تابعني على تويتر

الثلاثاء، 24 يناير 2012

لماذا خلقنا الله؟


بدايةً هذا ليس مقالاً و لا كتاب ، انما هو عبارة عن تساؤل استوقفني و ناقشت الكثير من الناس المتدين منهم و منهم من لا يعترف بمصادر الدين ليس بملحد و لكنه اصطدم بحائط الأفكار الغير مقنعة و التي كان مكتوب عليها "مُسَلَّمَة" المسلمات التي لا نعرف كيف و لماذا هي مسلمة فيقول هذا و ذاك لا يمكنك النقاش في هذا و ليس لك الحق في ذاك فمع الأسف لقيت الكثيرين بعد مناقشتهم ينسحب حين ينتبه لي اني وراء حائط قد جربت و تسلقته معلقٌ عليه لوحة من الداخل تقول "الخوف" فيصيح قائلاً "وش لي انا انط وراه و ما يندرى وش يصير" للأسف ان هناك الكثير الكثير من الجدران التي اذا كانت لديك الجرأة لتسلقها بعد تكسير القيود الفكرية سترى عالماً آخر أوسع و أكبر و يتسع لجميع المخلوقات و سيظل من بداخل تلك الأسوار أو الجدران يطلقون عليك أسماء قد يكونون في الكثير من الأحيان لا يفهمونها و لكنهم يكررون أقوال من كان أذكى منهم و استغل بساطتهم ليسيطر على هذه الأدمغة المسكينة التي لا تعرف قواها ؛ في النهاية هذه العقول المُستغِلَّة قد تشعر بالرضا لتحقيق اهداف لا اعرفها لاني لم و لا اريد ان اكون في محلها يوماً و لكني لا أحب أن اكون مِن مَن يستخدمون لأي غرض أنا لا أقتنع فيه أو به.

ما كتبته كان مقدمة بسيطة لما أصبو لذكره في ما يلي.
قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)) سورة الذاريات
في الآية السابقة معاني كبيرة جداً قد لا يعلمها الا الله و يستشهد بها الكثير من الناس ليدلل على سبب الخلق ، و هذا استشكل عندي كثيراً حيث أنه كلام غير مقنع بأنه خلقنا فقط ليعبدون ، و هنا قد يقول الكثير "يعبدون مو يعني صلي و صوم و و الخ العبادات" أعرف انها اكثر شموليه من هذه الأعمال التي بتنا متعودين على عملها مع عدم فهمنا لأي منها فيجيب الكثير "تكلم عن نفسك" و انا أقول أنا أتكلم عن نفسي و لا أمثل أي احد غيري و اكره تمثيل غيري كما ذكرت في المقدمة قصة الجدران التي لا أعتقد أن بإمكان غير ذات الشخص الخروج منها دون مساعدة أحد و لكن المساعدة تكون خارج هذه الأسوار ، على أي حال فلنعود فالزمن إلى الخلف قليلاً هناك من يتذكر و هناك من لم يعاصر هذا الزمن الذي سأتحدث عنه و لكن بإمكانه أن يسأل من عاصره ، قبل سنوات انا عشتها لم يكن هناك وجود للهاتف المتحرك (الجوال) و لم نكن نتصور أننا قد نكون بحاجة هذا الشيء في يوم من الأيام و نعتبره بالقطع كماليّة من كماليات حياتنا اليومية و اتوقع بالمثل الكهرباء و التلفزيون و كل التقنيات التي لم أعاصر استحداثها و لكن إسأل أي شخص الآن عن حاجته للهاتف المتحرك بلا شك سيرد دون تفكير "انا ما اقدر اعيش بدونه" و بالفعل تحول من كماليه الى ضرورة و حاجة لا يمكننا الإستغناء عنها ، فلنعود لما سبق و ذكرته في بداية الأمر لا أعرف نوايا مخترع الجوال و لكنها لن تخرج عن إما انه يريد تقديم ثورة في عالم الإتصالات ليستفيد منها هو و البشرية كحاجة ملِحّة أو أنها كغيرها من الكماليات التي نشتريها بمالنا التي ستتحول لا شعورياً لحاجة في كل الأحوال فيكون بالتالي جنى الأرباح المالية ؛ في بادئ هنالك شخص (خَلَقَ) شيء معين استخدمه الناس لقضاء بعض الأمور شيئاً فشيئاً تحول إلى حاجة في هذا التسلسل كان هناك خالق في البداية بلا شك هو أكمل أو أمثل من المخلوق لا تهمنا نواياه في أسباب خلقه للمخلوق فقد تدخل فيها الكثير من الأمور التفصيلية كالشعور بالرضا او كسب الشهرة او الثراء او ... الخ أو قد تجتمع كلها و لكن في النهاية يبقى مخلوق و كل عاقل يُسَلِّمْ بأنه أكمل أو أمثل من مخلوقه و لكن لم يحدث أنه محض الصدفه كما لو كان يخلط بعض المركبات الكيميائية و فجأةً ظهر له هذا الشيء الغريب فهو خلقه لهدف ، نعود لخلق البشر بلا شك و بإجماع العقلاء من المؤمنين بخلق الله للمخلوقات أنه خلقنا لهدف و لكن هنا سؤال يطرح للنقاش "هل خلقنا لكي نساعده في بعض الأمور لقضاء حاجات معينة أو أننا كنا ككماليات في يوم من الأيام و تحولنا لحاجة؟؟" و ينطبق هذا الكلام على جميع المخلوقات كالملائكة و غيرها فحسب ما وردنا ان بعضها لها وظيفة تسجيل ما نقوم به من خير و من شر و هنا أيضاً سؤال آخر " لماذا خلقهم ؟؟ الا يستطيع أن يسجل هو بنفسه أعمالنا ؟؟" هناك من القراء سيستوقفه سؤال هنا "وش هالسخيف ؟؟ يقارن البشر بالجوال ؟؟" للإيضاح أنا لم أمثل بالجوال الا لاني عاصرت فترة ما قبل الجوال لا أكثر و لا أقل و قد ذكرت أن غيرها من المخلوقات على يد البشر ينطبق عليها نفس الشيء ، عموما من المفترض أن تكون معادلة غير عادلة أن نقارن خالق البشر بالبشر المخلوقين و الأشياء التي خلقوها و لكن استوقفني هذا التسلسل في الأحداث التي عايشتها ؛ و في كثير من الأحيان أو أغلبها حسب ظني أن المسلمين يرددون "الله مو محتاج إلك ، انت اللي محتاج له" طيب ليش سواني و خلقني يرد قائلاً "احمد ربك بس أن هو انعم عليك بنعمة الحياة" طيب وش النعمة في الموضوع ؟ انا مانا فاهم يعني لو أخذنا السيناريو الثاني و ما خلقني كان خلاص انا مو موجود و انتهينا و ما بقول افتكيت من الحساب و الجزاء لاني ما بكون موجود اصلاً بس حالياً انا موجود و ودي أفهم بشيء مقنع عن سبب وجودي ...
انا متأكد أن هناك الكثير لن يقبل كلامي و قد يسفهه البعض الآخر لكن هذا فقط تساؤل واحد من الكثير من التساؤلات التي قد استطيع أن اعبر عنها لاحقاً و اشارككم فيها اللي حاب انه يعلق فباب التعليق مفتوح بالموافقة أو الرفض و يمكننا التناقش بهدف استخدام عقولنا لا اكثر و لا أقل أما بالنسبة لضعف أسلوب الكتابة أو الأخطاء المطبعية فأنا لا تخصصي عربي و لا افهم في اللغة إلا القليل ... سامحونا على الإطالة.
غير منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق