تابعني على تويتر

الثلاثاء، 27 مايو 2014

اسمع لما قيل و ليس لمن قال ...!


"حب و قول و ابغض و قول" – مثل شعبي

قبل أن نبدأ أحب أن أنوّه بأن (ردود الأفعال/التصرفات) الطبيعية ليست بالضرورة أن تكون هي الجيدة أو الصحية .. و لكنها في المجتمعات البشرية تأتي هكذا .. كَرَدّ الإهانة بالإهانة أو السيئة بالسيئة .. هي ردة فعل "طبيعية" و لكنها ليست أجود أو أفضل تصرف يمكن اتخاذه حيال ما جرى ابتداءً.


في أحد النقاشات مع أحد مَن تهمني آراؤهم عادةً و تعجبني كنا نتناقش في فكرة أن تأخذ ما تراه "حق" من وجهة نظرك و إن كانت من عدوّك أو من سفيه حتى .. و أن ترفض ما تراه "باطل" من وجهة نظرك و إن كانت من أعظم إنسان تقتدي به ، نظرياً كلام لا يختلف عليه إنسان عاقل و لكن مع الأسف لو بحثنا في ما يشد مسامعنا فسنرى كمية التحيّز الطبيعي من الإنسان الغير معيّن لمن يحب أن يستمع له عادةً ..
بمعنى زيد يحب عمرو و يستمع و يتبنى الكثير من آرائه .. يوماً ما وجد زيد من عمرو رأياً سنطلق عليه بأنه غريب نوعاً ما أو أنه مخالف للعادة ...
-          التصرف الطبيعي أنه سيأخذ كلامه و يقول .. "أن عمرو قد يكون أكثر وعياً منّي و كلامه و إن كان غير منطقياً قد يكون مصيباً في هذا الموضع بناءً على الـ "Tracking Record" الذي وجدته منه طوال فترة متابعتي له" ..
-          أما التصرف الجيّد و هو قليلاً ما نجد من يطبقه بأن يأخذ كلامه و يضعه في أنبوب الاختبار و يبدأ بتحليله بناءً على بحث بإسلوب علمي .. و إن كانت النتائج تقول بأنه غير واقعي فلا تحزن فإن عمروً غير معصوم من الخطأ .. و إن نتجنا بأنه محق فشكراً له لما أضافه من معلومات جديدة و تسبب في بحثنا الذي لا بد أننا وجدنا أثنائه أموراً وسعت من مداركنا.
على كل حال و نكمل مثالنا مع أخونا زيد و الذي يسفّه خالداً و بالمصادفة وجد كلاماً بين علامات التنصيص له .. و كان مما يستحسنه و لكن في النهاية أنه "خالد" .. و هو سفيه و رأيه و تحليلاته غير مقبولة .. و لكن قـــــــــد يكون و نؤكد على قد يكون أصاب مصادفة .. و هذا شيء جميل و لكننا لو عدنا لما تفوه به عمرو و سمعه من خالد فإنه بلا أي أدنى شك سيكون "اعتدنا السفاهة من خالد و لا غريب عليه أن يقول مثلما قال" ..
مع أننا لو وضعناه لدى عمرو اختلفت الموازين و قبلها في غالب الأحيان .. سواءً بتحليل و هو السيناريو النادر و إلا فسيؤلها على أنه أعلم منه ..

مع الأسف و كلنا يعلم أنه غالباً ينطبق ما ذكرناه أعلاه في مجتمعنا البشري الميّال بطبعه الى التلحف تحت لحاف الدين أنه سيكون المثال أكثر واقعية لو كان عمرو "رجل دين" و أقول غالباً .. و لا أدعو أنا لتسفيه رجال الدين أبداً مهما قلّ علمهم .. و لكني أدعو لأن نسلّم لكل متخصص تخصصه و أن لا نعبث بها .. و في النهاية لك الحق بعد الاستبيان من "المتخصص" في الأخذ بما يقول أو ضربه بعرض الحائط و لكن لا تسفّه الأشخاص ولا تتحيز و اسمع لما قيل و ليس لمن قال.

مثال أحب أن أذكره و نختم كثير من الأحيان يرفض بعض المتمردين ما يقوله رجال الدين لسبب أو لآخر فيحجهم المتدينين بالمثال المعتاد "لو ذهبت للطبيب و قال لك بأن تفعل كذا و كذا فهل لن تأخذ كلامه .. أم أنك تخشى على صحتك و لا تفكر بآخرتك؟!" و بالنسبة أيضاً لاختيار رجل الدين المعيّن بحكم أننا متشرعين و هو المتخصص .. كيف نختاره؟ .. فينصحني أحدهم بأن اسأل المتخصصين كما لو كنت سأسأل عن طبيب!!!

هنا رسالتي للطبيب المسكين الذي دائماً ما تُلقى على عاتقه التشبيهات السفيهة .. عزيزي الطبيب أصبر و إن شاء الله ستجني ثمار صبرك .. فالمساكين يقارنون نتائج فتواك الطبية و ذات النتائج العاجلة بنتائج رجل الدين الآجلة .. أَعلم أن المقارنة غير عادلة و لكن القوم لا يعلمون .. 

