تابعني على تويتر

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

رسالة الى عقلاء و مثقفي العالم ...

مصدر الصورة : http://www.verader.com

عندما بحثت عن كلمة مثقف في اللغة العربية و التي أصلها كما تعلمون ثَ قَ فَ وجدت أن أغلبها يدور حول التعلم و ازدياد المعارف و التأدُّب و كلها نسبية ففي النهاية و حسب ما اعتقد أن المثقف يجب أن يكون شخصٌ أمره نسبي يختلف من مكان لآخر و من زمان لآخر و الطريف اني استنتجت - أن من واجب العقلاء و المثقفين ان لا يستخدموا هذه المصطلحات (مثقف ، عاقل ) تأدباً مع من لا يقيّمهم كمثقفين حسب ثقافته طبعاً ههههه – و لكن أهم ما شدني في هو أن (ثقّف المعوجّ أي سوّاه و قوّمه) ولا أدري من هو المعوجّ حسب تقييم المُقيِّم ابتداءاً حسب مبدأ التسليم بنسبية الأمر ..

كثر تداول هذين المصلطلحين مؤخراً أو قد لم أنتبه لهما إلا مؤخراً (عقلاء و مثقفين) ، ولا أدري عن مدى الوعي الذي يحمله الخطيب عندما يقول "يا عقلاء المجموعة المعيّنة" أو في موضع استنكار او استخفاف "يحسب نفسه مثقفاً" و كأنني أراه -أي الخطيب- ضمنياً يدّعي بأنه أحد العقلاء أو المثقفين اللذين على ما يبدو أن كلاهما صفة محببة لدى المجتمعات الإنسانية .. أي أن تكون مثقفاً أو أحد العقلاء المزعومين..
لا أزال مُصرّا على استقلالية الأفراد في نهج طريق هم اختاروه بناءاً على وعيهم بما هو (مُلزِم) لهم بعد أن يدّعون انتمائهم له -كما هو الحال مع المثقفين المزعومين– فأين هي كتبهم أو أنظمتهم التي نحاسبهم عليها ، فأستغرب شخصاً ما يدعو بوجود أرضية ثابتة لإقامة النقاش المعيّن أو مُسلّمات معينة لتكون نقطة انطلاق يبدأ منها حواره و يفاجئني بأنه يخاطب "المثقفين" المزعومين اللذين لا ادري من هم أو أين هي كتبهم و معتقداتهم لكي "اعرف كيف اتناقش معهم" ... ولكن على ما يبدو أن الأخ زاهر النشمي قد لخّص الكثير عندما قال لي بلسان حال الخطيب : "المثقفين صدقاني والعقلاء أنا واللي تفكيرهم نفس تفكيري." أي كما ذكرت سلفاً بأن مُخاطِب المثقفين و العقلاء الذي هو منهم أو (راعيهم) الذي نصّب نفسه بنفسه عليهم ، هو أو هو معهم من يحدد أو يحددون كيفية سلوك الآخرين أو انتمائهم لهم ليحظوا على شرف الحصول على وسام (عاقل) أو وسام (مثقف) في حال امتثلوا لأوامرهم بغض النظر عن مدى اقتناعهم بما نصّو لهم عليه ... تبا له من وسام.

كلنا "تقريباً" اختلط بمجتمعات مختلفة عنا من كل أقطار الكرة الأرضية و تعرّف ولو على جزء قليل من الحضارات المتباينة فهذا حسب ما أتوقع أنه يمثل أو يشكل "ثقافة" معينة في الشيء المعيّن موضوع التثقّف اذا اتفقنا أن الثقافة هي شيء مكتسب من الآخرين و بهذا يتفنّد كون الثقافة شيء من الإبداع أو الابتكار لنفخر او نتفاخر بها ، أو لتعبير أدق أن ينتج "المثقف" مُنتَجاً جديداً لم يسبق حسب التاريخ البشري أن أنتجه بشر قبله ... و إذا اتفقنا انها شيء نابع من الذات فهنا سيكون عندنا تناقض كبير من ناحية الأولوية لمن .. و للتوضيح سأضرب مثلا حسب "ثقافتي الموسيقية" و لو أنها ستكون غير مقبولة للكثيرين و لكنها واقع يهرب منه البشر عموما و هو (حقوق التلحين) التلحين حسب ما نعرفه نحن (الموسيقيين) أنه عبارة عن ((توليف حروف الموسيقى السبعة بطريقة معينة لاخراج جُمل موسيقية (جديدة) .. و يمكن الاقتباس وفق شروط معينة)) .. و هنا اعيد توجيه النظر الى (( توليف )) حروف و هذه الحروف موجودة مسبقاً و لم يخترعها أحد من الفراغ و لكنه صادف ان فلان أول من (( ولفها )) بالشكل المعيّن و اصبحت تنسب له و كأنه جاء بشيء من فراغ ؛ و كل ما قام به هو انه استخدم ما هو موجودٌ اساساً أو للتوضيح استخدم ما اكتسبه << من الآخرين فنعود لنقطة البداية فهي عملية مكتسبة غير منبثقة من العدم او ليست بشيء مميز .. و اذا اتفقنا الآن ان الثقافة هي شيء مكتسب فلا يدٌ لك فيها و "إن" تأثرت أو أُعجبتَ بـ"ثقافة" معيّتة و لم تعجب الآخرين .. و كان توضيحي ايضا لنقطة ((اكتساب)) الثقافة انه لا مفخرة فيها لمن يتلوها او يحفظها او حتى يتأثر في معاملاته بها فهي فخر من بدأها فلن اكون فخورا بنفسي قط ما إن صنفني أحد كـ"مثقف" فهو شيء يحجّمني حسب ما أرى انا. - فلا احد يحسب نفسه وياهم هههه :) -

ختاماً أنا لا اعتقد بأن أي ثقافة اتأثر بها ستخولني لمصادرة حق الآخرين الطبيعي في التعبير عن آرائهم و نشر "ثقافاتهم" و إن كانت غير مقبولة حتى بالنسبة لي فكلٌ له نهجه و رأيه و إن لم يعجبني .. فمن عدم الأدب أن لا تلتزم بثقافتك التي من مرادفاتها التأدّب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق