا مقارنة بمفهوميتنا المحدودة كبشر و تكون مقارنتنا بطرف واحد فقط ، و على سبيل المثال لا الحصر أنك و جدت فتاة جميلة حسب مقاييسك فلا تقول هي أجمل من فلانة أو أذكى من فلانة أو استحسنتها أكثر من فلانة و غيرها من المقارنات التي لا ندرك فيها أسباب كون الشيء المعيّن موضوع المقارنة التي جعلته يكون أرقى درجة في الشيء المعيّن الذي تمت على أساسه المقارنة حسب مقاييسنا الشخصية طبعاً فالموقف الجميل في المثال الذي ذكرته أن تقول لنفسك أن هذه الفتاة جميلة و خلاص أو هذا التصرف أعجبني أو أنا أتمنى أن يحدث كذا و هلم جره ، طبعاً أنا لا ألغي دور المقارنة في حياتنا اليومية فنصبح إمّعات و لا نستفيد من أخطائنا و أخطاء أسلافنا اللذين سبقونا و لكن هناك كثير من المواضع التي نمارس عليها مقارناتنا الظالمة بجهالتنا بأسباب كونها أفضل من وجهة نظر المُقارِن ، فرسالتي لكم هي أن لا تقارن ... فتؤذي أحدهم بجهالتك.

الأربعاء، 21 مارس 2012

كوني 2012...!!!


من هو كوني؟...

هذا هو السؤال المطلوب طرحه من المجموعة القائمة على منظمة (Invisible Children) الأطفال الغير مرئيين كما هو معروض في العمل الفني في الرابط:-

لك خياران الآن الأول أن تتابع الفيديو لمدة نصف ساعة و الثاني تقرأ مباشرة ما يلي طرحه ، الفلم الوثائقي عمل جميل جداً من جميع النواحي و هذا رأيي الشخصي فيه ؛ حيث أن القائمين عليه من تصوير و إخراج و غيرها كان مؤثراً جداً حيث أنه في إسبوع واحد حصد أكثر من تسعة و سبعين مليون مشاهدة و هو بعنوان كوني 2012 ، جوزيف كوني حسب ادعاء الفلم باختصار هو شخص من أوغندا كوّن له جيشاً بتجنيد الأطفال الأولاد بعد أخذهم من أهاليهم بالقوة و يرغم البنات على بعض الأعمال الغير شرعية و غير انسانية ؛ و خلال أحداث الفلم يظهر ولد صغير و يوعده (Jason Russell) القائم على هذا الفلم بأنه سيوقف هذا   الـ(كوني) عن أعماله الشريرة و يبين الفلم أن مجموعة من المتطوعين قد بدأو بالعمل الجاد و بنو بعض المنشآت و جمعوا بعض التبرعات لعمل الخير ابتداءاً بجمعية "إيقاف كوني" الخيرية (charity's 'Stop Kony') لهؤلاء المساكين و كان الطرح جداً جميل مثل باقي الأفلام الدرامية الأمريكية و لكنه كان يفتقر الى عنصر مهم ليكتمل و يصبح مثل باقي الأفلام ، و هو الخاتمة السعيدة ، في هذا الفلم يطالب جيسون بمشاركتك أنت ... نعم أنت في صناعة هذه الخاتمة و هي بالمشاركة في هذه الحملة ضد جوزيف كوني و حيث أنك و الجميع من المفترض لا تعرف من هو جوزيف كوني فهم يريدون في الخطوة الأولى جعله مشهوراً، كيف؟.. أولاً عن طريق هذا الفلم و طرق أخرى مثل ما أكتبه أنا الآن و غيرها ، ثانياً عن طريق شراء علبة بمبلغ معين من عند هؤلاء المجموعة تحوي اساور و بعض الأشياء التي صراحةً لم أفهمها ، بالإضافة إلى تعليق مجموعة صور له بتاريخ 20 أبريل 2012 في كل مكان و جعله مشهوراً و هي الخطوة الأولى ، بعدها البدء بالتحرك للجهات المسؤولة لإيقاف هذا المجرم و يعم الأمن و الأمان في أوغندا و توتة توتة خلصت الحدوتة.

لا أستنكر ما يفعله ... و لن آخذه بسوء النية و أقول أنه سيجمع الأموال من وراء التبرع المباشر أو شراء تلك الأشياء من عندهم ويختفي هو و جوزف كوني الذي لا نعرفه ولا ندري عن مدى مصداقية وجود هذا المخلوق ؛ فقد يكون ما قاله صحيحاً و هو قائد لحملة ذات أهداف نبيلة و لكن إشكالي على الموضوع أنني رأيت الكثيرين من الذين هم حولي متفاعلين مع الموضوع بنوايا طيبة و هم على أتم الاستعداد على تقديم الدعم المادي و المعنوي لهذه الحملة دون التحقق من أي شيء غير الفلم المعروض على قناتهم في اليوتيوب سواءً من ناحية أنهم هم يمارسون ممارسات غير مشروعة مثل غسيل أموال أو أي شيء آخر قد لا أدركه أنا بخبرتي المتواضعة.

إن جوزيف كوني موجود من حولنا في كل مكان فهو يتمثل في بعض الحكام الذين نرى مجازرهم اليومية في الأقطار العربية و الإسلامية قال تعالى:- (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) سورة البقرة – آية 180  فهذا يكفينا لإعطاء الأولوية لمن هم حولنا و قريبين منّا دينياً و جغرافياً.
ما هي أوغندا بالنسبة لنا؟ ... بالفعل هم بشر و هي حالة إنسانية و لكن قبل أن نفكر في حل مشاكل الآخرين فلنجلس مع أنفسنا جلسة إنصاف و نسأل (ماذا فعلنا لقضيتنا الفلسطينية و لهؤلاء الأطفال الذين يذبحون كل يوم ؟ ماذا فعلنا لسوريا ؟ ماذا فعلنا للبحرين ؟ ماذا فعلنا لليمن ؟) و غيرها ... كل هذا لا شيء ؛ ففي كل بلد عربي أو مسلم مشاكل يثقل حملها ... ماذا فعلت لبلدك قبل أن تفكر في أوغندا التي قد تكون لم تسمع بها قبل هذا الفلم الوثائقي ؟؟ ، أتمنى أن أسأل جيسون ... لماذا لا تتوجه لحكومتك الرشيدة و تسألها عما فعلت في العراق و ماذا فعلت في أفغانستان و ماذا فعلت في الفيتنام و اليابان و غيرها و غيرها ؛ تستعطف القلوب لنصرتك لمساعدة بلد و أنت بلدك هي الأكثر إجراماً و إرهاباً على الصعيد العالمي و بالتوثيق التاريخي (يا خي طير بعيد) لا و (مع نفسك بعد) ، و أنت أيها المتعاطف مع أوغندا لست ضد إنسانيتك و لكننا هرمنا و لم نصنع شيء في مشاكلنا الداخلية قبل أن نلتفت إلى جيراننا فما بالك بالقارة المجاورة لنا (من أنتم؟؟!!).

فلنستثمر طاقاتنا في تطوير بلادنا التي تنتظر تلك اللحظة التي نصرف طاقاتنا فيها و بداخلها و كما يقول أهلنا في الكويت (دهننا في مكبتنا) لا تذهب بعيداً بمالك و طاقتك فبلدك بحاجتك و بحاجة أموالك و يكفي من هم لدينا من عمالة أجنبية تصدّر المليارات سنوياً خارج البلاد و نحن نعجز عن تطوير اقتصادنا الداخلي ، لماذا لا تصنع شيء للأقربين ؟ ... لا تستطيع لعدم توفر الوقت أو الطاقة أو المال؟ هنالك منظمات غير ربحية تملأ البلد توجه لها و قدم ما تستطيع.

في النهاية القرار لك انت وحدك ... هل ستحارب كوني أوغندا ولا كوني حقنا ...

الاثنين، 5 مارس 2012

مد رجولك ... على قد (حاجتك)


هرم ماسلو للحاجات الإنسانية


قبل بضعة أيام فُتحَ من جديد موضوع يتكرر مع عدة أصحاب و هذا ما جعلني أختاره لأكتب عنه اليوم .. لانني قد أكون وصلت إلى سبب هذه المشكلة الإقتصادية و بالتالي بعد التشخيص يسهل العلاج .. مع العلم أن أغلبنا يشارك في هذه المشكلة التي أعتقد أنها أصبحت جريمة.

هناك فرق كبير بين (الحاجة) و (الكمالية) .. و كلاهما يكون على عدة درجات كما فصل ماسلو الحاجات الإنسانية الى خمس مراحل كما هو موضح في الرسم أعلاه و لكن اختصاراً سأقسم كل منهما على درجتين مع اختلافي في بعض الأمور التفصيلية مع ماسلو لكن اتفق معه في عموم الهرم كما يلي:-
حاجة مُلحّة : كالحاجات الملازمة لاستمرار الحياة بصورة كريمة من أكل و شرب و ملبس و غيرها.
حاجة غير ملحة : يحتاجها الإنسان لكنه يستطيع أن يكمل مسيرته الحياتية بدونها إلى وقت معين و تتحول تلقائياً إلى حاجة ملحّة كالجنس و تكوين العلاقات الاجتماعية و كسب احترام الناس و غيرها
كمالية ملحّة : تكون حاجة إلى حد ما و لكنها تخلتف من كونها تتأثر بالزمان و المكان و تكون مؤثر مساعد لتحقيق الحاجات الملحّة و للتوضيح بعض العلاقات تحتاج الى لباس معيّن لتحقيقها بصرف النظر عن قيمتها في هذه النقطة ، كموظف في غرفة عرض مثلاً في مكان ما و يواجه العملاء أو الزبائن فيحتاج الملابس المعيّنة أو الساعة المعيّنة و كلها لإعطاء الثقة بالمنتج عن طريق مُمَثِّّل المنتج "المسوّق".
كمالية غير ملحّة : و هي الممارسات التي لا تهدف من بعيد و لا قريب إلا لتحقيق هدف واحد و هو جمع الثروة "الجشع" و للتوضيح تكون باقتناء أشياء ، أراضي ، ملابس ، و غيرها لا يمكن أن يحتاجها الإنسان و لا ورثته بأي شكل من الأشكال و لن يستفيدوا منها إلا عن طريق ظلم الآخرين.

تكمن المشكلة الكبرى في الكماليات الغير ملحّة و لا اصرف النظر عن غيرها من كماليات و لكن هي التي تلعب الدور الأكبر في مشكلة التضخم الاقتصادي (على قلة سنع) ؛ يعني أن التضخم ليس إشكالاً بحد ذاته و لكنه يكون مشكلة كبيرة عندما لا يتناسب طردياً مع إجمالي الناتج القومي المحلي "GDP".

كنت أتناقش مع أحد الأقرباء الذي يتاجر في العقار و الذي كان يوافقني من ناحية المبدأ و لكن من ناحية التطبيق (ما حد حولك) و أنا لا ألومه و حده فالكل مشارك في جريمة التضخم و نأخذ العقار مثلاً ؛ كيف؟ و ما هو الموضوع؟

كنت أقول له يا أبا فلان أنا و لله الحمد والدي حفظه الله وفّر لي أرض و لأخي و أختاي كلنا بالمثل في منطقة في القطيف و أنا إن لم أحتاجها اليوم فسيأتي اليوم الذي أحتاجها فيه لبناء منزل العمر .. و لكن أين المشكلة؟ ... المشكلة تكمن في أن والدي اشترى المتر الواحد لقطعة الأرض الواحدة  بـ 158.33 ريال بعد فترة وجيزة من كونها كانت تساوي 75 ريال للمتر الواحد نفسه و لن أستشكل على هذا ، المشكلة أن المتر الواحد الآن (لا يقدّر) و لكن (يباع) بـ 2000 ريال للمتر الواحد ؛ أي أنها كانت تشكل 3.75% من قيمتها الحالية، (هييييي وين رايحة ؟  تستهبلي ؟؟؟!!!) و أقسم بالله العظيم أني لم أسثمر فيها شيء و لم أغير فيها أي شيء إلى يومكم هذا و لكن كنت أجهل من أين هذا التضخم ؛ و المأساة تكمن أني لا أمثل شيئاً كنسبة من أقراني في الفئة العمرية الذين يمتلكون أرضاً في وطنهم الذي يحتوي على أكثر من 24% من احتياطي النفط في كوكب الأرض و بلا منازع أكبر دولة مصدرة للنفط أغلب من هم في عمري لا يملكون أرضاً يبنوها يوماً ما؛ فكان رده "طيب وش نسوي احنا ، ما بإيدنا شي ، إما انك تمشي مع الموجة و تاكل من سمكها أو انك تطالع من بعيد و الكل ياكل من هالخير إلا انت"، و مع الأسف بعدين نتحول إلى زي ما قال زياد الرحباني "بيقولوا لك من عرق جبينو..طلّع مصاري هلإنسان..طيب كيف هيدا و كيف ملايينو ما مرة شايفينو عرقان" (الرأسمالية).

