تابعني على تويتر

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

متطرفوا الشيعة ..




يومياً و بشكل مستمر نسمع طرائف من المواقف التي تصادفنا أو نتناقلها مع الأصدقاء و الأصحاب في مجالسنا و أعمالنا و غيرها من الأماكن ، لكن مؤخراً تفاجأت و أضحكني و أبكاني في نفس الوقت موقف البعض في يوم عاشوراء من الذين أخذتهم العزة بالإثم فراح يحرم و يكفر من يتاجر في هذا اليوم و لم يغلق متجره و بشكل خاص في القطيف .. و أعدها تعدّيا و عدم احترام للمذهب عامة و أهالي القطيف خاصة ، و لكن قبل الدخول في الموضوع جمعت بعض الاستفتاءات من الموقع الرسمي لآية الله السيد علي السيستاني دام ظله الشريف في صدد إحياء الشعائر الحسينية و هي كالتالي:-
السؤال رقم 3
السؤال: قد يقوم بعض المؤمنين في شهري محرم وصفر بل في عموم أيام المناسبات الحزينة ببعض الأعمال التي قد لا تكون مناسبة، منها على سبيل المثال: الزواج، الانتقال إلى بيت جديد، شراء أشياء جديدة كالأثاث والملابس وغيرها، والتزين في البدن واللباس، ابتداء مشاريع جديدة، وغير ذلك. فما هو الموقف الشرعي المناسب لذلك؟
الجواب: لا يحرم ممارسة ما ذكر في أيام المناسبات إلاّ ما عُدَّ هتكاً كإقامة الفرح والزينة في اليوم العاشر.
نعم ينبغي أن لا ينفذ في أيام مصائب أهل البيت (ع) وحزنهم ما لا يوقعه الإنسان عادة في أيام حزنه ومصابه بأحبائه إلاّ ما اقتضته الضرورة العرفية، فيختار وقتاً أبعد عن المساس بمقتضيات العزاء والحزن. والله الموفق.

السؤال رقم 4
السؤال: هناك بعض الأقراص الحسينية (الليزرية) يظهر فيها بعض الشباب من دون ارتداء القميص فهل يجوز للنساء مشاهدة تلك الأقراص؟
الجواب: لا يجوز للمرأة النظر إلى ما لا يتعارف النظر إليه من بدن الرجل مثل الصدر والبطن ونحوهما على الأحوط.

السؤال رقم 5
السؤال: ما حكم فتح الأماكن التجارية في أيّام تاسوعاء وعاشوراء أبي الأحرار سلام الله عليه؟
الجواب: إذا عدّ نوعاً من عدم المبالاة بما جرى على أهل البيت (ع) في هذين اليومين الحزينين فلا بدّ من تركه.


السؤال 6
السؤال: يقام العزاء الحسيني في منطقتنا على طريقة العزاء البحريني، بمعنى احتواء العزاء على أطوار أو ألحان مختلفة ولربما شابه أحد هذه الألحان الغناء المتعارف في مجالس اللهو أو في غيرها فهل يجوز استعمال هذه الألحان والأطوار في العزاء الحسيني أم لا؟
الجواب: إذا لم يعلم كون تلكم الألحان من الألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب جاز استخدامها في قراءة التعزية ، وإذا علم ذلك لم يجز.


أما بالنسبة للسؤال 3 حسب ترتيب المصدر فحقيقة كنت أعرف بعضاً منه و لكني لم أعلم أن الخصوصية لليوم العاشر فقط أي لا تشمل ليلة العاشر و لكنا مع الأسف في القطيف نوصلها إلى نهاية صفر .. عموماً أنا لا أوافق على ما أعتبره أنا شخصياً تعطيلاً مبالغاً و أركز النظر على أننا لم نسمع بأن أحد أهالي القطيف أقام زواجاً خلال شهري محرم و صفر و أعيد بما أن الشرع لا يرى إشكالاً فيه فهذا يعتبر تعطيل للمؤمنين ..

أما بالنسبة للسؤال 4 أي مريض أنت عزيزي؟ أنت مكانك مشفى الأمراض النفسية فأي ريبة أو شهوة ستقع في قلب امرأة لرؤيتها رجل جسمه مليءٌ بالآثار الحمراء و شديد اللمعة من كثرة العرق ، أنت فعلا مبتلى في نفسك فأنت أحوج لمراجعة الطبيب بدلاً من مراجعة المرجع الديني ، و أنتِ عزيزتي يا من تخشين الوقوع في الشهوة أو الريبة من رجل منظره أبعد ما يكون عن الجاذبية اذهبي مع المستفتي الى المشفى فكلاكما في أمس الحاجة للعلاج ، و هذا السؤال سيجرنا لسؤال آخر عن جواز خروج الرجل الوسيم الذي قد لا تتحمل النساء جماله فيغتصبنه و تحمل تلك المرأة بولد غير شرعي .. فهل يجوز له الخروج من بيته يا مولانا كاشفا لوجهه أم بلثم وجهه؟ .. و إذا أصبح معروفا في المجتمع فهل يستطيع الخروج من منزله ابتداءا؟ .. زبدة الكلام الأمراض النفسية هناك طبيبٌ أفنى الكثير من جهده و وقته ليعالجكم ولا حرج في مراجعته.

أما بالنسبة للسؤال 5 كما هو واضح أنه حسب ما يدّعي البعض أن كلمة "إذا عدّ" هي تخص الأحكام العرفية فأنا أطالب كل من يدّعي عرفاً ما في مكان جغرافي معين أن يأتي إما بمسح كامل شامل للمجتمع أو بدراسة إحصائية تحدد وقوع الظاهرة من عدمها حسب المشاهدات وفق عينة مناسبة للدراسة المعينة في موضوع البحث قبل أن يكون كالأحمق فيفترض افتراضاتٍ لمجرد أنه رآها في بيته الخاص ، يا أخي لقد تطورت طرق البحث و كل العالم يتقدم بالعلم ليسهل عليه قضاء حوائجه و أنت لمجرد أن قال الشيخ أن هذا عرف قررت معه أنه عرف ففرضته على من لك وصاية و ولاية عليهم ، لا تكن إمّعة تنعق مع كل ناعق.

أما بالنسبة للسؤال 6 هنا لا أريد مناقشة أو تحليل ، فقط أريد أن أوجه سؤالاً للسائل – و أنت وش مدريك عن مجالس اللهو المحرم و وش يناسبها و وش ما يناسبها؟- عجيب أمرك ...

بعد هذه الأسئلة أود أن أعلق أولا على ما جعلني أكتب هذه التدوينة و هو استيائي من بعض المتحمسين من أهالينا في القطيف لتحريم رزق من يطعم عياله من رزق هذا اليوم و يحرض على مقاطعة التجار الذين لا يعطلون مصالح المؤمنين في هذا اليوم في الحقيقة أنا أتعجب من تشكيكك في حلية أموال الناس مع أن هناك ما هو أوضح لك من أموال تختفي ولا نرى تقاريرها المالية و أوجه صرفها و لكن لمجرد كون المسؤول عنها فلان أصبح ليس من حقك التدقيق وراءه ، و لا أريد التفصيل أكثر و لكني أطلب منك أن تكون أكثر صدقاً مع نفسك أولاً و أخيراً لتضح لك بعض الأمور ..
و ثانياً أتفاجأ ممن يتهم الهيئة المدعوة بـ "هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" بأنها تفرض على الناس الإغلاق في أوقات الصلاة التي لا يصلي فيها الشيعة أساساً أي وقتي صلاة العصر و صلاة العشاء علماً بأن أهالي القطيف ذات الأكثرية الشيعية من التجار و الموظفين الذين يجمعون جمع التقديم في الظهرين و العشائين و علماً أن أهالي القطيف 100% من الشيعة .. كيف تنكر عليهم فرضهم تعطيلك في وقت لا تصلي فيه لمصالحك و عائلتك بحجة أنه وقت صلاة .. إنه نفس المنطق الذي تريد فرض ما ليس لك حق بفرضه على الآخرين احتراما لشائر هو لا يمارسها حيث أنها غير واجبة حتى على من هم من متبعي نفس مذهبك .. و لا تكتفي بمقاطعتك بل تحرض الآخرين للمقاطعة ، هل فكرت في زوجاتهم و عيالهم الذين بانتظار لقمة عيشهم التي أن أنت و غيرك نجحوا في كسر هذا التاجر في السوق بسبب حماسك و طيشك سيحرموا منها أو سيضيق عليهم في معيشتهم ، عزيزي فكر قليلاً قبل أن يغلب حماسك على عقلك و يخفي عنك الكثير من الزوايا التي قطعاً انت غفلت عنها إن كنت منصفاً للآخرين كما تريد رب عملك السني أن ينصفك بتعطيل مصالحه التجارية لتمارس شعائرك الدينية من منطلق احترام الآخر .. فكر عزيزي في مدرسة التسامح التي تدعي أنك تنهجها لأهل العصمة و الطهر و العفاف أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين.

الشق الآخر و هو بعض الأسئلة العجيبة التي يطرحها المستفتين الذين لا أدري هل هم أتموا جميع التكليفات الإلهية و لم يتبقى غير شيء واحد فقط يتمثل في سؤال جدّ عجيب غريب و هذا ما يخالجني من شعور عند قرائتها و انا اتخيل سائلها ، هل هذا الشيء الذي تبقى لتسأل عنه و بذلك تقول الحمد لك يا ربي إذ أنعمت علي بإتمام كل ما كلفتني به؟

و سأختم بسؤال عجيب كمثال لآخر سؤال تبقى لإكمال التكليف الشرعي و قد نشرته في شبكة التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" و مع الأسف اعتقد الكثيرون أني طارح السؤال J فضحكت كثيراً لتعجبهم من انحلال سؤالي –الذي يعتقدون أني سألته- فاطمأنيت أني لست الوحيد الذي يعتقد أن السؤال فعلا عجيب و لكم السؤال و الجواب و المصدر و السلام ختام

السؤال رقم 2

السؤال: هل يجوز حلق شعر العانة بالآلة الكهربائية ؟
الجواب: يجوز.


الأحد، 12 مايو 2013

تيسون و الراعي ...

