تابعني على تويتر

السبت، 6 أبريل 2013

ما ترضاها على نفسك .. لا ترضاها على غيرك ..









أنا من متابعي قناة National Geographic و المغرمين بها .. و قد يكون ذلك عائدٌ لشغفي و هوسي و اهتمامي بالحيوانات منذ إدراكي لما هو حولي .. و كما تقول والدتي دائماً و أبداً " لكن الوراثة تلعب دور " فعرفت أنني قد أكون ورثتها من والدي الذي كان يربي الحمام بشكل رئيسي في صغره مع أني لم أراه يقتني حيوانات في حياتي قط و حيث انني كنت أنا من يطلبها و هو سعيد بما أصنع و يساعدني في تربيتها .. على كل حال لفت انتباهي في متابعتي لهذه القناة الجميلة أنهم باستمرار لا يتدخلون في الطبيعة فعملهم المستمر هو مراقبة سلوك الحيوانات مع عدم التدخل في تغذيتها أو حتى مساعدتها في أغلب الأحيان ؛ فعلى سبيل المثال عند كونها فريسة ضعيفة و سهلة أمام أحد تلك الضواري البرية .. و كنت أستنكر هذا الأمر ابتدائاً حتى بدأتُ أستوعب أنه من الواجب عدم التدخل في الطبيعة و ربطت هذا الأمر بما كنا ندرسه في مادة الأحياء و العلوم التي كنت مغرم بهما و هو أن الحيوانات اللاحمة تتغذى على بعض الحيوانات الأخرى التي قد تكون نباتية و النباتية تتغذى على النبات و النبات يغذى على الماء و الضوء إلا البشر يتغذون على كل ما تصل له أيديهم المتوحشة فبذلك تكتمل دورة الحياة التي ما دمنا نتدخل فيها باستمرار زاد دمارها.
جدير بالذكر اقتناء الحيوانات في المنازل (الأليف منها و المفترس) .. و سأسلط الضوء على مربي الحيوانات الأليفة و بشكلٍ مُختصَر .. هناك نوعان من المقتنين .. الأول يقتني بهدف الاستمتاع بمنظرها الجميل و آخر لصوتها العذب .. أما النوع الآخر فهو يقتني للأنتاج .. و هو النوع الأجود بين المقتنين .. فهناك نظرية تقول " بكل حيوان منتج في البيت حماية لحيوان في البرية " قالها أحد المنتجين المُحترفين في شرق آسيا من منتجي سمكة المهرج "Clown Fish " أو ما اشتهرت في فيلم ديزني بإسم "نيمو/Nemo" .. و هو صادق إلى حد كبير .. و بشكل واضح تحديداً مع الحيوانات المهددة بالإنقراض (الغالية الثمن بطبيعة الحال) .. فلو أنتجنا إنتاجاً تجارياً في أماكن متخصصة تحت إشراف فريق متخصص فبذلك نمنع الصيد الجائر و الغير منظم و الذي يساهم في القضاء على البيئة كما سيتضح لاحقاً.
كنت أتسائل في صغري عن أمر أردده باستمرار على والدي و قد كان "أبوي .. وش فايدة الدبّان ؟؟ بس يزعجونا؟؟" -الدبّان هو جمع ذُبَاب باللهجة العامّية- فكان يضحك .. و للمعلومية فإني لا أعرف الإجابه على هذا السؤال ليومنا هذا .. و لكنه قد يكون من الجيد أنني لم أحصل على الإجابة آنذاك فقد حثني الأمر على التفكير و معرفة أنه ليس كل ما تسأل عنه ستجد إجابته بسهولة .. و قد لا تجدها طوال حياتك .. بعدها وصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد صغيرة أو كبيرة إلا و لحكمة أوجدها المُوجِد الحكيم لسبب ما .. و ذلك أمر بيِّن لنا جميعاً فيما ندركه بمعلوماتنا و مشاهداتنا اليومية.
الكثير من الحيوانات تُفنَى أرواحها لتستمتعي سيدتي بذلك الفراء الجميل على كتفيكِ .. و أخرى لحذائكَ الفاخر سيدي الفاضل .. و اخرى لنستخدمها لتزيين مجالسنا فنُري بذلك ضيوفنا كم نحن على قدر من الوحشية لنستعرض بجثث الحيوانات أو أجزاءٍ من أجسامها أمام ضيوفنا الكرام الذين في غالب الضن سيمضو مُحرجِجين من افتقار مجالسهم لمثل تلك الجثامين و رفاة الحيوانات الآمنة و بالتالي عليهم التوجه لتاجر أرواح الحيوانات الذي يموله الصياد الفقير الذي لم يجد طريقاً ليطعم أبنائه الذين التصقت جدران معدتهم من الجوع غير طريقنا هذا .. و تستمر دائرة الحياة بدورة اخترعها الإنسان فدمّر ما دمّر مما خلقه خالقه لما فيه صلاحٌ له و لبيئةٍ يعتقد هو أنه يستمتع فيها بطريقته الهمجية اللاواعية في الاستمتاع بما ليس من حقه.
نعود لصنيع قناة تاشونال جيوغرافيك و الذي أعجبني شطره المذكور أعلاه ، إنه لمن المستغرب بالنسبة لي طبعاً أن يتظاهروا و كأنهم ليسوا جزئاً من تلك الدائرة للحيوانات اللاحمة و التي لا نشكل فيها جزئاً من غذائها و لكن إن وُجدت فخير من الجوع .. معلومة مهمة :- ( نحن معشر البشر لسنا من قائمة طعام أي نوع من أنواع الحيوانات أي لو خيرت الأسد بين الجاموس أو الإنسان فهو سيختار الجاموس عليك ، و ما نراه من هجوم/افتراس بعض الحيوانات الضارية ما هي إلا لسبب من اثنين ، إما خوفاً أي دفاع عن النفس أو لعدم توفر البديل ) و أنا هنا لا أدعو لتعريض نفسك للخطر و مواجهة الحيوانات المفترسة أو القدر الذي أمامك بل تعلم كيف تتعامل معها قبل التطفل على حياتها الخاصة مما قد يضطرك لقتلها بواسطة أدوات صنعتها من مسدسات و غيرها فليس من حقك الدخول في وسطها دون تحمل تبعات صنيعك فاكتساح البشر بالمد العمراني لبيئات الحيوانات هو أحد أهم الأسباب التي أدّت لدخولها و تكيفها في الوسط الذي نحن ابتدعناه أو عدم تكيفها و بالتالي فنائها .. كل ما أريد أن أصل إليه هو ان تفكر قبل اقتناء شيء تعتقد أنه يجمل بيت أو ملبسك و لا تلم حيواناً غير عاقل لأنه تمكن من أحد أحبتك الذين تمنيت لو أنه تمكن منه .. حيث أنه لو تمكن منه فقد تكون عائلته أيضاً بانتظاره أو انتظارها لتطعم أولائك الجراء أو الفراخ التي تتضور جوعاً ، و انتفاء العقل لا ينفي وجود العاطفة .. فإن كنت لا تقبلها على نفسك فلا تقبلها على غيرك.