الاثنين، 5 مايو 2014

التاريخ الإنساني المقدس


التطوّر ببساطة هو الإنتقال من نقطة إلى نقطة أعلى .. و المجتمعات البشرية تتطور لا إرادياً بمؤثرات طبيعية و بنمطية معيّنة ولكن عندما يكون أحد المؤثرات/المُطوّرين (مجتمع/مجموعة/فرد) أسرع من النمطية الاعتيادية فإن هذا بدوره ينقلهم إلى بناء الحضارات و بالتالي السيطرة على العالم.

نحن كعرب مستهلكون في كل شيء ذو "قيمة حقيقية" في عصرنا الحالي و الأسباب متداخلة و معقدة يعود أساسها لأصرار غير العرب على التقدّم و التنمية بشكل أسرع حتى من الذي قد يجعلنا نفكر او نتنبأ بما سيأتي .. و نحن نتفرغ كمستهلكين نهائيين لأعمال عظيمة و استهلكت الفواتير الضخمة التي سنسددها نحن لنتباهى "باقتناء" الآي فون الأحدث أو السيارة الأسرع و هلم جراً ...

هناك عظماء مرُّوا عبر اوراق التاريخ و ليومنا هذا نرى الكثير من الأمثلة كان لهم دوراً فاعلاً وقويا جداً في توفير سبل الراحة للمستهلكين سواءً عن قصد أو غير قصد فهم يبطئون من سرعة عجلة التقدم لدى الآخرين .. بمعنى ان تقدمهم الغير نمطي و السريع جداً يساهم في تعقيد امر التقدم على الآخر وفق نموه الأُسِّي الذي بدوره يكون أضعافاً على الأضعاف مع تقادم الزمن .. (يعني انت مو مكانك سر .. لأ .. إنت ترجع ورا)

الخيال هو النقطة الأولى التي من خلالها نتقدم .. و الخيال لا يعرف المستحيل .. من منا كان يتصوّر أن يتخاطب من أحد في آخر العالم و كأنه أمامه .. كانت خيالاً و الآن هو واقع .. عباس بن فرناس تعرض لخطر الموت عدة مرات و الآن نرى الطيارات الحربية و دقة التحكم بها على سرعات خيالية كانت يوماً ما و الآن هي واقع .. ابن الهيثم توفي قبل اكثر من تسعمئة سنة هل كان لمن هم حوله أن يتخيلون انه يمكن أن يساهم في جعلنا نلبس النظارات او نتخلص منها بعلميات التشطيب ؟؟ ... وغيرهم الكثير في جميع المجالات من علوم و فنون بشكل عام و خاص .. و لكن هل نلاحظ ان المسلمين لهم إسهامات كبيرة عبر التاريخ فيما وصلنا له و لكن لا حاضر لهم؟

تاريخنا مليء بالإنجازات و الأفكار التي يستفيد منها الآخرون لِندفع ثمنها نحن الآن .. و هو بسبب بلادة مجتمعاتنا و انشغالها بما بين فخذيها غالباً و لن أوجّه اتهام لأي مدرسة فكرية و لكننا لو تأملنا قليلاً سنعرف عبر العصور و في كل المجتمعات بعد ان تتخلص من ماذا تقدمت .. و بعد ان نقرر التخلص منها يمكنها ان نبدأ تحررنا مما يقيّد تقدمها..

تعلم ثم تعرف ثم فكر ثم خطط ثم إعمل و إن لم تنجح فلا تيأس او ترجع للبداية بل ارجع لخطوة التخطيط و خطط من جديد إلى أن تصل.


تاريخنا جميل و لكنه غير مقدس .. مع الأسف يا صاحبي فإن حقيقة تاريخك الذي تقدسه بترديدك إن آبائك و أجدادك و من ينتمون لدينك كانوا أساساً للعلوم الحديثة لن يصنع لك مستقبلا أجمل .. فالدقائق التي مضت و أنت تقرأ ثرثتي انتهت فلا تندم عليها أو أو حتى تسعد بها .. فقد مضت و انتهت .. أما المستقبل هو المقدس .. و المستقبل أنا و أنت من يصنعه لا آباؤنا و أجدادنا التي تحللت عظامهم و بقت اوراقهم ..

الثلاثاء، 1 أبريل 2014

أنا Vs. أنت ...



طرحت على عدة مرات و في أمور مختلفة في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عدة تحديات بين أمور حسب ما يقيمها المجتمع الإنساني أنها تضادّات و قد تكون لدى المؤمنين(*) حروبا بين هذين الأمرين اللذين لا يمكن جمع اثنين مؤمنين بها كليهما في نفس المكان أو نفس الزمان .. كان بعضها كالتالي :-
#زواج_إسلامي Vs. #زواج_كفّاري
#أهل_برا Vs. #أهل_داخل
#توفيق_الله Vs. #عدم_توفيق_الله
#القيمة Vs. #الثمن
و يمكننا طرح الكثير من التضادّات التي نواجهها في المجتمعات الإنسانية و التي يمكنكم أعزائي التفكير فيها الآن .. 