مصدر الصورة : http://www.forum.an3m1.com/t91649.html
يحكى أنه و في أحد الصحاري البعيدة قطيعٌ من أزواج الخراف يعيشون بسلام و يأكلون البرسيم في كل صباح و مساء دون أن يعكر صفو مزاجهم أحد ، و في ليلة ظلماء كان ما لم يتوقعه أحد إذ هاجمهم قطيعٌ من الذئاب المفترسة فقتلوا منهم مقتلة عظيمة تزيد عن حاجتهم في الأكل ، فراحت تلك الأغنام تجري فزِعة لا تدري إلى أين تولّي وجهها ، إلى أن تعبت الذئاب فلاذت بالإنصراف .. تجمعت الأغنام المتبقية باكيةً على ما جرى عليها من مصابٍ عظيم ، فتيتّم من تيتّم و ترمّل من ترمّل ، و من ثم نام القطيع بعد ان خارت قواه بين الهرب و البكاء.
أصبح صباح اليوم الثاني و هو ليس كعادته صباح جميل حيث الخراف كانت تستعيد قواها تدعو الله ان يبعد عنها وحوش الصحراء .. أكلت البرسيم كعادتها الى أن حل المساء و تكررت المأساة من جديد ، و أصبحت صبيحة اليوم الذي يليه و إذا بصوت كلب من بعيد فتوجست الخراف لا تدري ما تصنع و أصبحت في ريبةٍ من أمرها .. أهي الذئاب أم ماذا!! .. اقترب الصوت و إذا برجلٍ و معه كلبا حراسة ، وصل الرجل و رأى قطيعاً لا بأس به في صحةٍ جيدة و إن لم يخلو من بعض الخراف المتضررة إثر هجمات الذئاب المتتالية .. فقرر الرجل أن يبدأ رعاية الأغنام بعد مشاورة رئيسها .. فراح لأكبر تيس و قال له : مم تشتكون ؟؟ رد عليه : انظر يا بني إلى قبيلتي .. نحن هنا من القِدَم نعيش بأمانٍ في هذه الصحراء .. نتنقل اينما توفر الماء و الطعام و نعيش حياةٍ هنيئة .. إلى ان ظهرت الذئاب في الأرجاء فعكرت صفو حياتنا .. قاطعه الرجل فقال له : إذا أنتم لا تحتاجون إلا لمن يحميكم .. رد التيس : نعم يا بني .. فوعده الرجل بتوفير الحماية مع بعض الشروط و منها التنفع بصوفهم و روثهم و التضحية ببعض أفراد القطيع بين الفينة و الأخرى بدلا من التضحية بالجميع و هي النتيجة المنطقية إن تُرِكوا للذئاب .. فقرر كبير الخراف بحكمته و رجاحة قراراته ان ينصاع تحت حكم الرجل و فعلا عاشوا حياة أكثر أماناً.
و مع الأيام رُزِقَت أحد تلك الأزواج بتيسٍ صغير أسموه "تيسون" ، أحبّوه و علموه كل ما تعلموه في ما مر عليهم من أيامً مضت و خبراتٍ تعلموها .. كَبُرَ ذلك التيس الجميل و كله أحلام و طموح لتطوير ذلك القطيع فيكون ذو فائدة و بصمة حميدة ، فراح يبحث عن الفرص التي من خلالها يمكنه أن يحقق احلامه ، ففكر بتجارة البرسيم المسمسم (برسيم بالسمسم) حيث أنه ملّ من أكل البرسيم العادي يومياً فقد رأى فيها فرصةً استثماريةً جيدة .. فبدأ بترتيب أفكاره و قرر أن يبدأ العمل .. بدأ العمل بالفعل و راح يشتري السمسم من خارج البلاد حيث أن هناك غابة بعيدة تنتج السمسم الجيّد و اللذيذ .. بعد فترة من العمل الشاق انتبه الراعي أن الأغنام لم تعد تأكل البرسيم الذي معه و تأكل من برسيم التيس الصغير "تيسون" .. ففكر الرجل بأن يستفيد من ذلك التيس المسكين فأسرع له قائلاً : اسمع يا تيسون .. لولا وجودي هنا لما ولدت أنت و تربيت في بيئة صحية و نشأت بهذا الفكر المنتج .. و أنا سعيدٌ جداً بما وصلت له و أنا فخورٌ بأن في قطيعي تيساً مثلك و لكن من المهم جداً أن لا تنسى أني أنا صاحب الفضل في وصولك لما وصلت له فلو لم أكن أحمي عائلتك فقد تكون رحت ضحية منذ كنت نطفة حقيرة .. و لكن كل هذا بفضلي .. قاطعه تيسون قائلاً : أنا أُقدر كل ما فعلته يا أيها الراعي الكريم .. و أنا لا أعرف كيف أرد لك هذا الجميل .. قاطعه الراعي قائلاً: اسمعني يا تيسون .. أنا سأشاركك في عملك و لكن مشاركتي ستكون بحماية ممتلكاتك كما أحميك و أسرتك .. و لكني سأفرض عليك بعض الضرائب مقابل استخدامك للمساحات في أرضي .. فاتفقا على ذلك ..
و مرت الايام و تجارة تيسون في تطوّر فصار محتاجاً لمن يساعده في أداء الأعمال فعرض على بعض الماشية العمل معه مقابل البرسيم اللذيذ مجاناً .. و لكن ما طلبوه بالمقابل كان عالياً في التكاليف .. فراح يفكر في طريقةٍ يوسع تجارته فيها بحيث لا يتضرر هو في تجارته إلى أن أتت الفكرة الجهنمية .. و هي أن يستورد الماشية التي ستساعده من الصحاري المجاورة ، و فعلا همّ بالسفر و وجد ضالته و احضر الماشية و بدأ العمل .. بعد فترة من الزمن لاحظ الراعي بأن العمل تزداد مكاسبه .. فراح يسأل تيسون عن تجارته و ما فعله فيها .. فعلمه بالذي حصل .. فابتسم الراعي و هو يدعك لحيته فقال : اسمعني يا تيسون .. ما اتفقنا عليه هو مقابل عملك لوحدك دون مساعدين .. و لكن هكذا العمل بدأ في ازدياد و مسؤوليتي كبرت فلا بد علي من زيادة الضرائب عليك .. فتسائل تيسون و هو حزين و رأسه الى الأرض قائلاً : و هل لي بخيارٍ آخر؟ .. رد الراعي مباشرة : لا .. فعملي لا يقل عن عملك .. إلا اذا كنت نسيت أفضالي عليك. فمشى تيسون و هو حزين و يفكر كيف يكمل عمله دون أن يتضرر حيث أن الراعي فرض عليه ما لا يطاق .. فلم يجد حلا غير أن يحاول أن يزيد المبيعات و بذلك تزداد ربحيته حيث ان هامش الربح قليل و متطلبات الحياة في ازدياد ، فراح يعمل بجدٍ و بدأ بتوسيع ميزانية الإعلام لتزيد مبيعات ظنا منه أنها الحل الوحيد ... و بالفعل وُفّق تيسون في عمله و زادت مبيعاته و الراعي ليس لديه الا المراقبة ففكر في خطة يضيّق فيها على تيسون المسكين .. فذهب له ذات يوم منادياً : تيسووون .. يا تيسوون ... هب مسرعا له تيسون و هو يدعو ربه بأن لا يخترع له مزيداً من الشروط و الأنظمة العجيبة التي بات معتاداً عليها : تفضل يا عمي الراعي .. ما ورائك ؟ .. رد عليه قائلاً : اسمع يا تيسون أنا أرى انك اجتهدت و عملت جاهداً و نجحت في اجتياز فترات عصيبة مضت و أنا جدا فخور بك و لكنني يعز علي أن أرى ابناء عمومتك هنا يأكلون ولا يعملون .. فأريد منك ان تعلمهم الصنعة و ان توعيهم على أهمية العمل .. رد تيسون : شكرا لك و لاهتمامك .. لكني فكرت فيهم ابتدائاً قبل ان ابدأ بالتوسع و لكنهم كانو يطلبون مالا أطيق دفعه لهم .. و هم أساساً لا يفكرون في غير النوم و الأكل .. و هذا ناهيك عن أني لا أحتاج إلى اضافة عمال .. حبث طاقتي الاستيعابية لا تحتمل أن أزيد من العمال .. فقال له : لكنهم ابناء جلدتك .. و يوما ما ستتركك الخراف المستوردة (و ما الك الا ولاد البلد) .. راح يفكر تيسون يقلبها يمينا و شمالاً و قال : و ماذا اصنع بمن معي من عمالة أكفاء من الخارج؟ .. قال له : يجب عليك أن تشغل عن كل خروف أجنبي خروفين مواطنين ... فرد عليه : و لكن لن اطيق دفع تكاليف اضافية .. رد عليه الراعي : مو شغلي .. دبر حالك ..

المهم تيسون انتحر و في رواية ان مرارته فقعت .. و توتة توتة .. خلصت الحدوتة .. حلوة ولا فتفوتة :)

السبت، 6 أبريل 2013

ما ترضاها على نفسك .. لا ترضاها على غيرك ..









أنا من متابعي قناة National Geographic و المغرمين بها .. و قد يكون ذلك عائدٌ لشغفي و هوسي و اهتمامي بالحيوانات منذ إدراكي لما هو حولي .. و كما تقول والدتي دائماً و أبداً " لكن الوراثة تلعب دور " فعرفت أنني قد أكون ورثتها من والدي الذي كان يربي الحمام بشكل رئيسي في صغره مع أني لم أراه يقتني حيوانات في حياتي قط و حيث انني كنت أنا من يطلبها و هو سعيد بما أصنع و يساعدني في تربيتها .. على كل حال لفت انتباهي في متابعتي لهذه القناة الجميلة أنهم باستمرار لا يتدخلون في الطبيعة فعملهم المستمر هو مراقبة سلوك الحيوانات مع عدم التدخل في تغذيتها أو حتى مساعدتها في أغلب الأحيان ؛ فعلى سبيل المثال عند كونها فريسة ضعيفة و سهلة أمام أحد تلك الضواري البرية .. و كنت أستنكر هذا الأمر ابتدائاً حتى بدأتُ أستوعب أنه من الواجب عدم التدخل في الطبيعة و ربطت هذا الأمر بما كنا ندرسه في مادة الأحياء و العلوم التي كنت مغرم بهما و هو أن الحيوانات اللاحمة تتغذى على بعض الحيوانات الأخرى التي قد تكون نباتية و النباتية تتغذى على النبات و النبات يغذى على الماء و الضوء إلا البشر يتغذون على كل ما تصل له أيديهم المتوحشة فبذلك تكتمل دورة الحياة التي ما دمنا نتدخل فيها باستمرار زاد دمارها.
جدير بالذكر اقتناء الحيوانات في المنازل (الأليف منها و المفترس) .. و سأسلط الضوء على مربي الحيوانات الأليفة و بشكلٍ مُختصَر .. هناك نوعان من المقتنين .. الأول يقتني بهدف الاستمتاع بمنظرها الجميل و آخر لصوتها العذب .. أما النوع الآخر فهو يقتني للأنتاج .. و هو النوع الأجود بين المقتنين .. فهناك نظرية تقول " بكل حيوان منتج في البيت حماية لحيوان في البرية " قالها أحد المنتجين المُحترفين في شرق آسيا من منتجي سمكة المهرج "Clown Fish " أو ما اشتهرت في فيلم ديزني بإسم "نيمو/Nemo" .. و هو صادق إلى حد كبير .. و بشكل واضح تحديداً مع الحيوانات المهددة بالإنقراض (الغالية الثمن بطبيعة الحال) .. فلو أنتجنا إنتاجاً تجارياً في أماكن متخصصة تحت إشراف فريق متخصص فبذلك نمنع الصيد الجائر و الغير منظم و الذي يساهم في القضاء على البيئة كما سيتضح لاحقاً.
كنت أتسائل في صغري عن أمر أردده باستمرار على والدي و قد كان "أبوي .. وش فايدة الدبّان ؟؟ بس يزعجونا؟؟" -الدبّان هو جمع ذُبَاب باللهجة العامّية- فكان يضحك .. و للمعلومية فإني لا أعرف الإجابه على هذا السؤال ليومنا هذا .. و لكنه قد يكون من الجيد أنني لم أحصل على الإجابة آنذاك فقد حثني الأمر على التفكير و معرفة أنه ليس كل ما تسأل عنه ستجد إجابته بسهولة .. و قد لا تجدها طوال حياتك .. بعدها وصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد صغيرة أو كبيرة إلا و لحكمة أوجدها المُوجِد الحكيم لسبب ما .. و ذلك أمر بيِّن لنا جميعاً فيما ندركه بمعلوماتنا و مشاهداتنا اليومية.
الكثير من الحيوانات تُفنَى أرواحها لتستمتعي سيدتي بذلك الفراء الجميل على كتفيكِ .. و أخرى لحذائكَ الفاخر سيدي الفاضل .. و اخرى لنستخدمها لتزيين مجالسنا فنُري بذلك ضيوفنا كم نحن على قدر من الوحشية لنستعرض بجثث الحيوانات أو أجزاءٍ من أجسامها أمام ضيوفنا الكرام الذين في غالب الضن سيمضو مُحرجِجين من افتقار مجالسهم لمثل تلك الجثامين و رفاة الحيوانات الآمنة و بالتالي عليهم التوجه لتاجر أرواح الحيوانات الذي يموله الصياد الفقير الذي لم يجد طريقاً ليطعم أبنائه الذين التصقت جدران معدتهم من الجوع غير طريقنا هذا .. و تستمر دائرة الحياة بدورة اخترعها الإنسان فدمّر ما دمّر مما خلقه خالقه لما فيه صلاحٌ له و لبيئةٍ يعتقد هو أنه يستمتع فيها بطريقته الهمجية اللاواعية في الاستمتاع بما ليس من حقه.
نعود لصنيع قناة تاشونال جيوغرافيك و الذي أعجبني شطره المذكور أعلاه ، إنه لمن المستغرب بالنسبة لي طبعاً أن يتظاهروا و كأنهم ليسوا جزئاً من تلك الدائرة للحيوانات اللاحمة و التي لا نشكل فيها جزئاً من غذائها و لكن إن وُجدت فخير من الجوع .. معلومة مهمة :- ( نحن معشر البشر لسنا من قائمة طعام أي نوع من أنواع الحيوانات أي لو خيرت الأسد بين الجاموس أو الإنسان فهو سيختار الجاموس عليك ، و ما نراه من هجوم/افتراس بعض الحيوانات الضارية ما هي إلا لسبب من اثنين ، إما خوفاً أي دفاع عن النفس أو لعدم توفر البديل ) و أنا هنا لا أدعو لتعريض نفسك للخطر و مواجهة الحيوانات المفترسة أو القدر الذي أمامك بل تعلم كيف تتعامل معها قبل التطفل على حياتها الخاصة مما قد يضطرك لقتلها بواسطة أدوات صنعتها من مسدسات و غيرها فليس من حقك الدخول في وسطها دون تحمل تبعات صنيعك فاكتساح البشر بالمد العمراني لبيئات الحيوانات هو أحد أهم الأسباب التي أدّت لدخولها و تكيفها في الوسط الذي نحن ابتدعناه أو عدم تكيفها و بالتالي فنائها .. كل ما أريد أن أصل إليه هو ان تفكر قبل اقتناء شيء تعتقد أنه يجمل بيت أو ملبسك و لا تلم حيواناً غير عاقل لأنه تمكن من أحد أحبتك الذين تمنيت لو أنه تمكن منه .. حيث أنه لو تمكن منه فقد تكون عائلته أيضاً بانتظاره أو انتظارها لتطعم أولائك الجراء أو الفراخ التي تتضور جوعاً ، و انتفاء العقل لا ينفي وجود العاطفة .. فإن كنت لا تقبلها على نفسك فلا تقبلها على غيرك.

الخميس، 28 فبراير 2013

القطيع و المجتمع الإنساني

مصدر الصورة: http://islahnews.net/?p=120430


هناك الكثير من المعلومات اليومية التي تمرّ علينا يومياً خلال مشاهدة البرامج الوثائقية المليئة بالحِكم و التحليلات المنطقية و لكن قلما نربطها بالواقع الذي نعيشه ، و من خلال اسفارنا و التعرف على عادات و تقاليد البشر المختلفة من محيط لآخر و من زمنٍ لآخر و التغييرات التي تطرأ على هذه المجتمعات و مع هذا قد نغفل أو نتهرب من الواقع الذي يبدأ تغييره من الفرد نفسه .. قال تعالى –( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )- [الرعد:11].

كما رأينا في البرامج و قرأنا أن أغلب الحيوانات و الطيور تعيش في شكل جماعات ، تتشارك الطعام و الشراب و حتى التنقل من مكان لآخر كجماعة بحثاً عن لقمة العيش او الظروف البيئية الأكثر انسجاماً مع أجسامها التي قد لا تتحمل قساوة الشتاء أو لهيب الصيف ، فنرى بعض الطيور لا تظهر الا في الشتاء أثناء رحلاتها و أخرى تتكاثر في الصيف و كما هو الحال في أعماق البحار بالمثل مع الاسماك الصغيرة و الحيتان الضخمة كذلك ، و في تلك الجماعات فوائد جمّة بالنسبة لهم كحيوانات منها الحفاظ على النوع و الشعور بالأمان و الاستقرار من ناحيتين أو احدى اثنتين و هما تقليل المخاطر (كفريسة) و الشعور بالأمان و الانتماء الى القبيلة الواحدة التي كلما زادت زادت قوتها و بالتالي سهولة توفير الطعام.