الخميس، 28 فبراير 2013

القطيع و المجتمع الإنساني

مصدر الصورة: http://islahnews.net/?p=120430


هناك الكثير من المعلومات اليومية التي تمرّ علينا يومياً خلال مشاهدة البرامج الوثائقية المليئة بالحِكم و التحليلات المنطقية و لكن قلما نربطها بالواقع الذي نعيشه ، و من خلال اسفارنا و التعرف على عادات و تقاليد البشر المختلفة من محيط لآخر و من زمنٍ لآخر و التغييرات التي تطرأ على هذه المجتمعات و مع هذا قد نغفل أو نتهرب من الواقع الذي يبدأ تغييره من الفرد نفسه .. قال تعالى –( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )- [الرعد:11].

كما رأينا في البرامج و قرأنا أن أغلب الحيوانات و الطيور تعيش في شكل جماعات ، تتشارك الطعام و الشراب و حتى التنقل من مكان لآخر كجماعة بحثاً عن لقمة العيش او الظروف البيئية الأكثر انسجاماً مع أجسامها التي قد لا تتحمل قساوة الشتاء أو لهيب الصيف ، فنرى بعض الطيور لا تظهر الا في الشتاء أثناء رحلاتها و أخرى تتكاثر في الصيف و كما هو الحال في أعماق البحار بالمثل مع الاسماك الصغيرة و الحيتان الضخمة كذلك ، و في تلك الجماعات فوائد جمّة بالنسبة لهم كحيوانات منها الحفاظ على النوع و الشعور بالأمان و الاستقرار من ناحيتين أو احدى اثنتين و هما تقليل المخاطر (كفريسة) و الشعور بالأمان و الانتماء الى القبيلة الواحدة التي كلما زادت زادت قوتها و بالتالي سهولة توفير الطعام.

بالنسبة لنا كبشر لا نختلف كثيراً عن المجتمعات الحيوانية بل نكاد أن نكون مثلهم تماماً مع وجود فارق ميزنا عنهم و هو العقل المدرك الذي جعلنا أسياداً على هذا الكوكب الصغير ، و مع هذا التميز فقد وجدت أنه عيبٌ في الوقت نفسه بأن سيادته بالعقل تحولت إلى غرور أخذه إلى تملّك مالا يملك إلى أن وصل الأمر به أن قسّم دوَلاً تسيّدها (قطعان) و على أساس قوة إدراك العقول كانت قوة الدول على مر السنين ، و داخل هذه الدول تشكّلت دويلات صغيرة و كبيرة من الاتجاهات الفكرية المختلفة و كلُّ دويلة مستعدة لدفع أتباعها للموت بعض الأحيان مقابل بقاء الجماعة.

في الحقيقة أنا أعتقد بأنه من المستحيل أن تعيش المجتمعات الإنسانية إلا كقطيع و لو طبقنا الفكرة على كل واحد منّا فسنرى أننا لا نختلف في إسلوب الحياة عن الحيوانات ، تتمثل الفكرة في وجود ثلاث مكونات رئيسية و المكوّن الأول هو الراعي و المكوّن الثاني هو الكلب و المكوّن الثالث هو عامة القطيع و هذا الذي ميّز القطيع البشري عن سائر القطعان الأخرى (أي الهرم الإداري) حيث أن المجتمعات الحيوانية في ((أغلب)) الأحيان تدمج المكوّنين الأولين في واحد (الراعي و الكلب) ، و للتفصيل الراعي هنا المقصود به القائد السياسي و المُعلن في الواجهة الإعلامية و العلاقات الخارجية .. أما الكلب فيكون تحت إمرة الراعي و هو القائد الروحي و المُلهم فهو بالتالي قائدٌ على نطاق أضيق يأتمر بإمرة راعيه ولكن كلمته اكثر فاعلية من الراعي .. أما الثالث و هو القطيع المتمثل في (أنا و أنت) مجموعة أدوات يستخدمها الراعي بواسطة الكلب لأداء مصالحه الشخصية بإسم المصلحة العامة للقطيع .. و بطبيعة الحال في كثير من الاحيان تنحرف احدى مكونات القطيع بفكرة جديدة أو مختلفة عن المألوف الذي نشأ عليه هذا القطيع فإذا بنباحٍ من الكلب زاجراً تلك المعزة الصغيرة دون اتاحة الفرصة لها لا لأن تأكل من ذاك المرعى الاخر ولا أن تتعلم على الاقل بأن مذاق ذلك العشب مُر أو غير صالح للأكل.

هنالك الكثير من القطعان في كوكبنا الصغير المترامية على تلال التيارات الفكرية في كل مكان .. و من الصعب جداً الانسلاخ من أي قطيع و العيش بسلام على شكل أفراد ناهيك عن وجوب الانضمام لقطيع آخر لإكمال مسيرة الحياة لمعزةٍ مسالمة.

أخيراً إنه لمن المؤسف أن يعتقد البعض و منهم أنا شخصياً بأن الحل هو في الهجرة و هذه نظرة ضيقة جداً و غير مدركة لأمور كثيرة و على رأسها الاعتقاد بأن هناك ما يسمى بالحرية حسب مفهومي الشخصي آنذاك .. إن في الحياة مع القطيع الآخر راعياً و كلباً آخرين يمارسان نفس الممارسات عينها و لكن مع اختلاف التوجه المخطط له من قِبَلِهم لا أكثر ولا أقل ، فتكون ببساطة انتقلت من قطيع يمنع اكل العشب الذي تحبه الى القطيع الذي ياكل العشب الذي طالما تمنيت الأكل منه .. و لكن القطيع هو القطيع.

آخراً فهنا من الجيّد أن نختم بالنهاية السعيدة و هي أن حياة القطيع ليست كلها مساوئ ؛ فقد تكون الطريقة المثلى أو الأنسب لنا كبشر معتقدين بأننا مختلفين لمجرد وجود العقل الذي لم نستخدم شيئاً من طاقاته ، و لكن سنبدأ بالمساوئ لخاتمةٍ سعيدة .. من مساوئها ضياع الفكر الفردي و عدم وجود المحفزات للإبداع و الابتكار لما يحفها من مخاطر قد تودي بحياة المفكر الى الفناء و هنا إضعاف للفرد و بالتالي الجماعة ، و من فوائدها سهولة القيادة بعدم ظهور المختلف عن التيار العام و الاتفاق الظاهري فالخروج بصوره الوحدة القطيعية.

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

رسالة الى عقلاء و مثقفي العالم ...

مصدر الصورة : http://www.verader.com

عندما بحثت عن كلمة مثقف في اللغة العربية و التي أصلها كما تعلمون ثَ قَ فَ وجدت أن أغلبها يدور حول التعلم و ازدياد المعارف و التأدُّب و كلها نسبية ففي النهاية و حسب ما اعتقد أن المثقف يجب أن يكون شخصٌ أمره نسبي يختلف من مكان لآخر و من زمان لآخر و الطريف اني استنتجت - أن من واجب العقلاء و المثقفين ان لا يستخدموا هذه المصطلحات (مثقف ، عاقل ) تأدباً مع من لا يقيّمهم كمثقفين حسب ثقافته طبعاً ههههه – و لكن أهم ما شدني في هو أن (ثقّف المعوجّ أي سوّاه و قوّمه) ولا أدري من هو المعوجّ حسب تقييم المُقيِّم ابتداءاً حسب مبدأ التسليم بنسبية الأمر ..

كثر تداول هذين المصلطلحين مؤخراً أو قد لم أنتبه لهما إلا مؤخراً (عقلاء و مثقفين) ، ولا أدري عن مدى الوعي الذي يحمله الخطيب عندما يقول "يا عقلاء المجموعة المعيّنة" أو في موضع استنكار او استخفاف "يحسب نفسه مثقفاً" و كأنني أراه -أي الخطيب- ضمنياً يدّعي بأنه أحد العقلاء أو المثقفين اللذين على ما يبدو أن كلاهما صفة محببة لدى المجتمعات الإنسانية .. أي أن تكون مثقفاً أو أحد العقلاء المزعومين..
لا أزال مُصرّا على استقلالية الأفراد في نهج طريق هم اختاروه بناءاً على وعيهم بما هو (مُلزِم) لهم بعد أن يدّعون انتمائهم له -كما هو الحال مع المثقفين المزعومين– فأين هي كتبهم أو أنظمتهم التي نحاسبهم عليها ، فأستغرب شخصاً ما يدعو بوجود أرضية ثابتة لإقامة النقاش المعيّن أو مُسلّمات معينة لتكون نقطة انطلاق يبدأ منها حواره و يفاجئني بأنه يخاطب "المثقفين" المزعومين اللذين لا ادري من هم أو أين هي كتبهم و معتقداتهم لكي "اعرف كيف اتناقش معهم" ... ولكن على ما يبدو أن الأخ زاهر النشمي قد لخّص الكثير عندما قال لي بلسان حال الخطيب : "المثقفين صدقاني والعقلاء أنا واللي تفكيرهم نفس تفكيري." أي كما ذكرت سلفاً بأن مُخاطِب المثقفين و العقلاء الذي هو منهم أو (راعيهم) الذي نصّب نفسه بنفسه عليهم ، هو أو هو معهم من يحدد أو يحددون كيفية سلوك الآخرين أو انتمائهم لهم ليحظوا على شرف الحصول على وسام (عاقل) أو وسام (مثقف) في حال امتثلوا لأوامرهم بغض النظر عن مدى اقتناعهم بما نصّو لهم عليه ... تبا له من وسام.

كلنا "تقريباً" اختلط بمجتمعات مختلفة عنا من كل أقطار الكرة الأرضية و تعرّف ولو على جزء قليل من الحضارات المتباينة فهذا حسب ما أتوقع أنه يمثل أو يشكل "ثقافة" معينة في الشيء المعيّن موضوع التثقّف اذا اتفقنا أن الثقافة هي شيء مكتسب من الآخرين و بهذا يتفنّد كون الثقافة شيء من الإبداع أو الابتكار لنفخر او نتفاخر بها ، أو لتعبير أدق أن ينتج "المثقف" مُنتَجاً جديداً لم يسبق حسب التاريخ البشري أن أنتجه بشر قبله ... و إذا اتفقنا انها شيء نابع من الذات فهنا سيكون عندنا تناقض كبير من ناحية الأولوية لمن .. و للتوضيح سأضرب مثلا حسب "ثقافتي الموسيقية" و لو أنها ستكون غير مقبولة للكثيرين و لكنها واقع يهرب منه البشر عموما و هو (حقوق التلحين) التلحين حسب ما نعرفه نحن (الموسيقيين) أنه عبارة عن ((توليف حروف الموسيقى السبعة بطريقة معينة لاخراج جُمل موسيقية (جديدة) .. و يمكن الاقتباس وفق شروط معينة)) .. و هنا اعيد توجيه النظر الى (( توليف )) حروف و هذه الحروف موجودة مسبقاً و لم يخترعها أحد من الفراغ و لكنه صادف ان فلان أول من (( ولفها )) بالشكل المعيّن و اصبحت تنسب له و كأنه جاء بشيء من فراغ ؛ و كل ما قام به هو انه استخدم ما هو موجودٌ اساساً أو للتوضيح استخدم ما اكتسبه << من الآخرين فنعود لنقطة البداية فهي عملية مكتسبة غير منبثقة من العدم او ليست بشيء مميز .. و اذا اتفقنا الآن ان الثقافة هي شيء مكتسب فلا يدٌ لك فيها و "إن" تأثرت أو أُعجبتَ بـ"ثقافة" معيّتة و لم تعجب الآخرين .. و كان توضيحي ايضا لنقطة ((اكتساب)) الثقافة انه لا مفخرة فيها لمن يتلوها او يحفظها او حتى يتأثر في معاملاته بها فهي فخر من بدأها فلن اكون فخورا بنفسي قط ما إن صنفني أحد كـ"مثقف" فهو شيء يحجّمني حسب ما أرى انا. - فلا احد يحسب نفسه وياهم هههه :) -

ختاماً أنا لا اعتقد بأن أي ثقافة اتأثر بها ستخولني لمصادرة حق الآخرين الطبيعي في التعبير عن آرائهم و نشر "ثقافاتهم" و إن كانت غير مقبولة حتى بالنسبة لي فكلٌ له نهجه و رأيه و إن لم يعجبني .. فمن عدم الأدب أن لا تلتزم بثقافتك التي من مرادفاتها التأدّب.

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

لكل فعل ردة فعل ..



يتمحور حديثي اليوم حول 3 نقاط:
1)      قانون الأفعال و ردود الأفعال في المجتمعات الإنسانية.
2)      ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها.
3)      المجتمع و الطريق الى الازدهار.

"لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار و يعاكسه في الإتجاه" هكذا قال عالم اليزياء إسحاق نيوتن ..
كل فكرة جديدة أو قديمة و جُدِّدِت من زاوية أخرى غالبا تُستَقبل بالرفض و في أحيان أخرى تصل بمن لديه القوة إلى قتل صاحب الاطروحة المعينة ، كما حدث مع جاليليو رحمه الله .. قتلته الكنيسة عندما كان يدّعي أن الارض غير مسطحة و هي كروية .. و من المعروف أن أوروبا كانت محكومة من الدينيين و شعبها يغلب عليه البساطة و الخوف من عقاب الله .. و ملجأه الوحيد هو رجل الدين الذي يغفر له خطاياه مقابل فرض بعض الضرائب المالية للحصول على صكوك الغفران و التي لا يزال يبيعها (العاملين عليها) .. و جديرٌ بالتتذكير أنه اينما تواجد النقد تواجدت القوة و أينما تواجدت القوة تواجدت السلطة و أينما تواجدت السلطة و هنا تكون إما سلطة عادلة أو سلطة ظالمة و تكون عادلة إن طبقت النظام و ظالمة إن طبقته على ناس دون آخرين أو أهملته بالكامل و هنا يأتي عدم شعور الفرد أو الرعيّة بالاستقرار و الآمان .. و حتى لا نستطرد بأذهانكم سنعود خطوة الى الخلف و هي –النظام- .. و ما أريد مناقشته هو نظامنا الديني و ليس أي نظام آخر .. النظام الديني قد يكون أفضل نظام للسلطة و لكنه متفاوت بين الرعيّة .. كيف ؟ .. النظام الديني يعزز قوة رجال الغيبيّات التي هي مخفية على الجميع و ترفع من شأنهم لدى العامّة بسبب عدم إلمام أي أحد غيرهم بماهيّتها و بذلك نرى خروج قاعدة اتفق عليها اخواني السنة و الشيعة مع اختلاف اللفظ و هي "سلمها/قلّدها عالم و اطلع منها سالم" أو "حط بينك و بين النار مطوع" ..
دعونا نعود لقاعدتنا الأساسية و هي الأفعال و ردود الأفعال .. الفعل بالإطلاق عبارة عن نتيجة طبيعية لاتخاذ قرار معين بغض النظر عن إدراك حيثيات هذا القرار أو ما هو على المحكّ عن اتخاذه و له اتجاهان و ستتضح الفكرة بعد قليل .. بالنسبة لردة الفعل فهي فعل أيضا و ينتج عنه ردة فعل عبارة عن فعل جديد و هكذا تتكوّن لدينا علاقة خطيّة لا نهائيّة من الأفعال الناتجة عن ردود أفعال و المنتجة بدورها لردود أفعال و ردود الأفعال تنقسم لقسمين :-
1) ردة فعل إرادية.
2) ردة فعل لا إرادية.
ردة الفعل الإرادية تكون مبنيّة على قرار معين بعد إدراك أو عدم إدراك ؛ كما هو الحال مع الفعل و نضرب بمثالين توضيحيين عن الفعل و ردة الفعل .. مثال1 "الطفل عبارة عن صفحة بيضاء تمتلئ بالمعلومات عبر تجارب شخصية أو التعلم من تجارب الآخرين فنأخذ طفلا لا يعرف ما هو أثر النار على البشرة فلو وضعنا لهبا/شعلة تحت يد طفل طبيعي من الناحية الحيوية (فعل) فسيتصرف مباشرةً بإبعاد يده عنها لانها أعطته مؤشرات غير مقبولة بالنسبة فأبعد يده عنها (ردة فعل) دون إدراك أنها هذا اللهب عبارة عن نار تحرق يده فتؤثر على الخلايا العصبية و تقتلها فلن يستطيع تحسس الأشياء و كل هذا الكلام هو تصرف بمحض عدم قبول الشعور الناتج عن هذا الفعل المعين ، نوضح بالمثال2 للسلسلة الكاملة فمثلاً "تاجرين كلاهما يبيع أفخر أنواع الخمور (فعلواحد منها في حي مجتمع يحرم و يرفض الخمر و الآخر لا يستطيع إكمال مناسباته دون الخمور فستكون (ردة فعل) الناس الطبيعية مخلتفة تمام في المجتمعين الرافض للخمور أولاً لن يشتري السلعة و قد تقتصر ردة الفعل فقط بالإحجام عن الشراء و قد تتصعد الأمور لأن يكون هناك تعدياً على معرضه ‘ أما المتجر الآخر فغالباً سينجح و لكل منها (ردة فعل) عبارة عن (فعل) الأول إما أن يُكابر و يعاند و يضل على ما هو عليه حتى يُفلس أو أنه يقوم (بردة فعل) و هي إغلاق هذا المتجر أو تحويله الى تجارة أخرى و هذه (ردة فعل) عبارة عن (فعل) نتيجة لردة فعل الناس في الإحجام عن الاقبال عليه و هذا الفعل اذا كان إغلاق المتجر ستنتج عنه ردود أفعال كثيرة اما ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة و لن نتوسع لكي لا نشتت الموضوع الأساس و لإكمال الإيضاح فلنأخذ حالته في تغيير التجارة الى تجارة أخرى في نفس المتجر/المكان و هو كما اتفقنا انه ردة فعل ناتجة عن ردة فعل أخرى و ستكون بمثابة فعل جديد ينتج عنه ردة فعل أخرى و هي إما ان يقبله المستهلكين و يقولون أنه تغير الآن/تاب أو أنهم سيتركونه أيضاً بناءا على ما لديهم من معلومات سابقة بأنه يتاجر سابقاً في شيء معين غير مقبول اجتماعياً أو دينياً أو غيرها فتعلن عليه الحرب و المقاطعة فحتى لو أنه اتخذ جميع مقومات النجاح. و هنا انا لا اناقش ما يجب أن يحدث و ما لا يجب حدوثه من تصرفات و هو لا يتعدى كونه مثال مبني على احتمالات بحته قد أكون مخطئاً فيها و لكن هذه رؤيتي لهذه النقطة.
تطرقت في الفيس بوك قبل فترة لنقد أحد رجال الدين الكبار في نقطة معينة و كان قرارا منّي لأستفزّ به بعض العقول النائمة حسب ما أراها أنا بهدف إيقاضها من الغيبوبة التي تعاصرها مما عرضني لكثير من النقد اللاذع من أغرب و أقرب الناس و طبعاً كان متوقعاً بالنسبة لي سلفاً لانني أعلم ما يعني هذا الشخص اجتماعياً غير كونه رجل دين بالنسبة للمجتمع القطيفي ، و لكني لم ألتفت إلى نقطة معينة و هي أن (إنكار ما هو مقبول لدى مجموعة من الناس غير مقبول و إن كان منكرا بحد ذاته) و هي قاعدة تعلمتها بعد تجربتي تلك و لن أتقدم بالإعتذار لأحد لأنني لا أزال مصراً على موقفي و لكني غفلت عن نقطة عدم اعطاء الشيء لمن لا يريده كما قال النبي عيسى عليه الصلاة و السلام "لا تلقوا اللؤلؤ إلى الخنازير ، فإنها لا تصنع به شيئاً ، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها ، فإن الحكمة أفضل من اللؤلؤ ، ومن لا يريدها شر من الخنازير" و أتمنى أن لا يأخذها أحد بأني أُشبّه أحدا بالخنزير و لكن هذا هو نَصُّ الكلام.


بعد أن وضحنا الأفعال و ردود الأفعال سننتقل الى النقطة الثانية و هي ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها .. سأعود إلى التجربة التي جربتها عبر النقد في الفيس بوك و مناقشة ردود الأفعال الناجمة عنها ، تفاعل معي حوالي 10 أشخاص فقط عَلَنَاً فيما طرحته بإسلوبي الاستفزازي بمقارنة رجل دين شيعي برجل دين سني منبوذ في الوسط الشيعي و منبوذ أيضاً لدى شريحة لا بأس بها من المجتمع السني و النقطة الأهم من ردة الفعل هي لماذا كانت ردة الفعل المعينة تلك مع أنني أوضحت وجه المقارنة في نقطة معينة و هي (الإسلوب في الطرح) و لكن كان الرفض لكامل الفكرة بمجرد مقارتني لهما في وجه شبه اتفق معي فيها الكثيرين و لكن كان الإشكال على الأشخاص لا العمل .. و هنا تكمن المشكلة التي سأتطرق لها في النقطة الثالثة ، أعود إلى الارقام كان كما ذكرت سابقا أن حوالي 10 أشخاص فقط هم من تفاعلوا في الفيس بوك عَلَنَاً و أبدوا رأيهم فيما ذُكِر و لكن العدد الفعلي مع عدم توفر المعلومة لدي أنا على يقين أنه أكبر بعشرات الاضعاف من هؤلاء العشرة بدليل أنني تلقيت أكثر من 18 اتصالا هاتفياً أغلبهم كان معارضاً لما فعلته مع اختلاف زوايا الاختلاف و منهم من طالبني بحذف ما كتبت و ما زادني يقيناً بأنهم أكثر بأنني القيت ببعض المؤيدين من الاشخاص اللذين (حتى) لا يملكون حساباً في الفيس بوك و كانوا يشجعوني على ما فعلت و أبدوا إعجابهم بما رددت به على معارضي الفكرة أي النقد ، و هي ما ذكرت سابقاً أن المصيبة بعد ان اتضح لي أن الكثير من الاشخاص لا يبدي وجهة نظره المؤيدة أو المعارضة لأسباب عديدة لا أفهمها ولا أعيها قد تكون كما قال لي أحد أخواني من سكان المنطقة الوسطى "الصمت صفة الحكماء" و قد أكون أخطأت التقدير بعدم صمتي عما رأيته منكرا فأنكرته بلوحة مفاتيحي ، و هذا مثال لردود الأفعال الطبيعية التي قد تكون غير صحية في زمان معين كزماننا هذا ، و هنا أنا أتمنى لمجتمعي أن يكون أكثر حكمة في ردود أفعاله و أن يتقبلني كما أنا فهو مختلف عني و مع هذا أنا أقبله و بالتالي أنا اطالب بالبقاء على اختلافي مع وجود قبول لتواجدي بين جنبيه.