بطبيعة الحال كوني مواطن سعودي سأشير كإخوتي المواطنين بالبنان إلى الحكومة و أقول أنتي يا حكومة المسؤولة J<<<أمزح طبعاً ؛ أنا لكن لا أعفي الحكومة من المسؤولية و لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الشعب نفسه ؛ الحكومة نعم تستطيع التدخل و لكن بشكل محدود حيث أننا لسنا تحت نظام "اشتراكي" و لا "رأسمالي" نحن دولة بنظام "إسلامي" فمن يريد أن يشتري و يبيع يستطيع و له الحرية و من يريد أن يكدح كموظف فله الخيار أيضاً ؛ نعود لمحور الحديث الأساس و هو التضخم الغير طبيعي و هو في مثالنا هذا شراء الأراضي بغير حاجة ببساطة (س) من الناس اشترى أرضاً ليبنيها و نسى موضوع البناء و قال لماذا لا أشتري بما لدي من سيولة نقدية للبناء  أراضي أخرى لأبنائي لأنني أحبهم و لا أريد أن أُتعبهم في تكبّد العناء بجمع المال و غيرها فكان مشكوراً و اشترى لأبنائه مساحة من الأراضي (قد لا يستطيعون بنائها في يوم من الأيام) و لكن لا أعارضه في ما فعل إلى هذه النقطة و لكن من المفترض أن تكون المرحلة التالية هي بناء بيته الشخصي أو أنه بناه خلال المراحل السابقة و بصرف النظر عن الترتيب هنا أطرح سؤال ( لماذا تشتري أراضي إضافية ؟؟) و هناك صنفان من الناس الأول يكون يشتري بهدف الإقتناء متستراً بعبائة الاستثمار و لا أفهم أي استثمار أن تشتري أرضاً و ترميها تتضخم بسبب زيادة الطلب و قلة العرض ؛ و الصنف الآخر يشتريها ليبني مسكناً يؤجره على الناس أو يجهز متجراً يؤجره لمستثمرين آخرين و هكذا دواليك و هذا لا إشكال عليه إلى حد كبير لأنه سيوفر فرص عمل جديدة لمواطنين آخرين و طريقة لتدوير الأموال.
لكن أنت يا من تشتري أرضاً و تتركها جحوراً للضبّان و طيور الهدهد إن صرف هذه الأموال التي تجمدها في أرض لا أنت استثمرتها و لا أنت تركت الفرصة لغيرك باستثمارها أو بنائها (وش تحس فيه؟) أنت واحد من مجموعة مسؤولين عن تضخم أسعار الأراضي و تعسير مسيرة الحياة و توفير حتى الحاجات الأساسية للناس من حولك و أكثر ما تستطيع قوله: "مساكين ، الله يعينهم!".

الأراضي مثال واضح لتمثيل جشع الناس الذين يدعون أنهم ضد الرأسمالية و هم الرأسماليون و لكن قد يكونوا دون تفكير أو بجهالة قد مارسوا الرأسمالية و يدّعون إنكارهم لها و لما ينتج بتطبيقها ، يا من تجمع الأموال و لا ترفه عن نفسك سيأخذ ورثتك كل ما جمعت و لن تذهب بها إلى قبرك؛ و بافتراضنا جدلاً أنك اخذتها لقبرك فهي لن تفيدك لآخرتك.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : "أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا...و أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"

يمكنكم قياس باقي كمالياتكم اليومية من ملابس زائدة عن الحاجة و بأسعار لا تتناسب مع قيمتها و غيرها ، و الحل بكل بساطة كل واحد منكم يقف من نفسه موقف الحياد و يحاول ان يتنازل عن جشعه و لا يتنازل عن الموجودات الحالية و لكن توقف عن اقتنائك على الأقل هذه الكماليات التي لا تحتاجها من الآن فصاعداً .... و مد رجولك على قد حاجتك.