![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgBtIts_5_NXlrgozF3B3p10dHplgogo2zBo-NO249_Og1EnK9wbU1LoEF_JN1LSBkMPjCl-l8UKK4CKakSUFUxw3yElA2VB07SYbf4F8RKwzpFoSqMS3ZMFJlvpcKQg_jIBdh0TNt6dMhY/s320/%D9%87%D9%80+%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%84%D9%88.bmp) |
هرم ماسلو للحاجات الإنسانية |
قبل بضعة أيام فُتحَ من جديد موضوع يتكرر مع عدة أصحاب و هذا ما جعلني
أختاره لأكتب عنه اليوم .. لانني قد أكون وصلت إلى سبب هذه المشكلة الإقتصادية و بالتالي بعد التشخيص يسهل العلاج ..
مع العلم أن أغلبنا يشارك في هذه المشكلة التي أعتقد أنها أصبحت جريمة.
هناك فرق كبير بين (الحاجة) و (الكمالية) .. و كلاهما يكون على عدة
درجات كما فصل ماسلو الحاجات الإنسانية الى خمس مراحل كما هو موضح في الرسم أعلاه و لكن اختصاراً سأقسم كل
منهما على درجتين مع اختلافي في بعض الأمور التفصيلية مع ماسلو لكن اتفق معه في
عموم الهرم كما يلي:-
حاجة مُلحّة : كالحاجات الملازمة لاستمرار الحياة بصورة كريمة من أكل و
شرب و ملبس و غيرها.
حاجة غير ملحة : يحتاجها الإنسان لكنه يستطيع أن يكمل مسيرته الحياتية
بدونها إلى وقت معين و تتحول تلقائياً إلى حاجة ملحّة كالجنس و تكوين العلاقات
الاجتماعية و كسب احترام الناس و غيرها
كمالية ملحّة : تكون حاجة إلى حد ما و لكنها تخلتف من كونها تتأثر
بالزمان و المكان و تكون مؤثر مساعد لتحقيق الحاجات الملحّة و للتوضيح بعض
العلاقات تحتاج الى لباس معيّن لتحقيقها بصرف النظر عن قيمتها في هذه النقطة ، كموظف في غرفة عرض
مثلاً في مكان ما و يواجه العملاء أو الزبائن فيحتاج الملابس المعيّنة أو الساعة المعيّنة و
كلها لإعطاء الثقة بالمنتج عن طريق مُمَثِّّل المنتج "المسوّق".
كمالية غير ملحّة : و هي الممارسات التي لا تهدف من بعيد و لا قريب
إلا لتحقيق هدف واحد و هو جمع الثروة "الجشع" و للتوضيح تكون باقتناء أشياء ، أراضي ،
ملابس ، و غيرها لا يمكن أن يحتاجها الإنسان و لا ورثته بأي شكل من الأشكال و لن يستفيدوا منها إلا عن طريق ظلم الآخرين.
تكمن المشكلة الكبرى في الكماليات الغير ملحّة و لا اصرف النظر عن
غيرها من كماليات و لكن هي التي تلعب الدور الأكبر في مشكلة التضخم الاقتصادي (على
قلة سنع) ؛ يعني أن التضخم ليس إشكالاً بحد ذاته و لكنه يكون مشكلة كبيرة عندما لا
يتناسب طردياً مع إجمالي الناتج القومي المحلي "GDP".
كنت أتناقش مع أحد الأقرباء الذي يتاجر في العقار و الذي كان يوافقني
من ناحية المبدأ و لكن من ناحية التطبيق (ما حد حولك) و أنا لا ألومه و حده فالكل
مشارك في جريمة التضخم و نأخذ العقار مثلاً ؛ كيف؟ و ما هو الموضوع؟
كنت أقول له يا أبا فلان أنا و لله الحمد والدي حفظه الله وفّر لي أرض
و لأخي و أختاي كلنا بالمثل في منطقة في القطيف و أنا إن لم أحتاجها اليوم فسيأتي
اليوم الذي أحتاجها فيه لبناء منزل العمر .. و لكن أين المشكلة؟ ... المشكلة تكمن في أن والدي اشترى
المتر الواحد لقطعة الأرض الواحدة بـ
158.33 ريال بعد فترة وجيزة من كونها كانت تساوي 75 ريال للمتر الواحد نفسه و لن أستشكل على
هذا ، المشكلة أن المتر الواحد الآن (لا يقدّر) و لكن (يباع) بـ 2000 ريال للمتر
الواحد ؛ أي أنها كانت تشكل 3.75% من قيمتها الحالية، (هييييي وين رايحة ؟ تستهبلي ؟؟؟!!!) و أقسم بالله العظيم أني لم
أسثمر فيها شيء و لم أغير فيها أي شيء إلى يومكم هذا و لكن كنت أجهل من أين هذا
التضخم ؛ و المأساة تكمن أني لا أمثل شيئاً كنسبة من أقراني في الفئة العمرية الذين
يمتلكون أرضاً في وطنهم الذي يحتوي على أكثر من 24% من احتياطي النفط في كوكب
الأرض و بلا منازع أكبر دولة مصدرة للنفط أغلب من هم في عمري لا يملكون أرضاً يبنوها يوماً ما؛ فكان رده "طيب وش نسوي احنا ، ما
بإيدنا شي ، إما انك تمشي مع الموجة و تاكل من سمكها أو انك تطالع من بعيد و الكل ياكل من هالخير إلا انت"، و مع الأسف بعدين نتحول إلى زي ما قال
زياد الرحباني "بيقولوا لك من عرق جبينو..طلّع مصاري هلإنسان..طيب كيف هيدا و
كيف ملايينو ما مرة شايفينو عرقان" (الرأسمالية).