ننتقل للنقطة الثالثة في بناء المجتمع الصحي المتجه للزدهار ... إنه لمن غير الصحّي تماثل المجتمع في العقائد و الأفكار فذلك أعتبره أنا شذوذاً مثله مثل الذكر الذي يميل للذكور و الأنثى التي تميل للإناث .. كلاهما غير مقبول لدى أغلب المجتمعات مع أنهما لم يفعلوا شيئاً غير أنهم لا يحبون الاختلاف و كان ما هم عليه نتيجة لمرض نفسي معين أو ضغط اجتماعي يفصل بين الذكر و الانثى فكان ردة فعل لا إرادية أو إرادية ناتجة عن أفعال معينة ولا يكتفوا بالإنكار فتتصعد إلى إكراههم على عمل شيء معين لا يقبلون به و لكن قُدّرَ لأن تكون (القوة) مع من هو مختلف عنهم ، إن طرح فكرة مختلفة و مقابلتها بالرفض هي بمثابة الدفاع عن المثلية الجنسية التي يرفضها المجتمع فعندما لا أكون مثلك في كل شيء على الأقل مما رأيته أنهم يطالبون أن اتظاهر بأنني مثلهم لينتج عنا مجتمعاً متماثلا في المظهر مختلفاً كل الاختلاف في المخبر فهو مجتمع هش سهلٌ نخره بأضعف هبّة ريح خفيفة ، و نوضح بمثال عن ما هو مقبول للاتفاق .. عندما نجلس أمام كوب ماء و أنا و أنت متفقان على أنه كوب ماء سيكون من الحماقة أن نتناقش في أنه كوب ماء أم شيء آخر حتى ينكر أحدنا ذلك ولا مانع لدي من الاتفاق و لكن من حق طرف ثالث أن يدعي أن ذلك كان كوب خمر .. حيث حسب معلوماتي أن هناك بعض أنواع الخمور شفافة و ليس من باب العناد لأن المُعاند ليس ضمن نقاشي هذا ، فبعد ذلك الادعاء المختلف على أحدهما اثبات ما ادعى به و هنا ما أرمي إليه أنه هنالك بعض الأمور طبيعي أن نختلف على ما هيّتها إذا كانت محسوسة ، و لكن هناك مثال آخر لا يقبل الإجماع من قبل البشر و هي العلوم التي تحتوي على الكثير من الغيبيات التي قد لا ندرك الكثير من جوانبها و أوضح مثال هو الدين ، لا يمكن لأحد إثبات أن دينه هو الدين الحق و لديه كامل الحقيقة فـ(الحقيقة جزئية تكتمل بتجمع/بتكامل اجزائها مع عدم امكانية فصلها عن مصدرها)، فلا يوجد على الارض اي عقلٍ يدّعي و يقول بامتلاك الحقيقة (((الكاملة))) و إن كان فليثبت ذلك .. إنه لمن الحماقة أن نتشبث بشيء معيّن و إن لم نعيه بالكامل أي أن تعطي لعقلك فرصة ولو لمرة واحدة .. و هنا لا انكر على من يتشبث بما لا يفقه .. لكني ضد أن يجبر غيره على سلوك نفس النهج الذي ينهجه هو .. مع حفاظه على كامل حقوقه بنشر افكاره كما هو الحال مع غيره ؛ أي أنه من حق رجل الدين و من أيّده أن يقوموا بحملات التبشير و نشر أفكارهم دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة على أي فرد من أفراد المجتمع الانساني و من حق الملحد أيضاً بالمثل تفنيد دعواهم بالطرق السلمية العلمية هو و من أيّده دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة و رجل الدين و الملحد ما هما الا مثالان لا يحصران المجتمع الانساني و لكني طرحتهما من باب أنهما قد يكونان أقرب مثالين للاختلاف .. مع تأكيد من الحفاظ على الكرامة الانسانية المعقولة و احترام الفكر الآخر .. و في الختام كلٌ ينهج ما ينهج من فكر و ممارسات و باختلافنا و احترامنا لاختلافنا نرتقي ...

الخميس، 6 ديسمبر 2012

كلمات من القلب :-(


قطيفنا المسكينة :( بين حزب المدافعين و حزب المعارضين .. تبا لكم أجمعين .. الى اين؟ .. رحمك الله يا من كنتِ منبر الثقافة و مرفأ التجارة و مولد الحضارة .. تبا لكم يا من حصرتم فكركم بين حجاب و غناء و تركتم تعليمكم الذي به تزدهرون .. تبا لكم يا من تحاربون رجل الدين .. تبا لكم أجمعين .. انا جداً حزين حزين حزين .. مسرحيات تهريج من رجال الدين ليتهجم عليهم بأقذر الألفاظ من يدعون أنهم مثقفين ليرجع من يقول
 انه محامي الدين ليرد عليه "انت السافل ابن السافلين .. انظر لأصلك من تكون و انظر الى شيخنا من هو و من انت" ليخرج كل عن نقطة الأساس و تتشخصن المواضيع و بذلك لا هذا و لا ذاك طبق أخلاق أهل بيت النبوة .. نحن شعب القطيف منذ دخل عليها الإسلام منذ بعثة الرسول و نحن مسلمين .. اين كلام رسولنا "إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق" اي أخلاق وصلتم لها اي أخلاق ؟!.. إنكم والله لفي غفلة من أمركم .. كلٌ يريد إبراز نفسه و فرد عضلاته ، و إرغام الآخرين على رأيه و يهتم بان (يغلب) بدلا من البحث عن الصواب .. تباً لكم اصحوا من غيبوبتكم و أنتبهوا ان كل العالم يتقدم و نحن ما زلنا نبحث في فلان و فلان .. لقد خلقكم الله مخيرين لا مسيرين فاختاروا ما انتم فيه راغبين و السلام .. ولا داعي لان يحاول كل ان يجمع له حزب لينتصر به على من يخالفه المعتقد .. فلننهض لنعيد أمجاد قطيف العطاء و ليمسك كل بيد الآخر من منطلق الأخوة الإنسانية أولا و آخراً .. تبا لكم استفيقوا .. كم انا حزين على آلت اليه أحوالنا :(

الاثنين، 27 أغسطس 2012

القضاء .. بين القدر و التقدير

" يعتبر الإيمان بالقضاء والقدر الركن السادس من أركان الإيمان والتي لا يتم الإيمان إلا بها ,على حسب ما جاء من الأدلة الشرعية في الكتاب والسنة، وقد جاء في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب عندما قال" بينما نحن عند رسول الله إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن إمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت ثلاثا ثم قال يا عمر هل تدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" " من ويكيبيديا..

كما تعلمنا في المدرسة أن الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شره هو ركن من أركان الإيمان التي لا يتم إيمانك إلان به ، فبدونه إيمانك يعد ناقصاً و لطالما حيرني هذا المفهوم الغريب بالنسبة لي و كنت اربطه بالدعاء بناءا على المقولة التي لا أعلم مصدها "ما يرد القضاء إلا الدعاء" و هل الدعاء يغير الأقدار أم انا من يغيرها؟.

إنه لمن المؤسف أن تكتشف فجأة أن ما كنت تعتقد أنك تؤمن به هو شيء أنت لا تؤمن به و لكنك تعلمت أنه يجب عليك أن تؤمن به أو لتعبير أدق أنك تؤمن به و لكن بطريقة مختلفة عما أُرغمت على الإيمان بها بسبب سلطة الخوف من المجهول و تسليم أمورك لشخص جعلك تعتقد أنه أقوى منك.

من ضمن المفاهيم التي تعلمناها هي الإيمان بالمهدي المنتظر و اتفق عليه وظيفيا جميع المسلمين و اختلفوا في أمر غير ذي أهمية و هو ولادته من عدمها ، و في الوقت ذاته تجد أن جميع الديانات السماوية و الوضعية تؤمن بخروج مخلص في آخر الزمان يخلص البشر الطيبين من البشر الأشرار ، و هنا يجب علينا التوقف عند هذه النقطة المهمة و هو حقيقة المخلص التي سنأخذها من جانب موضوعنا هذا من ناحية أنه قدر محتوم آت لا محالة ولا أريد تفصيله و قد نتطرق له بالتفصيل لاحقا في موضوع آخر ؛ الإنسان و جميع المخلوقات لها قدرة محدودة و إن كَبُرَ حجمها فعلى سبيل المثال و لنأخذ أحد الحيوانات البرية لنقارن قوتها الجسدية بالإنسان و ليكن القط و الأسد مقابل الإنسان و لنبدأ بالأسد ، كلنا يعرف يقيناً أن الأسد أقوى مني و من أي أحد منكم يقينا في قوته الجسدية لكن أنا استطيع التغلب عليه باستخدام (وسيلة) ما و كلّنا يعلم يقيناً أن القط أضعف مني و من أغلبكم جسديا و لكنه تحت (ظروف) معينة يتغلب علي ، إذاً هناك عاملان يدخلان في تحديد القوى و هما الوسيلة و الظروف فإذا أحسنت استخدامهما سيطرت بنفوذك على كل شيء تراه عيناك ، و لنبدأ بالظروف .. الإنسان بطبيعته يعلم بمحدودية طاقته فبالتالي يلجأ لمن هو أقوى منه ليحتمي به مقابل أي شيء يطلبه منه من هو أقوى منه ليوفر له الحماية و الشعور بالأمان و إن كان محدودا و هذا (ظرف) ، أما بالنسبة للوسيلة هنا اختلفت و تعددت و لكن حسب اطلاعي أن أنجحها و أكثرها تأثيرا كان استخدام الدين و هو شيء طبيعي حيث أن الدين يعتمد على إله لا يمكن إدراك ذاته لسبب أو لآخر و لكنه في المحصلة شيء خفي فبدأ الإنسان بوصفه بصفات لكي يكوّن له صورة معينة و هي تكمن بكونها صفات جيدة حسب ما يعتقد و قد تتوفر في البشر و لكنها في هذا الإله بشكل أمثل من لو طُبِّقَت هذه الصفات علينا مشعر البشر و هذه (وسيلة) للسيطرة على البشر ؛ أي الدين.

بغض النظر عن طريقة إيماني بالله و بالأنبياء و اصحابهم الخُلّص فأنا أؤمن بالواقع الذي أعيشه و الذي بُنِي على تاريخ مضى و تأسس عليه حاضرنا هذا فنرى الدول الدينية و الدول الغير دينية و عليكم التقييم ، رجال الدين في وقتنا الحالي هم من المفترض أن يكونوا خلفاء للأنبياء و بالتالي إلى الله على هذه الأرض ، فحسب ما تم ذكره يجب أن يكونوا خير تشبيه للإله الذي يمثلونه بعض النظر عن الديانة التي يتبعونها فهم يجب أن يكونوا بالمواصفات الأمثل قدر المستطاع حتى يكونون خير ممثلين لنبيهم أو أنبيائهم و ربهم بالمحصّلة و هذا ما أفترضه بهم ، و هنا سأعود للمخلص و الأثر السلبي للإيمان به (و لا أعني أن الإيمان به هو أمر غير جيد) و لكن ما أرمي له هو أنه في أغلب الأحيان يأخذه الناس على المفهوم السلبي ، كيف؟؛ أحد الناس هذه هو أنا ففي ظرف معين كنت أنوي الخروج (الانسحاب) من الجامعة بسبب هذا المخلص حيث أنه تحت (ظروف) معينة توافر فيها وقت مناسب لأشخاص معينين كانو كـ(وسيلة) أثروا فيَّ بشكلٍ غير مباشر و كانوا يتنبؤون بظهور المهدي في فترة معينة و كانت قريبة و كنت في أتممت السنة الأولى من دراستي الجامعية آنذاك ؛ و تندمت على كل لحظة أضعتها في الرياض حسب طريقة تفكيري في ذلك الوقت ، فكنت أتخيل الحرب التي سيأتي فيها المهدي لأنصره على الظلم و أني سأفديه بكل ما لدي لنصرته و في نفس الوقت لضيق مداركي و لم ألتفت أن المخلص يحتاج إلى بشر منهم المحارب و منهم العالم و منهم و منهم .. و بطبيعة الحال هذا المخلص لا يحتاج إلى ثيران مثلي في ذلك الوقت ، و أنا أدّعي أن أغلب البشر يسيؤون الإيمان بهذا المخلّص كما فعلت أنا فيستخدمونه كشماعة يلقون بقذاراتهم الحيوانية عليها كترديد "إذا طلع المهدي حيزبط الأمور" دون أن يشعر أنه أول شخص يجب على المخلص أن يتخلص منه ، و هنا يتوفر لنا الظرف و الوسيلة اللتان يمكن بهما أن نسيطر على بعض العقول و بالتالي الذوات فلذينا أناس يؤمنون بالجمال المستقبلي الخفي وراء المخلص و الوسيلة و هي الدين الذي يتمثل في رجل الدين.

كما ذكرنا في البداية أن المخلص بات في يومنا قدر محتوم على كل البشر سواءا أعجبهم ذلك أم لا ! ، فجدير بالذكر أن هناك نوعان للقدر و هما قدر محتوم و قدر تقدره أنت ، القدر المحتوم هو ما ليس لديك أي سلطوية عليه أو قدرة على التحكم به ولا أريد الإدلاء بمثال لما سيتبين لاحقاً و النوع الآخر هو ما تقدره أنت و ما هو تحت ظل إرادتك البحتة و هنا نقول مثل أن تقود السيارة في أحد الزقاقات الضيقة بسرعة عالية فكلنا نرجح أنك ستنتج بعملك إلى حادث شنيع ستموت فيه إما وحدك أو مع ضحايا آخرين وفقاً لنظرية الاحتمالات البحتة ، و في نفس الوقت (((قد))) لا يموت أحد بما فيهم أنت فنقول أن الله حماك لسبب أو لآخر و قد يكون هذا  مما يندرج تحت القدر المحتوم الذي ليس لديك سلطة عليه ، الإيمان بالقدر بهذه الطريقة غير مقبول .. لماذا؟! إن الأمر عاد لإرادتك البحتة فتستطيع أن تقود السيارة بتلك الطريقة المتهورة أو بالتزامك بقواعد السلامة فتحمي نفسك و غيرك فالأمر عائد لك أنت وحدك أو لتوضيح ما ذكرت بمثال آخر هناك دراسات تجزم بأن عمر المدخن يقل بعدد معين من السنوات كلما مارس التدخين ولا أريد الدخول في كيفية الحساب حيث أن لم يجرب العلماء تجربتهم على شخص غير مدخن و مات و أحيوه من جديد ليجعلوه يدخن فمات بعمر أقل لأن هذا كلام فارغ ، لكن العلم توصل أنك عندما تدخن فأعضائك الحيوية تتضرر بقدر معين أو تتأثر بشكل غير جيد مما يزيد احتمالية وفاتك في وقت أقل مما كنت ستكون عليه لو كانت أعضائك تستخدم بعناية أكبر و في نهاية الأمر أنت من اختار التدخين من عدمه ، و إن لم تتضح الصورة فلننظر إلى (الخيرة) مثلاً .. الخيرة هي عمل يقوم به الشخص لخوفه من اتخاذ قرار معين فيتجه لشيء آخر أو شخص آخر يعتقد فيه أنه أكثر أهليةً منه في اتخاذ القرار المعين للشيء المعين ليحصل على قرار من ذلك الشخص يشكل أفضل النتائج و هنا يتوفر لدينا (ظرف) و هو الخوف من المجهول و (وسيلة) الخيرة للسيطرة على اتخاذ القرار قد يكون مصيرياً في حياة أحدهم ليتخذ القرار عنه شخص آخر ، فنرى الطبيب النفسي يعالج مرضاه بطريقتان و هما واقعا نوعان مختلفان من التخصصات و المرض و مرحلته و لكني لا أعرف الترجمة العربية و لكن لتتضح الصورة فأحدهما يعالج بالأدوية و المهدئات و الأخر يستخدم الكلام فقط أو الاستماع للمريض ليعالجه به فيكون يحتاج لتفريغ شحنات سالبة فقط أي غير نتأثر حيوياً ، هنا أرى أن رجل الدين يلعب دوراً أقرب إلى الطبيب الذي يعالج بالكلام (الاستماع) و جعل المريض يُخرج ما بداخله من هموم ليلقي بالأعباء الثقيلة عليه كما تفعل أنت عندما تفتضفض عند الله عندما تدعوه و تبكي و تتضرع و هذا بناءا على ما وصلك من رجال دين عن الأنبياء و أعتقد أنا أنه نوع من العلاج النفسي بالدرجة الأولى حيث أنك ستشعر بالراحة و الطمأنينة عندما تلقي همومك على ربك و تسلمه أمرك و أن ما سيحدث لك سواءاً احببته أم كرهته فهو خير لك و تسلم نفسك و تسترخي أعصابك ((فإن حصل ما تريد قلت:"الحمدلله لله الذي وفقني" و إن حصل غير ذلك قلت "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" )) ففي النهاية تحصل على نوع من الرضا عن ما ستحصل عليه وفقاً لنتائج تحصل عليها بعد الدعاء و يكون يكون لديك تقبُّل لأي نتيجة مواتية كانت أم غير ذلك، إذاً الدعاء الدعاء ما هو إلا علاج نفسي يملأ الفراغ الروحاني الذي كنت بحاجة لملئه قبل لحظات الدعاء و تفريغ لشحنات سالبة.

ما أرمي إليه هو أنه أنت من يصنع القدر بعملك وحدك و لكن عليك أن تثق بنفسك في اتخاذ قراراتك أكثر و هذا لا ينافي أن تدعو ربك أو أن تصلي إليه ففي النهاية كلها عبارة عن ممارسات أنت تشعر بالرضا عن النفس بعد ممارستها و لكن أهم ما يجب عليك أن لا تجعل منها (ظرفاً) ليستغله من يملك (وسيلة) فيستخدمه ضدك فيملك كيانك و يسيطر على ذاتك فتصبح بعد ذلك عبداً له و هنا تكون رهن اشارته ، فإن كنت توفقت في مالكٍ جيد فسيحسن استخدامك و إلا فسيقل مقدارك شيئا فشيئا حتى تُسحق.

الحظ هو نفس القدر تماما ، انت من تصنع لك حظاً جيدا أو قدراً جيداً و العكس مطابق أيضاً ، فإذا صنعت لفسك (ظروفاً) تخدمك فسيسهل عليك إيجاد (الوسائل) المتعددة لأداء ما تصبو اليه جيداً كان أو سيئاً ..

أتمنى أن تكون فكرتي وصلت كما أريد أنا إيصالها دون إسهاب أو إنقاص و أنا أوردت بعض الأمثلة في موضوعنا هذا و هي لا تتعدى كونها أمثلة و ليست حقائق و هي قد تكون تجارب أنا مررت بها فأحببت مشاركتها ليستفيد منها غيري بدون أي تأويلات شخصية و أعتذر لكل من أذيت مشاعره بما كتبت أو مثَّلت دون أن أنتبه.

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

خلّوها في قفصها أحسن ..!



"عمرك سمعت بطير يحب سجاّنه؟" – علي الخوار ...
ما جعلني أفكر في كتابة هذا الموضوع هو ما أراه من فرض وصاية مطلقة على المرأة في مجتمعنا ليست ((فقط)) من الرجل بل المجتمع بأسره لدرجة أن بعض التصرفات أصبحت كما لو تكون قناعة من دون أساس ، حتى جاء ذاك اليوم الذي كنت أتناقش عن الموضوع الأزَلي الذي هو عن النقاب و اقتناع الشخص به خصوصاً و قناعة الناس به عموماً و منها يندرج تحته اختيار الدين و بالتالي المذهب أو الدراسة الجامعية أو شريكة العمر و الطرق الممارسة في مجتمعنا للإقدام على أي خطوة ذات علاقة جوهرية بمستقبل الشخص المتقدم للعمل المعيّن الذي هو "مقتنع" به ... كي لا استطرد سأركز على أساس ما جعلني أكتب اليوم و هو – النقاب - أو غطاء الوجه.
(النقاب/غطاء الوجه) كما كلنا يعرف هو عبارة عن قطعة قماش تستخدم لتغطية وجه المرأة من باب "درء المفاسد" حسب ما كنت اعتقد طبعاً ، فاستفتيت بعض الناس مباشرةً (المواجهة الشخصية) و البعض الآخر على تويتر فكانت اجاباتهم مختلفة و لكنها تصب في مصب واحد و هو [اخفاء الشخصية] لمن أيّده و اختلاف طرق الاستهزاء لمن أنكره ، و اخترت منها التالي "لانها ما تبغى أحد يعرفها ، بدعة ، فُرض عليهم في المدارس ثم اخترعوا النقاب لتسهيل الرؤية ، انفصام في الشخصية ، كشف الوجه حرام" و نكتفي بهذا القدر ...
اصبحت المرأة و ما هو ليس بخاف|ٍ علينا جميعاً جزء من الممتلكات التي تحت إبط الرجل السعودي حتى صارت من معتقدات المرأة نفسها و بكل أسف ؛ و بالتالي الانصياع لأوامره أياً كانت و حتى لو لم تكن مقتنعة بها ؛ حتى أصبح ما يقوله الرجل كما لو يكون جزءاً من القرآن ... و وفقاً لتاريخ الإنسان كان الرجل هو المسؤول الأول و الأخير عن انهاء أي اجراءات متعلقة بحياة المرأة سواءاً من مأكل و ملبس و مسكن و هي بدورها عليها تنفيذ الأوامر و أنا من وجهة نظري أنها كانت أقرب لكونها معادلة ناجحة أو عادلة الى حد ما في زمن غابر ، أما الأن فكلنا يعلم يقيناً أن أسرته وفقاً للتطور الطبيعي لأي مجتمع انساني أن دور المرأة الأن في حجم المسؤولية عن مواصلة مسيرة الحياة الكريمة يكاد ان يكون متساوٍ مع الرجل ، وعليك بتركيز النظر على استقلاليتها التي لم تحضى بها في الأزمان السابقة ، و هنا بدأت المشكلة الكبرى فأصبحت المرأة تتطلع للأفضل و لكن بوجه أناني بعض الشيء.. كيف؟!  ... بدأت بمقارنة الرجل الشرقي بالرجل الغربي و أصبحت تطلب منه بعض من مواصفات الرجل الشرقي القديم كأن يكون هو المسؤول الأول و الأخير عن إعالتها و أبنائها إضافةً إلى بعض من مواصفات الرجل الغربي كأن يكون كما في أحلامها شخص يمارس دور الرجل الرومانسي الذي يعود من عمله منهكاً مُستهلَك القوى و مجرد أن يراها يتحول ذاك الفارس الوسيم على جواده الأبيض الذي نسي تعب و إرهاق و ضغوط عمله ليبدأ معها يوم جديد وردي اللون و يا حبذا أن يكون مصاحباً له خلفية موسيقية ليكتمل الجو ، و هذا شيء شبه مستحيل .. على الأقل في الفترة الحالية أو الجيل الحالي و لا أقصد بما أقول أنه ليس من حقها أن تطمح و تتطلع دائماً للأفضل .. و كما أعتقد أن النقد – البنّاء – طبعاً هو أساس التطور و التقدم لكن عليها أن تكون أكثر عقلانية ...

كأني بدأت أطلع عن الموضوع ...

سبق و أن تحدثت بصورة مباشرة مع بعض من ((((يعتقدون)))) بوجوب ((((أو)))) استحباب النقاب لكي يقنعوني بما أنا في ضلال عنه فمن حقي أن أقتنع بما أنت تقوله علناً أنك تؤمن به ، أو أقنعك بما أُفنّد به نظرياتك التي بات الكثير ينبذ شخصك لما تدعي أنك مؤمن به و أنت لا تستطيع توضيح الأدلة المقنعة بما تدعي ... فكانو يقولون "نعم .. لازم النقاب في مجتمعنا" طيب هنا أنا أتسائل عن ماهية الخصوصية التي في مجتمعكم المصون التي بدورها جعلته متفردا بهذا العمل؟ .. إنها مسكينة .. فُرِضت عليها بعض الممارسات التي تمارسها حالياً دون اقتناع و لكن انصياعاً و تنفيذاً لأوامره أعزّه الله و أذلها .. و الطامّة عندما نعود لنقطة البداية في هذه الفقرة و هي انها تدّعي انها مقتنعة و مع الأسف لا تستطيع إقناع طفل صغير بما هي مقتنعة به .. ذلك غير التناقض العجيب الذي يعيشه البعض ممن أعرفهم شخصياً فيرتدون النقاب أو يخفون وجههم بغطاء معيّن و ثم تراهم يخلعونه في أقرب مكان خارج حدود السعودية و أقربها لمنطقتي هي البحرين ، يأتيني شخص و يقول " لا معليش لكن هذي سفر و برة السعودية و أنت عارف " .. لااااااا و الله .. مانا عارف ولا شي و مع خلو هذا المنطق من المنطق سأغير الشاهد إلى المطاعم داخل وطننا الحبيب الذي يذكرني ببلاد العجائب في افلام الكرتون فلا شيء غريب فيه ؛ انصدمت بعد عقد نكاحي و اصبحت من حاملي [دفتر العائلة] الذي يخولك لدخول أي مكان تقريباً كنت لا تستطيع دخوله قبل حملك له فكنت أرتاد بعض المطاعم مع زوجتي الحبيبة و هناك أتعجب والله من مجموعة الفتيات الجالسات بلا حجاب و ليس عجبي من عدم ارتدائهم له و لكن العجب كل العجب في خروجهم من المطعم مرتديات النقاب ×_× و المصيبة أنني أرى بعض الإناث ممن فُرضَ عليهم الحجاب بسبب الضغط الاجتماعي و يمكنك التعرف عليهم من اسلوب حجابهم و لا اقلل من احترامهم و لكن أُنكر و بشده على تلك المتناقضة التي ينطبق عليها المثل القائل (( ياما تحت السواهي .. دواهي )) و هنا عليك عدم الاندهاش فأنت في بلاد العجائب ...

بهذا أختم حديثي الذي أعلم أنه غير مرتب و قد تكون عزيزي القارئ أو القارئة تشتتم بسبب كثرة تداخل المواضيع و لكن كل هذا بسبب حجم المشكلة الحقيقة التي تمنعني في أغلب الأحيان من القدوم على عمل معين أو تجعلني أضع حدود لا يجب أن تكون موجودة مع من هي تمثل نصف المجتمع الذي اعيش فيه فهي أمي و أختي و عمتي و خالتي و الأهم من ذلك كله هو أنها ((زميلتي)) في عملي .. و اتمنى لهن حياة طبيعية في مجتمع يترك عنه الحواجز الغير ضرورية و الأهم انها لا تخالف شريعة الله و رسوله ...
فإما أن تخرج المرأة الى عالم لم تكن فيه بصورة غير طبيعية الى صورة طبيعية ... أو تدروا عن المشاكل .. خلوها في قفصها أحسن!!...