قبل فترة و من خلال زيارتي لإندونيسيا و جزيرة بالي تحديداً ذات الأغلبية الهندوسية كان سائق السيارة الذي نتعامل معه هندوسياً و كلنا يعلم ان الديانة الهندوسية هي ديانة وضعية أو غير سماوية و التي لم أطلع على تفاصيلها و كان لدي خلطٌ في بعض المفاهيم بين من كنت اعتقد انه يعبد البقر او أولائك الذين يعبدون الشمس و غيرهم .. و كي لا نفصل كثيراً نعود لسائقنا الهندوسي السيد قوستي خرسانة .. استغليت الفرصة لينيرني اثناء رحلتنا لزيارة معبد تانا لوت و الذي يقبع أعلى صخرة في المحيط و سألته عن ما يؤمنون به و بدأنا بربّه فقال نحن نعبد ربّا واحد أحد عظيم و رائع و جميل و لا يمكننا ادراكه بحواسّنا ولا بأعيننا لعظمته لكننا نرسم له بعض التخيلات الجميلة و ننحت منحوتات نراها جميلة تجسد لنا خالقاً لا يمكننا تجسيده لقصر إدراكنا و هذا من باب اننا نريد رؤيته لشوقنا و حبنا للقائه .. و خرجنا عن الموضوع قليلاً و تحدثنا عن جزيرة بالي و قبل اعتناق الهندوسية و قال ان كان الشياع في بالي هم من "غير المؤمنين" فسألته عن ما يقصد بأنهم غير مؤمنين فقال أن الحاكم آنذاك كان يجبر الشعب على تقديسه و تقديس كرسيّه و النتيجة الطبيعية لأي شخص يريد المخالفة ستكون حتماً بداية لنهاية حياته .. الى أن أتى قديس و حارب الحاكم و انتصر عليه في القرن الحادي عشر و بنى ذلك المعبد معبد تانا لوت .. و عدنا لبقيّة ما يعتقدونه في الرب و الملائكة و غيرها فقال أننا نؤمن بأن هنالك مخلوقات مفوض لها بعض الصلاحيات لقبض الأرواح و لإنزال المطر و و لحساب أعمال البشر و تعدادها الى ان تأتي الحياة بعد الموت فسألته هل هي عبارة عن تناسخ لأرواحكم قال لا .. بل نحاسب كأرواح و بعدها نذهب إن عملنا صالحين الى جنات النعيم و إن عملنا بظلم الى جهنم .. و اثناء الحديث ايضاً تطرقنا لكيفية العبادات فقال انه ليس هنالك عبادة يومية و لكن نصلي شكرا لله عند الطعام فهو من رزقنا إياه أو أيٍ من النعم التي يغدق علينا بكرمه بها .. و لدينا حسب المعبد الذي نتعبد فيه يوم نصوم فيه من المغرب عن الكلام و نتأمل في أعمالنا السيئة محاولةً في تلافيها في المستقبل لكي نكون صالحين و اعقب كلامه بكلام ترجمته "كما تدين تدان" ..

على كل حال و كي لا أطيل و بعيداً عن التحيز و التفصيل و الإسهاب هذا ما قاله صاحبنا الهندوسي الكافر النجس و الذي لا يؤمن بما نؤمن به .. فلا بد لنا أن لا نعطيه فرصة لكي يتخلل في أجسامنا كالسرطان و يبث فينا روحه الشريرة.
انتهى .....


عند حديثي مع أحد الأصحاب قبل عدة سنوات قال لي بأنه يحب فتاة و هي تحبه ولكنهما لا يستطيعا الزواج .. فقلت له ألا يكفيكما الحب لكي ترتبطا و تعيشان حياة سعيدة ؟ .. رد و هو حزين .. يا صديقي ليس الأمر بهذه السهولة .. انا من عائلةٍ لا تدخل في عائلتهم .. فهم "مختلفون" قلت له أتعني أن مستواكما المادي مختلف لدرجة انكما لن تستطيعا العيش سوياً او أنه سيشكل عائق في مضيكما قُدُماً .. قال لي لم تكن النقود عائقا يوما أمام الحب و لكن أهلها حسب ما تقول أنهم لن يوافقوا على زواجي بها لأننا لسنا "من ثوبهم" .. فأصولهم غير أصولنا و قد يكون لها أجداد صنعوا فارقاً في مجتمعهم بينما لم يكون لي حظ في أجداد محاربين أو عدا ذلك ..

طبعا أكيد ثوبهم حرير و ثوبك الحرير أيضاً .. و لكن أنت من اختار والديك يا غبي .. و هي من اختار والديها .. إذا من الطبيعي أن تتحمل ما يأتيك من مستقبل .. فلو كنت ذكيا لوجدت لك والدين أكثر شرفا من والديك أيها الأحمق .. فلتذق و تستلذ مر اختيارك الآن و لتضحي بحبك لأنك غبي عندما اخترت ما لا فخر لك فيه بعائلتك الرديئة.
انتهى .....


ذات يوم حدثني أحد المسلمين بأنه يقبل المختلف عنه في معتقداته و أنه مستعد لنقاش أي شخص فكنت مسروراً بتطبيق ما ينص عليه كتابه المقدس و ما يقول بأن ربّه أمره به .. و مرت الأيام و اختار الله الراحل العظيم نيلسون مانديلا رحمه الله و غفر له و اثناء حديثي مع أحدهم سمعني (نفس المسلم) اتكلم عن الإنجاز و كيف أننا كأُمّة نعتمد على استهلاك ما يصلنا ولا نفكر بأن ننجز لذاتنا ولو شيء بسيط كقراءة رواية مثلاً بشكل دوري أو أعمال اجتماعية او نبذل جزءًا من وقتنا لنهديه لمن هم حولنا و لفتت مسامعه كلماتي و استقبلني بالوجه الباسم و قال لي "نعم" .. أتحفنا يا أحمد علّي استفيد مما تقول في النتظيم و التخطيط .. فأنا احب الحديث في هذه الأمور و اثناء حديثي تطرقت للمرحوم نيلسون مانديلا و اعقبتها بـ"رحمه الله" فنسي كل الموضوع الرئيسي و أوقف حديثي قائلا بلهجة شديدة و جافة "و من وين جبتها دي رحمه الله؟؟!!" فقلت له حسب معتقدي الخاص أن الرب أرحم بالأم من إبنها و نحن نرى أمهاتنا كيف يستنفرون لو أدْمَت شوكة أجسامنا ... فكيف لرب جميل أن لا يرحم عظيماً مثل هذا العظيم .. قال لي "جمييييل طيب في آية تقول ((و من يأتي بغير الإسلام ديناً فلن يقبل منه)) ولا وش قولك؟" قلت له أَنَسيت الآية من سورة المائدة التي تقول (( إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون و النصارى من آمن بالله و اليوم الآخر و عَمِل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) ؟؟ وقف بلعثمه خفيفة و أعاد لي الآية معقباً إياها "انت تعرف عنه الإسلام؟" فقلت له و ما دخلي بمعتقده ؟ فقال لي الآية واضحة و صريحة ولا يمكن ان يدخل الجنة غير مسلم .. قلت له "طيب الجنة و النار مو حق الله؟" قال بلى .. قلت له "احنا وش لينا شغل فيهم هو ابخص فيهم و يدخل الا يشوفه يستاهل و يطرد الا يشوفه ما يستاهل" فراح يلف و يدور الى أن أنقذتني زوجتي باتصال تطلبني لإيصالها فانهيت المكامة و قلت له عذرا يا فلان فسأذهب لإيصال زوجتي و للحديث بقية ..

طبعا ليس للحديث بقية لأنني لا أملك الصبر الكاف و لكن قد يكون محقا لأنه قد يكون غير مسلم أساساً فلا أدري لماذا كنت أستشهد له بكتاب المسلمين .. و قد تكون ديانته تنص على أن الجنة و النار ملك لأبيه او عمه أو احد من ذويه .. يدخلون من يشاؤون أي مكان .. فلننسى موضوع الإنجاز و التنظيم و لنتناقش في من يدخل النار و الجنة علها تنفعنا في آخرتنا بدلا من إضاعة الوقت في التفكير كيف نكون أمة منتجة و منجزة فهنالك كفار أنجاس يمكننا أن نغرقهم بأموالنا ليفكروا عنا و نسبهم فهم الذين يحتاجون لأموالنا و ليس نحن من هم بحاجة لاختراعاتهم .. أساسا هم في النار لا محالة فليستفيدوا من أمولنا في الدنيا قبل أن تحرقهم نارٌ شررها كالقصر فنحن من سيفوز بالجنة بلا شك فلهم الدنيا.
انتهى ......

عزيزي الإنسان :-
لا تتقبلني و لا أتقبلك .. و خلينا نحاول نكسر راس بعض و في النهاية البقاء للأقوى .. اصلا ليس من الجميل ان نكون مختلفين بل نكون مثليين حسب تريد أنت او عفوا متشابهين .. فليس لاختلافنا حكمة غير ان نستمر في حروبنا الى ان تصبح الأمة البشرية متماثلة في كل شيء ..

-----------------------------------------------
(*) المؤمنين: هم المجموعة أو الفرد الذين لديهم إيمان شديد بأمر معيّن كمسلّمات دون اتاحة الفرصة لعقولهم أن تأتي بإيمانيات عقلية و للتوضيح هم لا يمكنهم إقناع شخص غير مؤمن بما يؤمنون به دون الاستناد الى النصوص النقلية من الكتب المسلّم بها.

الاثنين، 3 مارس 2014

بيانات و معلومات ...

كثير منا يفكر من باب التكامل و التكافل الإجتماعي في أسباب الفقر التي بدورها تنتج لنا بالفساد عموما فلو بحثنا ما كتبه الغالبية في هذا الأمر هو أن الصحة و التعليم و البطالة و يخلط الحابل بالنابل و يعدد عدة عوامل تؤدي إلى انتشار الرذيلة و التوجّه إلى سلوكيات غير فطرية عند البشر .. فالبشر يحبون الجمال بطبيعتهم إلا أن المؤثرات التي تطرأ على بعض الناس تكون أقوى من نفوسهم فتؤدي بهم للتوجه الغير محمود في غالب الأحيان ..

هنا لن نناقش مدى صحة هذه النظريات أو ما هي تحديداً المشاكل و سنأخذ واحدة منها فقط و هي نقطة التعليم و نرى هل هي العامل الذي بدوره يحل جميع الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى السلوكيات الغير جميلة أم لا ...