بطبيعة الحال كوني مواطن سعودي سأشير كإخوتي المواطنين بالبنان إلى
الحكومة و أقول أنتي يا حكومة المسؤولة J<<<أمزح طبعاً ؛ أنا لكن لا أعفي
الحكومة من المسؤولية و لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الشعب نفسه ؛ الحكومة نعم
تستطيع التدخل و لكن بشكل محدود حيث أننا لسنا تحت نظام "اشتراكي" و لا
"رأسمالي" نحن دولة بنظام "إسلامي" فمن يريد أن يشتري و يبيع
يستطيع و له الحرية و من يريد أن يكدح كموظف فله الخيار أيضاً ؛ نعود لمحور الحديث
الأساس و هو التضخم الغير طبيعي و هو في مثالنا هذا شراء الأراضي بغير حاجة ببساطة
(س) من الناس اشترى أرضاً ليبنيها و نسى
موضوع البناء و قال لماذا لا أشتري بما لدي من سيولة نقدية للبناء أراضي أخرى لأبنائي لأنني أحبهم و لا أريد أن
أُتعبهم في تكبّد العناء بجمع المال و غيرها فكان مشكوراً و اشترى لأبنائه مساحة من الأراضي (قد
لا يستطيعون بنائها في يوم من الأيام) و لكن لا أعارضه في ما فعل إلى هذه النقطة و
لكن من المفترض أن تكون المرحلة التالية هي بناء بيته الشخصي أو أنه بناه خلال
المراحل السابقة و بصرف النظر عن الترتيب هنا أطرح سؤال ( لماذا تشتري أراضي
إضافية ؟؟) و هناك صنفان من الناس الأول يكون يشتري بهدف الإقتناء متستراً بعبائة
الاستثمار و لا أفهم أي استثمار أن تشتري أرضاً و ترميها تتضخم بسبب زيادة الطلب و
قلة العرض ؛ و الصنف الآخر يشتريها ليبني مسكناً يؤجره على الناس أو يجهز متجراً يؤجره
لمستثمرين آخرين و هكذا دواليك و هذا لا إشكال عليه إلى حد كبير لأنه سيوفر فرص
عمل جديدة لمواطنين آخرين و طريقة لتدوير الأموال.
لكن أنت يا من تشتري أرضاً و تتركها جحوراً للضبّان و طيور الهدهد إن صرف
هذه الأموال التي تجمدها في أرض لا أنت استثمرتها و لا أنت تركت الفرصة لغيرك
باستثمارها أو بنائها (وش تحس فيه؟) أنت واحد من مجموعة مسؤولين عن تضخم أسعار
الأراضي و تعسير مسيرة الحياة و توفير حتى الحاجات الأساسية للناس من حولك و أكثر
ما تستطيع قوله: "مساكين ، الله يعينهم!".
الأراضي مثال واضح لتمثيل جشع الناس الذين يدعون أنهم ضد الرأسمالية و
هم الرأسماليون و لكن قد يكونوا دون تفكير أو بجهالة قد مارسوا الرأسمالية و
يدّعون إنكارهم لها و لما ينتج بتطبيقها ، يا من تجمع الأموال و لا ترفه عن نفسك سيأخذ ورثتك كل ما جمعت
و لن تذهب بها إلى قبرك؛ و بافتراضنا جدلاً أنك اخذتها لقبرك فهي لن تفيدك لآخرتك.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : "أعمل لدنياك
كأنك تعيش أبدا...و أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"
يمكنكم قياس باقي كمالياتكم اليومية من ملابس زائدة عن الحاجة و
بأسعار لا تتناسب مع قيمتها و غيرها ، و الحل بكل بساطة كل واحد منكم يقف من نفسه
موقف الحياد و يحاول ان يتنازل عن جشعه و لا يتنازل عن الموجودات الحالية و لكن
توقف عن اقتنائك على الأقل هذه الكماليات التي لا تحتاجها من الآن فصاعداً .... و
مد رجولك على قد حاجتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق