تابعني على تويتر

الجمعة، 3 يناير 2014

لو كنت مكانك ...!



تشير عقارب الساعة إلى الواحدة و الخامسة و العشرين دقيقة من بعد ظهيرة يوم عيد الفطر السعيد من عام 1406 بعد هجرة نبي الإسلام و في مستشفى عبدالله فؤاد في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية .. كانت أول صرخة باكية يلفظها طفل ولد بين أب عظيم يدعى عبدالرسول الغانم و أم عظيمة تدعى فتحية الفارس و قد اتفقا على تسميته أحمد تيمناً باسم جده من أبيه .. ذلك هو أنا ...

سأحاول أن أستعرض (جزئاً) من سنواتي السبعة و العشرين الماضية أمامكم علّكم تصلون معي لما أرمي إليه ...

أبي و أمي يحملان صفاتٍ كثيرة لست في صدد مناقشتها و لكن لي والد يتلذذ بالفنون و يعزف على آلة الكمان من قبل أن أبكي بعد أول نفس لي في هذه الدنيا الذي ذكرته بداية الحديث .. و والدي أيضاً يحب البحر منذ القدم و قد يعود ذلك الشغف بالبحر و الاهتمام بالطبيعة لأسباب كثيرة أهمها أنه نشأ على ضفاف واحة القطيف المليئة بغابات النخيل التي يبلل أطراف ثوبها الذهبي خليج القطيف حسب ما يسمى في الخرائط القديمة .. أدخلت معي والدي هوايتي الغوص بعد تقاعده نوعا من رد الجميل إذ إني توجهت يوما ما للموسيقى بسبب أنني تأثرت بنشأتي في بيتٍ يتجرع الفن حتى أصبح يسري في الدماء .. أما أمي يا إلهي .. أمي تلك الحنونة التي غالبا لا تظهر مشاعرها و تحنو علينا من دون أن تشعرنا .. لماذا؟ لا أدري و لكنها كذلك و لكني أحبها كما هي .. فكل إنسانٍ جميلٌ كما هو فقط وفقط .. و لكني لن أتكلم كثيراً عن أمي فمجتمعنا لا يقبل الحديث عن النساء في العلن .. فعذرا أمي و لكني أحبك كثيراً ..

عند ولادتي في هذه الدنيا كان لدي أختين اثنتين جميلتين الكبرى سارة التي تكبرني بسبع سنين و بعدها صبا التي تكبرني بخمس سنين .. سارة كانت كثيراً ما تلعب دور الأم فعلا و تشارك في التربية دائماً .. أما صبا تلك الشقية التي كانت صديقتي –غالباً- و شريكتي في الجرائم البريئة التي لن أذكر لكم أيا منها أبدا :) .. و بعد أن أتميت عشر سنوات و نصف السنة رزقني الله بأخ طيب إسمه علي ...

دخلت مدرسةً تدعى ذات الصواري عام 1412 بعد الهجرة لمدة ست سنين ثم ثلاثٌ قضيتها في مدرسة تدعى مدارس القطيف الأهلية لألتحق بمدرسة يسمونها دار الحكمة لأتمّ آخر ثلاث سنوات من المرحلة التأسيسية للإلتحاق بالجامعة .. وُفِّقتُ كما أعتقد في الالتحاق بجامعة الملك سعود بمدينة الرياض لأعيد تاريخ والدي فيها بنفس الكلية (كلية العلوم الادارية) حتى تخرجت بعد سنواتٍ خمس منها واحدة بسبب إهمالي الذي تسبب في تأخيري الدراسي و لكني جدا فخورٌ بما استفدته من علاقات اكتسبها التي فيما لو تخرجت حسب الخطة الدراسية لما ظفرت بأصدقاء جميلين جداً فالحمد لله أنه جعلني من البليدين لفترة لأنتظر تشرفي بأصدقاءٍ الذين ليسو من القطيف منهم من كان من القصيم و منه من جازان و آخرون .. على كل حال في تلك السبعة عشر سنة التي قضيتها في الدراسة و الشقاوة غالباً كان معي زملاء –محددين- و مدرسين أيضاً كذلك و لا يخفى عن كل من هو قريب مني أن لي أيضاً أصحاب ومتغيرين بطبيعة الحال كلهم شاركوا في صناعتي و صقلي بشكلٍ مباشر أو غير مباشر ... في وقت و ظروف سياسية و اقتصادية معيّنة .. بعضها جميل و بعضها غير جميل كما كنت أراه آنذاك ..

تخرجت من الجامعة و بهواياتي المتعددة و طموحي للظَفَر بأعلى الرتب في تلك الهوايات و غيرها حيث أني كنت و لا زلت و سأظل أحلم بمستقبلٍ أجمل و لي بلا شك دورٌ فاعلٌ فيه ..

لن أكمل باقي سنواتي السبعة و العشرين و هناك بعض الأمور أفضّل أن أسرها فحياتي ليست كتاباً مفتوحاً للجميع و لكني استعرضت ما استعرضت لأتوجه للجميع بسؤالٍ لا أريد أن تجاوبونني عليه أو حتى تنشروه .. لكني أريد أحبتي أن تجاوبونه بصدق بينكم و بين أنفسكم و هو "هل ما ذكره أحمد ينطبق تماماً على حياتي؟" و إذا كان الجواب (لا) إسألوا أنفسكم "هل حياتي و ظروفي مشابهة لحياة و ظروف أحمد؟" .. أيها الأحبة قد يلومني البعض عن أي تصرف أو إجراء أو قرار اتخذته أنا في حياتي ((الخاصة)) ولا ألومهم فكلٌ له رأيه .. لكني أيها الأحبه أريد أن أعلمكم يا من تقول –لو كنت مكانه لفعلت و عملت- صدقوني أيها الأحبة لن تفعلوا إي عمل غير الذي عملت .. أتمنى أن تكون فكرتي وصلت و أن لا يحاول أحدهم أن يتسلق على أحد و يعتقد أنه سيكون مكان أحدهم فكلٌ له حياته و ظروفه و وقت معين لم و لن يتماثل مع أحد و إن تشابه فلن يكون مثله تماماً ..

هه << بضحكةٍ ساخرة أقول لك:
يا صديقي أنا على يقين أني لو كنت مكانك ... لفعلت مثلك تماماً ...