بالنسبة لنا كبشر لا نختلف كثيراً عن المجتمعات الحيوانية بل نكاد أن نكون مثلهم تماماً مع وجود فارق ميزنا عنهم و هو العقل المدرك الذي جعلنا أسياداً على هذا الكوكب الصغير ، و مع هذا التميز فقد وجدت أنه عيبٌ في الوقت نفسه بأن سيادته بالعقل تحولت إلى غرور أخذه إلى تملّك مالا يملك إلى أن وصل الأمر به أن قسّم دوَلاً تسيّدها (قطعان) و على أساس قوة إدراك العقول كانت قوة الدول على مر السنين ، و داخل هذه الدول تشكّلت دويلات صغيرة و كبيرة من الاتجاهات الفكرية المختلفة و كلُّ دويلة مستعدة لدفع أتباعها للموت بعض الأحيان مقابل بقاء الجماعة.

في الحقيقة أنا أعتقد بأنه من المستحيل أن تعيش المجتمعات الإنسانية إلا كقطيع و لو طبقنا الفكرة على كل واحد منّا فسنرى أننا لا نختلف في إسلوب الحياة عن الحيوانات ، تتمثل الفكرة في وجود ثلاث مكونات رئيسية و المكوّن الأول هو الراعي و المكوّن الثاني هو الكلب و المكوّن الثالث هو عامة القطيع و هذا الذي ميّز القطيع البشري عن سائر القطعان الأخرى (أي الهرم الإداري) حيث أن المجتمعات الحيوانية في ((أغلب)) الأحيان تدمج المكوّنين الأولين في واحد (الراعي و الكلب) ، و للتفصيل الراعي هنا المقصود به القائد السياسي و المُعلن في الواجهة الإعلامية و العلاقات الخارجية .. أما الكلب فيكون تحت إمرة الراعي و هو القائد الروحي و المُلهم فهو بالتالي قائدٌ على نطاق أضيق يأتمر بإمرة راعيه ولكن كلمته اكثر فاعلية من الراعي .. أما الثالث و هو القطيع المتمثل في (أنا و أنت) مجموعة أدوات يستخدمها الراعي بواسطة الكلب لأداء مصالحه الشخصية بإسم المصلحة العامة للقطيع .. و بطبيعة الحال في كثير من الاحيان تنحرف احدى مكونات القطيع بفكرة جديدة أو مختلفة عن المألوف الذي نشأ عليه هذا القطيع فإذا بنباحٍ من الكلب زاجراً تلك المعزة الصغيرة دون اتاحة الفرصة لها لا لأن تأكل من ذاك المرعى الاخر ولا أن تتعلم على الاقل بأن مذاق ذلك العشب مُر أو غير صالح للأكل.

هنالك الكثير من القطعان في كوكبنا الصغير المترامية على تلال التيارات الفكرية في كل مكان .. و من الصعب جداً الانسلاخ من أي قطيع و العيش بسلام على شكل أفراد ناهيك عن وجوب الانضمام لقطيع آخر لإكمال مسيرة الحياة لمعزةٍ مسالمة.

أخيراً إنه لمن المؤسف أن يعتقد البعض و منهم أنا شخصياً بأن الحل هو في الهجرة و هذه نظرة ضيقة جداً و غير مدركة لأمور كثيرة و على رأسها الاعتقاد بأن هناك ما يسمى بالحرية حسب مفهومي الشخصي آنذاك .. إن في الحياة مع القطيع الآخر راعياً و كلباً آخرين يمارسان نفس الممارسات عينها و لكن مع اختلاف التوجه المخطط له من قِبَلِهم لا أكثر ولا أقل ، فتكون ببساطة انتقلت من قطيع يمنع اكل العشب الذي تحبه الى القطيع الذي ياكل العشب الذي طالما تمنيت الأكل منه .. و لكن القطيع هو القطيع.

آخراً فهنا من الجيّد أن نختم بالنهاية السعيدة و هي أن حياة القطيع ليست كلها مساوئ ؛ فقد تكون الطريقة المثلى أو الأنسب لنا كبشر معتقدين بأننا مختلفين لمجرد وجود العقل الذي لم نستخدم شيئاً من طاقاته ، و لكن سنبدأ بالمساوئ لخاتمةٍ سعيدة .. من مساوئها ضياع الفكر الفردي و عدم وجود المحفزات للإبداع و الابتكار لما يحفها من مخاطر قد تودي بحياة المفكر الى الفناء و هنا إضعاف للفرد و بالتالي الجماعة ، و من فوائدها سهولة القيادة بعدم ظهور المختلف عن التيار العام و الاتفاق الظاهري فالخروج بصوره الوحدة القطيعية.

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

رسالة الى عقلاء و مثقفي العالم ...

مصدر الصورة : http://www.verader.com

عندما بحثت عن كلمة مثقف في اللغة العربية و التي أصلها كما تعلمون ثَ قَ فَ وجدت أن أغلبها يدور حول التعلم و ازدياد المعارف و التأدُّب و كلها نسبية ففي النهاية و حسب ما اعتقد أن المثقف يجب أن يكون شخصٌ أمره نسبي يختلف من مكان لآخر و من زمان لآخر و الطريف اني استنتجت - أن من واجب العقلاء و المثقفين ان لا يستخدموا هذه المصطلحات (مثقف ، عاقل ) تأدباً مع من لا يقيّمهم كمثقفين حسب ثقافته طبعاً ههههه – و لكن أهم ما شدني في هو أن (ثقّف المعوجّ أي سوّاه و قوّمه) ولا أدري من هو المعوجّ حسب تقييم المُقيِّم ابتداءاً حسب مبدأ التسليم بنسبية الأمر ..

كثر تداول هذين المصلطلحين مؤخراً أو قد لم أنتبه لهما إلا مؤخراً (عقلاء و مثقفين) ، ولا أدري عن مدى الوعي الذي يحمله الخطيب عندما يقول "يا عقلاء المجموعة المعيّنة" أو في موضع استنكار او استخفاف "يحسب نفسه مثقفاً" و كأنني أراه -أي الخطيب- ضمنياً يدّعي بأنه أحد العقلاء أو المثقفين اللذين على ما يبدو أن كلاهما صفة محببة لدى المجتمعات الإنسانية .. أي أن تكون مثقفاً أو أحد العقلاء المزعومين..
لا أزال مُصرّا على استقلالية الأفراد في نهج طريق هم اختاروه بناءاً على وعيهم بما هو (مُلزِم) لهم بعد أن يدّعون انتمائهم له -كما هو الحال مع المثقفين المزعومين– فأين هي كتبهم أو أنظمتهم التي نحاسبهم عليها ، فأستغرب شخصاً ما يدعو بوجود أرضية ثابتة لإقامة النقاش المعيّن أو مُسلّمات معينة لتكون نقطة انطلاق يبدأ منها حواره و يفاجئني بأنه يخاطب "المثقفين" المزعومين اللذين لا ادري من هم أو أين هي كتبهم و معتقداتهم لكي "اعرف كيف اتناقش معهم" ... ولكن على ما يبدو أن الأخ زاهر النشمي قد لخّص الكثير عندما قال لي بلسان حال الخطيب : "المثقفين صدقاني والعقلاء أنا واللي تفكيرهم نفس تفكيري." أي كما ذكرت سلفاً بأن مُخاطِب المثقفين و العقلاء الذي هو منهم أو (راعيهم) الذي نصّب نفسه بنفسه عليهم ، هو أو هو معهم من يحدد أو يحددون كيفية سلوك الآخرين أو انتمائهم لهم ليحظوا على شرف الحصول على وسام (عاقل) أو وسام (مثقف) في حال امتثلوا لأوامرهم بغض النظر عن مدى اقتناعهم بما نصّو لهم عليه ... تبا له من وسام.

كلنا "تقريباً" اختلط بمجتمعات مختلفة عنا من كل أقطار الكرة الأرضية و تعرّف ولو على جزء قليل من الحضارات المتباينة فهذا حسب ما أتوقع أنه يمثل أو يشكل "ثقافة" معينة في الشيء المعيّن موضوع التثقّف اذا اتفقنا أن الثقافة هي شيء مكتسب من الآخرين و بهذا يتفنّد كون الثقافة شيء من الإبداع أو الابتكار لنفخر او نتفاخر بها ، أو لتعبير أدق أن ينتج "المثقف" مُنتَجاً جديداً لم يسبق حسب التاريخ البشري أن أنتجه بشر قبله ... و إذا اتفقنا انها شيء نابع من الذات فهنا سيكون عندنا تناقض كبير من ناحية الأولوية لمن .. و للتوضيح سأضرب مثلا حسب "ثقافتي الموسيقية" و لو أنها ستكون غير مقبولة للكثيرين و لكنها واقع يهرب منه البشر عموما و هو (حقوق التلحين) التلحين حسب ما نعرفه نحن (الموسيقيين) أنه عبارة عن ((توليف حروف الموسيقى السبعة بطريقة معينة لاخراج جُمل موسيقية (جديدة) .. و يمكن الاقتباس وفق شروط معينة)) .. و هنا اعيد توجيه النظر الى (( توليف )) حروف و هذه الحروف موجودة مسبقاً و لم يخترعها أحد من الفراغ و لكنه صادف ان فلان أول من (( ولفها )) بالشكل المعيّن و اصبحت تنسب له و كأنه جاء بشيء من فراغ ؛ و كل ما قام به هو انه استخدم ما هو موجودٌ اساساً أو للتوضيح استخدم ما اكتسبه << من الآخرين فنعود لنقطة البداية فهي عملية مكتسبة غير منبثقة من العدم او ليست بشيء مميز .. و اذا اتفقنا الآن ان الثقافة هي شيء مكتسب فلا يدٌ لك فيها و "إن" تأثرت أو أُعجبتَ بـ"ثقافة" معيّتة و لم تعجب الآخرين .. و كان توضيحي ايضا لنقطة ((اكتساب)) الثقافة انه لا مفخرة فيها لمن يتلوها او يحفظها او حتى يتأثر في معاملاته بها فهي فخر من بدأها فلن اكون فخورا بنفسي قط ما إن صنفني أحد كـ"مثقف" فهو شيء يحجّمني حسب ما أرى انا. - فلا احد يحسب نفسه وياهم هههه :) -

ختاماً أنا لا اعتقد بأن أي ثقافة اتأثر بها ستخولني لمصادرة حق الآخرين الطبيعي في التعبير عن آرائهم و نشر "ثقافاتهم" و إن كانت غير مقبولة حتى بالنسبة لي فكلٌ له نهجه و رأيه و إن لم يعجبني .. فمن عدم الأدب أن لا تلتزم بثقافتك التي من مرادفاتها التأدّب.

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

لكل فعل ردة فعل ..



يتمحور حديثي اليوم حول 3 نقاط:
1)      قانون الأفعال و ردود الأفعال في المجتمعات الإنسانية.
2)      ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها.
3)      المجتمع و الطريق الى الازدهار.

"لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار و يعاكسه في الإتجاه" هكذا قال عالم اليزياء إسحاق نيوتن ..
كل فكرة جديدة أو قديمة و جُدِّدِت من زاوية أخرى غالبا تُستَقبل بالرفض و في أحيان أخرى تصل بمن لديه القوة إلى قتل صاحب الاطروحة المعينة ، كما حدث مع جاليليو رحمه الله .. قتلته الكنيسة عندما كان يدّعي أن الارض غير مسطحة و هي كروية .. و من المعروف أن أوروبا كانت محكومة من الدينيين و شعبها يغلب عليه البساطة و الخوف من عقاب الله .. و ملجأه الوحيد هو رجل الدين الذي يغفر له خطاياه مقابل فرض بعض الضرائب المالية للحصول على صكوك الغفران و التي لا يزال يبيعها (العاملين عليها) .. و جديرٌ بالتتذكير أنه اينما تواجد النقد تواجدت القوة و أينما تواجدت القوة تواجدت السلطة و أينما تواجدت السلطة و هنا تكون إما سلطة عادلة أو سلطة ظالمة و تكون عادلة إن طبقت النظام و ظالمة إن طبقته على ناس دون آخرين أو أهملته بالكامل و هنا يأتي عدم شعور الفرد أو الرعيّة بالاستقرار و الآمان .. و حتى لا نستطرد بأذهانكم سنعود خطوة الى الخلف و هي –النظام- .. و ما أريد مناقشته هو نظامنا الديني و ليس أي نظام آخر .. النظام الديني قد يكون أفضل نظام للسلطة و لكنه متفاوت بين الرعيّة .. كيف ؟ .. النظام الديني يعزز قوة رجال الغيبيّات التي هي مخفية على الجميع و ترفع من شأنهم لدى العامّة بسبب عدم إلمام أي أحد غيرهم بماهيّتها و بذلك نرى خروج قاعدة اتفق عليها اخواني السنة و الشيعة مع اختلاف اللفظ و هي "سلمها/قلّدها عالم و اطلع منها سالم" أو "حط بينك و بين النار مطوع" ..
دعونا نعود لقاعدتنا الأساسية و هي الأفعال و ردود الأفعال .. الفعل بالإطلاق عبارة عن نتيجة طبيعية لاتخاذ قرار معين بغض النظر عن إدراك حيثيات هذا القرار أو ما هو على المحكّ عن اتخاذه و له اتجاهان و ستتضح الفكرة بعد قليل .. بالنسبة لردة الفعل فهي فعل أيضا و ينتج عنه ردة فعل عبارة عن فعل جديد و هكذا تتكوّن لدينا علاقة خطيّة لا نهائيّة من الأفعال الناتجة عن ردود أفعال و المنتجة بدورها لردود أفعال و ردود الأفعال تنقسم لقسمين :-
1) ردة فعل إرادية.
2) ردة فعل لا إرادية.
ردة الفعل الإرادية تكون مبنيّة على قرار معين بعد إدراك أو عدم إدراك ؛ كما هو الحال مع الفعل و نضرب بمثالين توضيحيين عن الفعل و ردة الفعل .. مثال1 "الطفل عبارة عن صفحة بيضاء تمتلئ بالمعلومات عبر تجارب شخصية أو التعلم من تجارب الآخرين فنأخذ طفلا لا يعرف ما هو أثر النار على البشرة فلو وضعنا لهبا/شعلة تحت يد طفل طبيعي من الناحية الحيوية (فعل) فسيتصرف مباشرةً بإبعاد يده عنها لانها أعطته مؤشرات غير مقبولة بالنسبة فأبعد يده عنها (ردة فعل) دون إدراك أنها هذا اللهب عبارة عن نار تحرق يده فتؤثر على الخلايا العصبية و تقتلها فلن يستطيع تحسس الأشياء و كل هذا الكلام هو تصرف بمحض عدم قبول الشعور الناتج عن هذا الفعل المعين ، نوضح بالمثال2 للسلسلة الكاملة فمثلاً "تاجرين كلاهما يبيع أفخر أنواع الخمور (فعلواحد منها في حي مجتمع يحرم و يرفض الخمر و الآخر لا يستطيع إكمال مناسباته دون الخمور فستكون (ردة فعل) الناس الطبيعية مخلتفة تمام في المجتمعين الرافض للخمور أولاً لن يشتري السلعة و قد تقتصر ردة الفعل فقط بالإحجام عن الشراء و قد تتصعد الأمور لأن يكون هناك تعدياً على معرضه ‘ أما المتجر الآخر فغالباً سينجح و لكل منها (ردة فعل) عبارة عن (فعل) الأول إما أن يُكابر و يعاند و يضل على ما هو عليه حتى يُفلس أو أنه يقوم (بردة فعل) و هي إغلاق هذا المتجر أو تحويله الى تجارة أخرى و هذه (ردة فعل) عبارة عن (فعل) نتيجة لردة فعل الناس في الإحجام عن الاقبال عليه و هذا الفعل اذا كان إغلاق المتجر ستنتج عنه ردود أفعال كثيرة اما ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة و لن نتوسع لكي لا نشتت الموضوع الأساس و لإكمال الإيضاح فلنأخذ حالته في تغيير التجارة الى تجارة أخرى في نفس المتجر/المكان و هو كما اتفقنا انه ردة فعل ناتجة عن ردة فعل أخرى و ستكون بمثابة فعل جديد ينتج عنه ردة فعل أخرى و هي إما ان يقبله المستهلكين و يقولون أنه تغير الآن/تاب أو أنهم سيتركونه أيضاً بناءا على ما لديهم من معلومات سابقة بأنه يتاجر سابقاً في شيء معين غير مقبول اجتماعياً أو دينياً أو غيرها فتعلن عليه الحرب و المقاطعة فحتى لو أنه اتخذ جميع مقومات النجاح. و هنا انا لا اناقش ما يجب أن يحدث و ما لا يجب حدوثه من تصرفات و هو لا يتعدى كونه مثال مبني على احتمالات بحته قد أكون مخطئاً فيها و لكن هذه رؤيتي لهذه النقطة.
تطرقت في الفيس بوك قبل فترة لنقد أحد رجال الدين الكبار في نقطة معينة و كان قرارا منّي لأستفزّ به بعض العقول النائمة حسب ما أراها أنا بهدف إيقاضها من الغيبوبة التي تعاصرها مما عرضني لكثير من النقد اللاذع من أغرب و أقرب الناس و طبعاً كان متوقعاً بالنسبة لي سلفاً لانني أعلم ما يعني هذا الشخص اجتماعياً غير كونه رجل دين بالنسبة للمجتمع القطيفي ، و لكني لم ألتفت إلى نقطة معينة و هي أن (إنكار ما هو مقبول لدى مجموعة من الناس غير مقبول و إن كان منكرا بحد ذاته) و هي قاعدة تعلمتها بعد تجربتي تلك و لن أتقدم بالإعتذار لأحد لأنني لا أزال مصراً على موقفي و لكني غفلت عن نقطة عدم اعطاء الشيء لمن لا يريده كما قال النبي عيسى عليه الصلاة و السلام "لا تلقوا اللؤلؤ إلى الخنازير ، فإنها لا تصنع به شيئاً ، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها ، فإن الحكمة أفضل من اللؤلؤ ، ومن لا يريدها شر من الخنازير" و أتمنى أن لا يأخذها أحد بأني أُشبّه أحدا بالخنزير و لكن هذا هو نَصُّ الكلام.


بعد أن وضحنا الأفعال و ردود الأفعال سننتقل الى النقطة الثانية و هي ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها .. سأعود إلى التجربة التي جربتها عبر النقد في الفيس بوك و مناقشة ردود الأفعال الناجمة عنها ، تفاعل معي حوالي 10 أشخاص فقط عَلَنَاً فيما طرحته بإسلوبي الاستفزازي بمقارنة رجل دين شيعي برجل دين سني منبوذ في الوسط الشيعي و منبوذ أيضاً لدى شريحة لا بأس بها من المجتمع السني و النقطة الأهم من ردة الفعل هي لماذا كانت ردة الفعل المعينة تلك مع أنني أوضحت وجه المقارنة في نقطة معينة و هي (الإسلوب في الطرح) و لكن كان الرفض لكامل الفكرة بمجرد مقارتني لهما في وجه شبه اتفق معي فيها الكثيرين و لكن كان الإشكال على الأشخاص لا العمل .. و هنا تكمن المشكلة التي سأتطرق لها في النقطة الثالثة ، أعود إلى الارقام كان كما ذكرت سابقا أن حوالي 10 أشخاص فقط هم من تفاعلوا في الفيس بوك عَلَنَاً و أبدوا رأيهم فيما ذُكِر و لكن العدد الفعلي مع عدم توفر المعلومة لدي أنا على يقين أنه أكبر بعشرات الاضعاف من هؤلاء العشرة بدليل أنني تلقيت أكثر من 18 اتصالا هاتفياً أغلبهم كان معارضاً لما فعلته مع اختلاف زوايا الاختلاف و منهم من طالبني بحذف ما كتبت و ما زادني يقيناً بأنهم أكثر بأنني القيت ببعض المؤيدين من الاشخاص اللذين (حتى) لا يملكون حساباً في الفيس بوك و كانوا يشجعوني على ما فعلت و أبدوا إعجابهم بما رددت به على معارضي الفكرة أي النقد ، و هي ما ذكرت سابقاً أن المصيبة بعد ان اتضح لي أن الكثير من الاشخاص لا يبدي وجهة نظره المؤيدة أو المعارضة لأسباب عديدة لا أفهمها ولا أعيها قد تكون كما قال لي أحد أخواني من سكان المنطقة الوسطى "الصمت صفة الحكماء" و قد أكون أخطأت التقدير بعدم صمتي عما رأيته منكرا فأنكرته بلوحة مفاتيحي ، و هذا مثال لردود الأفعال الطبيعية التي قد تكون غير صحية في زمان معين كزماننا هذا ، و هنا أنا أتمنى لمجتمعي أن يكون أكثر حكمة في ردود أفعاله و أن يتقبلني كما أنا فهو مختلف عني و مع هذا أنا أقبله و بالتالي أنا اطالب بالبقاء على اختلافي مع وجود قبول لتواجدي بين جنبيه.


ننتقل للنقطة الثالثة في بناء المجتمع الصحي المتجه للزدهار ... إنه لمن غير الصحّي تماثل المجتمع في العقائد و الأفكار فذلك أعتبره أنا شذوذاً مثله مثل الذكر الذي يميل للذكور و الأنثى التي تميل للإناث .. كلاهما غير مقبول لدى أغلب المجتمعات مع أنهما لم يفعلوا شيئاً غير أنهم لا يحبون الاختلاف و كان ما هم عليه نتيجة لمرض نفسي معين أو ضغط اجتماعي يفصل بين الذكر و الانثى فكان ردة فعل لا إرادية أو إرادية ناتجة عن أفعال معينة ولا يكتفوا بالإنكار فتتصعد إلى إكراههم على عمل شيء معين لا يقبلون به و لكن قُدّرَ لأن تكون (القوة) مع من هو مختلف عنهم ، إن طرح فكرة مختلفة و مقابلتها بالرفض هي بمثابة الدفاع عن المثلية الجنسية التي يرفضها المجتمع فعندما لا أكون مثلك في كل شيء على الأقل مما رأيته أنهم يطالبون أن اتظاهر بأنني مثلهم لينتج عنا مجتمعاً متماثلا في المظهر مختلفاً كل الاختلاف في المخبر فهو مجتمع هش سهلٌ نخره بأضعف هبّة ريح خفيفة ، و نوضح بمثال عن ما هو مقبول للاتفاق .. عندما نجلس أمام كوب ماء و أنا و أنت متفقان على أنه كوب ماء سيكون من الحماقة أن نتناقش في أنه كوب ماء أم شيء آخر حتى ينكر أحدنا ذلك ولا مانع لدي من الاتفاق و لكن من حق طرف ثالث أن يدعي أن ذلك كان كوب خمر .. حيث حسب معلوماتي أن هناك بعض أنواع الخمور شفافة و ليس من باب العناد لأن المُعاند ليس ضمن نقاشي هذا ، فبعد ذلك الادعاء المختلف على أحدهما اثبات ما ادعى به و هنا ما أرمي إليه أنه هنالك بعض الأمور طبيعي أن نختلف على ما هيّتها إذا كانت محسوسة ، و لكن هناك مثال آخر لا يقبل الإجماع من قبل البشر و هي العلوم التي تحتوي على الكثير من الغيبيات التي قد لا ندرك الكثير من جوانبها و أوضح مثال هو الدين ، لا يمكن لأحد إثبات أن دينه هو الدين الحق و لديه كامل الحقيقة فـ(الحقيقة جزئية تكتمل بتجمع/بتكامل اجزائها مع عدم امكانية فصلها عن مصدرها)، فلا يوجد على الارض اي عقلٍ يدّعي و يقول بامتلاك الحقيقة (((الكاملة))) و إن كان فليثبت ذلك .. إنه لمن الحماقة أن نتشبث بشيء معيّن و إن لم نعيه بالكامل أي أن تعطي لعقلك فرصة ولو لمرة واحدة .. و هنا لا انكر على من يتشبث بما لا يفقه .. لكني ضد أن يجبر غيره على سلوك نفس النهج الذي ينهجه هو .. مع حفاظه على كامل حقوقه بنشر افكاره كما هو الحال مع غيره ؛ أي أنه من حق رجل الدين و من أيّده أن يقوموا بحملات التبشير و نشر أفكارهم دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة على أي فرد من أفراد المجتمع الانساني و من حق الملحد أيضاً بالمثل تفنيد دعواهم بالطرق السلمية العلمية هو و من أيّده دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة و رجل الدين و الملحد ما هما الا مثالان لا يحصران المجتمع الانساني و لكني طرحتهما من باب أنهما قد يكونان أقرب مثالين للاختلاف .. مع تأكيد من الحفاظ على الكرامة الانسانية المعقولة و احترام الفكر الآخر .. و في الختام كلٌ ينهج ما ينهج من فكر و ممارسات و باختلافنا و احترامنا لاختلافنا نرتقي ...

الخميس، 6 ديسمبر 2012

كلمات من القلب :-(


قطيفنا المسكينة :( بين حزب المدافعين و حزب المعارضين .. تبا لكم أجمعين .. الى اين؟ .. رحمك الله يا من كنتِ منبر الثقافة و مرفأ التجارة و مولد الحضارة .. تبا لكم يا من حصرتم فكركم بين حجاب و غناء و تركتم تعليمكم الذي به تزدهرون .. تبا لكم يا من تحاربون رجل الدين .. تبا لكم أجمعين .. انا جداً حزين حزين حزين .. مسرحيات تهريج من رجال الدين ليتهجم عليهم بأقذر الألفاظ من يدعون أنهم مثقفين ليرجع من يقول
 انه محامي الدين ليرد عليه "انت السافل ابن السافلين .. انظر لأصلك من تكون و انظر الى شيخنا من هو و من انت" ليخرج كل عن نقطة الأساس و تتشخصن المواضيع و بذلك لا هذا و لا ذاك طبق أخلاق أهل بيت النبوة .. نحن شعب القطيف منذ دخل عليها الإسلام منذ بعثة الرسول و نحن مسلمين .. اين كلام رسولنا "إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق" اي أخلاق وصلتم لها اي أخلاق ؟!.. إنكم والله لفي غفلة من أمركم .. كلٌ يريد إبراز نفسه و فرد عضلاته ، و إرغام الآخرين على رأيه و يهتم بان (يغلب) بدلا من البحث عن الصواب .. تباً لكم اصحوا من غيبوبتكم و أنتبهوا ان كل العالم يتقدم و نحن ما زلنا نبحث في فلان و فلان .. لقد خلقكم الله مخيرين لا مسيرين فاختاروا ما انتم فيه راغبين و السلام .. ولا داعي لان يحاول كل ان يجمع له حزب لينتصر به على من يخالفه المعتقد .. فلننهض لنعيد أمجاد قطيف العطاء و ليمسك كل بيد الآخر من منطلق الأخوة الإنسانية أولا و آخراً .. تبا لكم استفيقوا .. كم انا حزين على آلت اليه أحوالنا :(