مما وصلنا عن أمير المؤمنين و في عهد خلافته أنه تلقى هديتين ليختار أحدها إما هذه أو تلك و في فترة كانت دولة المسلمين في أشد الحاجة للمال .. و كانت الهدية الأولى قافلة ممتده على مد البصر محملة بالأموال و المجوهرات النفيسة و الأخرى كتاب به علوم الدنيا مجموعة فيه .. فاختار الأمير الكتاب حتى في ظل تلك الظروف القاسية و التي ((غالباً)) أي أحد منا دون تفكير سيقدم على اختيار الأموال "و بعدين يصير خير" .. فبطبيعة الحال استنكر عليه جمع من الناس كيف يا أمير تأخذ الكتاب بدلاً من الأموال التي نحن حالياً في أمسّ الحاجة لها في هذا الوقت .. فقال أن هذه الأموال يمكن عمل أضعافها بهذه العلوم و لكن الأموال لا يمكن أن تشتري العلم ...
ملحوظة:-
عزيزي المؤمن خذ العبرة من القصة و ليس بالضرورة أن تكون حقيقية ..

المهم ما علينا ...

هنا سنتوجه إلى وزير التعليم بحكم أنه هو المسؤول عن المدخلات "طالب غير متعلم" و المخرجات "طالب متعلم" أي مليء بالمعلومات و الأدوات "المدرّس" الذين يكونون منتجاً نهائيا للمنشئة "المدرسة/الجامعة" التي بدورها يجب ان تكون مصنعاً لمنتجات جميلة ...

 هل تعرف ما الفرق بين البيانات "Data" و المعلومات "Information" ؟


قد يخلط الكثير من الناس بين البيانات و المعلومات فبالتالي يخلط بين حملة الشهادات و المتعلمين و لهذا بدأ نقاشي مع أحدهم و الذي أدّى بي لتدوين هذا الأمر .. 

البيانات هي عبارة عن أرقام أو عبارات قد نعتقد أنها (معلومات) و لكنها عبارة عن أشياء تؤدي بنا للحصول على معلومات "قد" تساعدنا في اتخاذ القرار المعين سواءً كان جميلاً أم لا .. بمعنى أن تصف لي شخص بوجهة نظرك بأنه على علم و ذو أخلاق و متقبل للمختلفين هذه بيانات أحصل بجمعها على معلومة معينة و هي صورة عن شخص معين و قد أقرر على أساسها التعامل معه ... مثال آخر .. الزواج لدينا في مجتمعنا الغير مختلط بين الذكور و الإناث يكون بعين أحد آخر (أخت/أم/عمة/خالة/..الخ) بوصف معيّن عن زوجة المستقبل و على أساس تلك الصورة التي رسمت أقرر هل أقدم للزواج بتلك الأنثى أم لا و هنا تكون قوة المعلومة ... مثال آخر .. لدينا في برنامج الـ(Excel) أرقامٌ كثيرة في مئات الآلاف من الصفوف معبئة بمبيعات أحد المحال التجارية و مصاريفها و غيرها .. هذه بينات و وجودها كبيانات غير مفيد إن لم أصنع منها تقريراً ملخصاً يفيدني في أمر ما كالنمو المتوقع أو الأرباح المحققة و غيرها .. مثال رياضي .. كلنا -نحن طلاب القسم العلوم الطبيعية- درسنا التكامل في الجزء الهندسي من مادة الرياضيات و أغلبنا يقوم بحل المسائل و ينتج بجواب "صحيح" مع تحفظي على كلمة صحيح و لكن عندما أسأله عزيزي الطالب ماذا صنعت يقول لقد حللت المسألة و جوابي صحيح .. أقول له سيدي أعرف أن إجابتك "صحيحة" و لكن ما هي تطبيقاتها سيدي الفاضل؟ .. *لحظة صمت* و من ثم أممممم و آخيرا إما ندخل في (يمكن كذا و كذا) أو يكون صادقاً مع نفسه و يقول "ما أدري" .. هنا مشكلة أغلب آلات الصناعة التجارية التي خرجتها لنا في صورة ضحايا منشآتنا التعليمية فالطالب سعيد بأنه يحرز أعلى العلامات التي تؤهلة للإلتحاق بالجامعة التي لا يدري هو ماذا ستضيف له أساسا و لكن الأهم أن أحرز أعلى الدرجات ... أن يحل الطالب مسألة التكامل بحل "صحيح" هذا مليءٌ بالبيانات .. لكن أن يعرف أن التكامل هو حساب المساحة تحت المنحنى هذه معلومات ناتجة من البيانات ...

لو سعينا لإنتاج طالب مليء بالمعلومات بدلاً من البيانات سنحصل على نوعين من المنتجات النهائية .. أولا طلاب متعلمين و هم المطلوبين .. و طلاب بيانيين .. لأننا لن نتمكن في المرحلة الأولية لصناعة دولة متعلمة في خطوة واحدة فلسنا نملك لا عصا موسى ولا معاجز إلهية ...

نحن في المملكة مشكلتنا او في أي أنموذج شبيه انه كل ما تقادم بنا/بهم الزمن يزداد الأمر تعقيداً إن لم تبتّ الحكومة و تتخذ قراراً حاسماً في حل مشكلة التعليم .. أما بتطوير آلاتها (المدرسين) و تأهيلهم ليعطوني منتجات جميلة أو أي حل آخر لا أدري ما هو ولا أريد أن أدري فلست وزير التعليم ولا أريد أن أكون كذلك .. لكني أعرف أن مواردنا شحيحة و مقتصرة على البترول فقط -الثروة الناضبة- و هي أحد البيانات التي تلقيناها في مدارسنا و تعليمنا شحيح .. بالتالي نستقدم المتعلمين في المجالات كلها بلا استثناء و الآن نسعود دون تعليم .. الواجب أن نتعلم من الخبرات الأجنبية كيف نكون منتجين أولاً و من ثم نبحث عن سعودة و غيرها .. فيوماً ما ستنضب ثروتنا الوحيدة فنغدو بلا ثروة تعمل الناس ((الأجانب المتعلمين)) بها و نأكل من فتاتها و لا تعليم يخولنا لابتكار أي شيء لنأكل على أقل تقدير فتات الفتات و بالتالي النتيجة واضحة لأي شخص عاقل بالغ ذكر أو أنثى ...

غالبية شعبنا الجميل إذا أبدع كان من المليئين بالبيانات لكنه يعتقد أنه أذكى من غيره و قد يوجهه عقله الباطن ليعتقد أنه عالِم مليء بالمعلومات... فلنسعى لنكون أصحاب معلومات و إن لم تتخذ الحكومة موقفاً من الجهاز التعليمي فلنوجّه من هم حولنا من أبناء و أخوة و آباء و غيرهم و قبل كل ذلك .. يجب أن نسعى لأن نستفيد نحن من بياناتنا لننتج بمعلومة لأننا فعلاً نحتاج الى التغيير العاجل الذي بدوره سيحل غالبية مشكالنا ..

الأحد، 2 فبراير 2014

الكلِم الطيّب ..

قبل فترة شاهدت برنامجاً على قناة BBC عن قبيلة تعيش في أدغال المكسيك .. كان يحاول الباحث أو مقدم البرنامج الحفاظ عليهم كما هم .. فكان البحث الذي قام به من خلال استخدام كاميرات عالية الدقة و يمكن من خلالها التصوير مع الأصوات لكي لا يختلط بهم مباشرةً و حسب ما يدّعي انهم آخر القبائل التي لم تتواصل مع العالم الخارجي .. يعيشون حياة بدائية جداً عراة الأجساد .. يصدرون أصواتا بالصراخ و غيرها .. يقلدون الحيوانات و أصوات تعلموها من الطبيعة فيستخدمونها كلغة للتواصل .. من ضمن الأمور التي نتجت عن بحثه أنهم عند وصول الذكر منهم لسن اللوغ يقوم ببناء صرحٍ ضخم ليثبت رجولته و فحولته .. و هذا الصرح ليس هندسة عظيمة كما هو الحال لدينا في هذه الأيام ... لا بل هو خطير جداً فهو مبنيٌ من القصب ولم أفهم حقيقةً كيف يمكن لهذا القصب تحمل هذا الضغط حيث انه عند إنهاء بنائه يصعد إلى أعلاه و يصدر أصواتاً من الأعلى .. على كل حال هدفه من تصوير ذلك البرنامج الوثائقي كان من أجل الاحفاظ على عذرية القبيلة من وحشية السياسات الدولية و أطماع البشر .. فهو يعتقد أنهم طيبون لوجودهم على سجيّتهم و كما خلقهم ربهم ..

كيف و لماذا نتواصل؟
كان الإنسان البدائي مثله مثل الحيوانات يصدر أصواتاً من خلالها يحاول التواصل مع الطبيعة لتصل رسالة معينة من خلالها ..
ما هي الكلمات؟
هي اصوات معينة طورها البشر ليرسلوا من خلالها مضافاً إليها أحياناً بعض الإشارات لتسهيل مسيرة الحياة ..
ما هو الإسلوب؟
و يتمثل في زيادة و نقصان كمية الهواء الصادر من الحلق مع شدة الضغط على الحنجرة لتنتج لنا توليفة معيّنة من الموسيقى الجميلة أو غير الجميلة مضافاً لها إشارات جسدية من خلالها يسهل وصول الرسالة المراد إيصالها ... ولا بد أن لا نغفل عن أهميته في إيصال مقاصدنا بصورة أكثر دقة لتصل كما نريد نحن ليتم فهم الرسالة كما نريد فالرسالة من مرسل إلى مستقبِل ولا يوجد مرسِل يريد أن لا تصل رسالته للمستقبِل بصورة مغايرة لما يريد هو ...
ما هو أثر الكلمات مع الإسلوب؟
كثيرٌ منّا لا يعي الأثر الحقيقي للكلمات و الإسلوب المستخدم في إيصال الرسائل التي يتلفظها لحظة الحب / السعادة / الحزن / الكره / الغضب / ..إلخ .. أو يعي أثرها و لكن تأخذه العزة بالإثم فيكابر فلا هو الذي أرسل رسالته كما يريد ولا المستقبِل اخذها كما هو مطلوب بالتالي تنتج المشكلة موضع سوء التفاهم ... و كان في هذا الصدد بحث جميل للعراقي الراحل عالم سبيط النيلي الرائع في هذا المشكل في كتاب سماه "الحل القصدي في مواجهة الإعتباطية" و له أيضاً محاضرة على موقع YouTube عنها يوضح من خلالها كيفية التعامل مع المقاصد لا الرسائل المرسلة بالكلمات المرسلة ..

ذات يوم و في أحد المحاضرات الدينية كان هناك طرح لسؤال قد لا يتجرأ الكثير على التفكير فيه و قد أجاب المحاضر إجابة فلسفية قد لا تعجب القلّة من الناس و  السؤال كان عن الخالق .. "إذا كان الخالق خلق كل شيء ، فكما خلق الخير خلق الشر ، فلماذا يخلق الشر؟" قد يراه البعض نوعاً من الاتزان الطبيعي و البعض الآخر يجلس حائراً و آخر يقول ما لي و التفكير في أمر تافهٍ كهذا .. ولا أملك أي وصاية على أيٍ منهم و ما أنا إلا ناقل لما أجابه ذلك المحاضر فقال "إن الله خلق الخير .. و انعدام الخير يتولد عنه أمر جديد أسميناه الشر" و قد يشفي غليل الكثير فكرياً .. و سأترك المجال لكم للتأمل في الجواب ..

عندما نصف شخصاً معيناً بأنه جميل فبلا شك سيمتنّ لنا ابتداءً و سيكون له أثر جيد في انتاجيته بعد إيصال تلك الرسالة ... و هذا لا أعتقد أنه غير واضح للجميع فلن نفصل فيه هو و عكسه عندما نصفه بوصف غير جميل كـ"قبيح" مثلاً سيؤثر سلبا عليه و عليك ..
أحبتي عند استخدام الكلمات الجميلة مع الجميع (الصديق و العدو) ينتشر الود و السلام بين الجميع .. و ذلك ليس من باب المثالية و ادعاء ما لا نقوم به .. كلنا غير معصومين عن الخطأ و لكني أعكس لكم أحبتي تجربتي الخاصة في التعامل الغير حسن و الحسن .. إن لها دوراً محسوساً و سريع الأثر على كل ما هو حولنا و كيفية نظرتنا لكل ما يحيط بنا من أحياء و جمادات .. و إن استبدال كلمة قبيح بكلمة غير جميل لها أثر ألطف بكثير لمستقبِل تلك الأصوات .. و أثرها ليس فقط على المستقبِل كما يعتقد الكثير .. بل يمتد الأثر لينال منها مرسلها ولو الشيء القليل .. فالنفس تمرض و تشفى و مما يمرضها إيذاء الآخرين بالكلمات الجارحة و تشفى بالإعتذار .. عندما تحب الإنسان لكونه إنسان بعيداً عن ما تعتقد مما يتكون هذا الكيان الإنساني و إن رأيت منه غير ما يسرك ... لا يوجد في هذه الدنيا وحوش بشرية بل هم ضحايا مؤثرات خارجية طرأت عليهم من مرسلين آخرين الذين بدورهم تأثروا من آخرين .. إن أفضل طريقة و أجمل وسيلة لمحاربة الشر هي نشر السلام و التواد و التراحم و يا من تلزم نفسك بدين الإسلام فإن رسالة قائدك و معلمك و مصدر كل ما أنت تُلزم نفسك به يقول " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .. و أين نحن من الأخلاق أساساً هذه الأيام؟ و لو لاحظنا كيفية إرساله للكلمة الجميلة يقول لأتمم .. أي لا ينفي الأخلاق عن المستقبِل فيرسل لهم إنتم أناسٌ جميلون و على خُلُقٍ جميل و لكني سأملأ لكم بقايا روحكم من الأخلاق الكريمة لألا يتسع مكان لما هو غير جميل ...

أحبكم جميعاً و أعتذر إن أذيت أحداً بقصد أو بغير قصد و سأختم بكلمة قرأتها للجميل وديع سعادة ..

"هل جلستم مرّةً مع العدم؟
كيف لعدميٍّ إذن أن يوصل إلى الممتلئين بالحياة كلاماً مفهوماً؟ كيف يقنعهم بأنَّ الكلمات مخلوقات أخرى غير ما يعتقدون، لها طبائعها وأمزجتها ومفاهيمها التي لن تخطر لهم على بال؟ مخلوقات شبحيّة متقلّبة خبيثة ومفترسة. تكون تمضغهم في الوقت الذي يعتقدون أنّهم ينطقونها. وتكون تُضلّلهم في الوقت الذي يعتقدون أنّها الطريق. وتقتلهم حين يظنّون أنّهم يحيون بها، ويحيون إذ يمحونها ..
-وديع سعادة-"

الجمعة، 3 يناير 2014

لو كنت مكانك ...!



تشير عقارب الساعة إلى الواحدة و الخامسة و العشرين دقيقة من بعد ظهيرة يوم عيد الفطر السعيد من عام 1406 بعد هجرة نبي الإسلام و في مستشفى عبدالله فؤاد في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية .. كانت أول صرخة باكية يلفظها طفل ولد بين أب عظيم يدعى عبدالرسول الغانم و أم عظيمة تدعى فتحية الفارس و قد اتفقا على تسميته أحمد تيمناً باسم جده من أبيه .. ذلك هو أنا ...

سأحاول أن أستعرض (جزئاً) من سنواتي السبعة و العشرين الماضية أمامكم علّكم تصلون معي لما أرمي إليه ...

أبي و أمي يحملان صفاتٍ كثيرة لست في صدد مناقشتها و لكن لي والد يتلذذ بالفنون و يعزف على آلة الكمان من قبل أن أبكي بعد أول نفس لي في هذه الدنيا الذي ذكرته بداية الحديث .. و والدي أيضاً يحب البحر منذ القدم و قد يعود ذلك الشغف بالبحر و الاهتمام بالطبيعة لأسباب كثيرة أهمها أنه نشأ على ضفاف واحة القطيف المليئة بغابات النخيل التي يبلل أطراف ثوبها الذهبي خليج القطيف حسب ما يسمى في الخرائط القديمة .. أدخلت معي والدي هوايتي الغوص بعد تقاعده نوعا من رد الجميل إذ إني توجهت يوما ما للموسيقى بسبب أنني تأثرت بنشأتي في بيتٍ يتجرع الفن حتى أصبح يسري في الدماء .. أما أمي يا إلهي .. أمي تلك الحنونة التي غالبا لا تظهر مشاعرها و تحنو علينا من دون أن تشعرنا .. لماذا؟ لا أدري و لكنها كذلك و لكني أحبها كما هي .. فكل إنسانٍ جميلٌ كما هو فقط وفقط .. و لكني لن أتكلم كثيراً عن أمي فمجتمعنا لا يقبل الحديث عن النساء في العلن .. فعذرا أمي و لكني أحبك كثيراً ..

عند ولادتي في هذه الدنيا كان لدي أختين اثنتين جميلتين الكبرى سارة التي تكبرني بسبع سنين و بعدها صبا التي تكبرني بخمس سنين .. سارة كانت كثيراً ما تلعب دور الأم فعلا و تشارك في التربية دائماً .. أما صبا تلك الشقية التي كانت صديقتي –غالباً- و شريكتي في الجرائم البريئة التي لن أذكر لكم أيا منها أبدا :) .. و بعد أن أتميت عشر سنوات و نصف السنة رزقني الله بأخ طيب إسمه علي ...

دخلت مدرسةً تدعى ذات الصواري عام 1412 بعد الهجرة لمدة ست سنين ثم ثلاثٌ قضيتها في مدرسة تدعى مدارس القطيف الأهلية لألتحق بمدرسة يسمونها دار الحكمة لأتمّ آخر ثلاث سنوات من المرحلة التأسيسية للإلتحاق بالجامعة .. وُفِّقتُ كما أعتقد في الالتحاق بجامعة الملك سعود بمدينة الرياض لأعيد تاريخ والدي فيها بنفس الكلية (كلية العلوم الادارية) حتى تخرجت بعد سنواتٍ خمس منها واحدة بسبب إهمالي الذي تسبب في تأخيري الدراسي و لكني جدا فخورٌ بما استفدته من علاقات اكتسبها التي فيما لو تخرجت حسب الخطة الدراسية لما ظفرت بأصدقاء جميلين جداً فالحمد لله أنه جعلني من البليدين لفترة لأنتظر تشرفي بأصدقاءٍ الذين ليسو من القطيف منهم من كان من القصيم و منه من جازان و آخرون .. على كل حال في تلك السبعة عشر سنة التي قضيتها في الدراسة و الشقاوة غالباً كان معي زملاء –محددين- و مدرسين أيضاً كذلك و لا يخفى عن كل من هو قريب مني أن لي أيضاً أصحاب ومتغيرين بطبيعة الحال كلهم شاركوا في صناعتي و صقلي بشكلٍ مباشر أو غير مباشر ... في وقت و ظروف سياسية و اقتصادية معيّنة .. بعضها جميل و بعضها غير جميل كما كنت أراه آنذاك ..

تخرجت من الجامعة و بهواياتي المتعددة و طموحي للظَفَر بأعلى الرتب في تلك الهوايات و غيرها حيث أني كنت و لا زلت و سأظل أحلم بمستقبلٍ أجمل و لي بلا شك دورٌ فاعلٌ فيه ..

لن أكمل باقي سنواتي السبعة و العشرين و هناك بعض الأمور أفضّل أن أسرها فحياتي ليست كتاباً مفتوحاً للجميع و لكني استعرضت ما استعرضت لأتوجه للجميع بسؤالٍ لا أريد أن تجاوبونني عليه أو حتى تنشروه .. لكني أريد أحبتي أن تجاوبونه بصدق بينكم و بين أنفسكم و هو "هل ما ذكره أحمد ينطبق تماماً على حياتي؟" و إذا كان الجواب (لا) إسألوا أنفسكم "هل حياتي و ظروفي مشابهة لحياة و ظروف أحمد؟" .. أيها الأحبة قد يلومني البعض عن أي تصرف أو إجراء أو قرار اتخذته أنا في حياتي ((الخاصة)) ولا ألومهم فكلٌ له رأيه .. لكني أيها الأحبه أريد أن أعلمكم يا من تقول –لو كنت مكانه لفعلت و عملت- صدقوني أيها الأحبة لن تفعلوا إي عمل غير الذي عملت .. أتمنى أن تكون فكرتي وصلت و أن لا يحاول أحدهم أن يتسلق على أحد و يعتقد أنه سيكون مكان أحدهم فكلٌ له حياته و ظروفه و وقت معين لم و لن يتماثل مع أحد و إن تشابه فلن يكون مثله تماماً ..

هه << بضحكةٍ ساخرة أقول لك:
يا صديقي أنا على يقين أني لو كنت مكانك ... لفعلت مثلك تماماً ...