تابعني على تويتر

الثلاثاء، 1 أبريل 2014

أنا Vs. أنت ...



طرحت على عدة مرات و في أمور مختلفة في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عدة تحديات بين أمور حسب ما يقيمها المجتمع الإنساني أنها تضادّات و قد تكون لدى المؤمنين(*) حروبا بين هذين الأمرين اللذين لا يمكن جمع اثنين مؤمنين بها كليهما في نفس المكان أو نفس الزمان .. كان بعضها كالتالي :-
#زواج_إسلامي Vs. #زواج_كفّاري
#أهل_برا Vs. #أهل_داخل
#توفيق_الله Vs. #عدم_توفيق_الله
#القيمة Vs. #الثمن
و يمكننا طرح الكثير من التضادّات التي نواجهها في المجتمعات الإنسانية و التي يمكنكم أعزائي التفكير فيها الآن .. 

قبل فترة و من خلال زيارتي لإندونيسيا و جزيرة بالي تحديداً ذات الأغلبية الهندوسية كان سائق السيارة الذي نتعامل معه هندوسياً و كلنا يعلم ان الديانة الهندوسية هي ديانة وضعية أو غير سماوية و التي لم أطلع على تفاصيلها و كان لدي خلطٌ في بعض المفاهيم بين من كنت اعتقد انه يعبد البقر او أولائك الذين يعبدون الشمس و غيرهم .. و كي لا نفصل كثيراً نعود لسائقنا الهندوسي السيد قوستي خرسانة .. استغليت الفرصة لينيرني اثناء رحلتنا لزيارة معبد تانا لوت و الذي يقبع أعلى صخرة في المحيط و سألته عن ما يؤمنون به و بدأنا بربّه فقال نحن نعبد ربّا واحد أحد عظيم و رائع و جميل و لا يمكننا ادراكه بحواسّنا ولا بأعيننا لعظمته لكننا نرسم له بعض التخيلات الجميلة و ننحت منحوتات نراها جميلة تجسد لنا خالقاً لا يمكننا تجسيده لقصر إدراكنا و هذا من باب اننا نريد رؤيته لشوقنا و حبنا للقائه .. و خرجنا عن الموضوع قليلاً و تحدثنا عن جزيرة بالي و قبل اعتناق الهندوسية و قال ان كان الشياع في بالي هم من "غير المؤمنين" فسألته عن ما يقصد بأنهم غير مؤمنين فقال أن الحاكم آنذاك كان يجبر الشعب على تقديسه و تقديس كرسيّه و النتيجة الطبيعية لأي شخص يريد المخالفة ستكون حتماً بداية لنهاية حياته .. الى أن أتى قديس و حارب الحاكم و انتصر عليه في القرن الحادي عشر و بنى ذلك المعبد معبد تانا لوت .. و عدنا لبقيّة ما يعتقدونه في الرب و الملائكة و غيرها فقال أننا نؤمن بأن هنالك مخلوقات مفوض لها بعض الصلاحيات لقبض الأرواح و لإنزال المطر و و لحساب أعمال البشر و تعدادها الى ان تأتي الحياة بعد الموت فسألته هل هي عبارة عن تناسخ لأرواحكم قال لا .. بل نحاسب كأرواح و بعدها نذهب إن عملنا صالحين الى جنات النعيم و إن عملنا بظلم الى جهنم .. و اثناء الحديث ايضاً تطرقنا لكيفية العبادات فقال انه ليس هنالك عبادة يومية و لكن نصلي شكرا لله عند الطعام فهو من رزقنا إياه أو أيٍ من النعم التي يغدق علينا بكرمه بها .. و لدينا حسب المعبد الذي نتعبد فيه يوم نصوم فيه من المغرب عن الكلام و نتأمل في أعمالنا السيئة محاولةً في تلافيها في المستقبل لكي نكون صالحين و اعقب كلامه بكلام ترجمته "كما تدين تدان" ..

على كل حال و كي لا أطيل و بعيداً عن التحيز و التفصيل و الإسهاب هذا ما قاله صاحبنا الهندوسي الكافر النجس و الذي لا يؤمن بما نؤمن به .. فلا بد لنا أن لا نعطيه فرصة لكي يتخلل في أجسامنا كالسرطان و يبث فينا روحه الشريرة.
انتهى .....


عند حديثي مع أحد الأصحاب قبل عدة سنوات قال لي بأنه يحب فتاة و هي تحبه ولكنهما لا يستطيعا الزواج .. فقلت له ألا يكفيكما الحب لكي ترتبطا و تعيشان حياة سعيدة ؟ .. رد و هو حزين .. يا صديقي ليس الأمر بهذه السهولة .. انا من عائلةٍ لا تدخل في عائلتهم .. فهم "مختلفون" قلت له أتعني أن مستواكما المادي مختلف لدرجة انكما لن تستطيعا العيش سوياً او أنه سيشكل عائق في مضيكما قُدُماً .. قال لي لم تكن النقود عائقا يوما أمام الحب و لكن أهلها حسب ما تقول أنهم لن يوافقوا على زواجي بها لأننا لسنا "من ثوبهم" .. فأصولهم غير أصولنا و قد يكون لها أجداد صنعوا فارقاً في مجتمعهم بينما لم يكون لي حظ في أجداد محاربين أو عدا ذلك ..

طبعا أكيد ثوبهم حرير و ثوبك الحرير أيضاً .. و لكن أنت من اختار والديك يا غبي .. و هي من اختار والديها .. إذا من الطبيعي أن تتحمل ما يأتيك من مستقبل .. فلو كنت ذكيا لوجدت لك والدين أكثر شرفا من والديك أيها الأحمق .. فلتذق و تستلذ مر اختيارك الآن و لتضحي بحبك لأنك غبي عندما اخترت ما لا فخر لك فيه بعائلتك الرديئة.
انتهى .....


ذات يوم حدثني أحد المسلمين بأنه يقبل المختلف عنه في معتقداته و أنه مستعد لنقاش أي شخص فكنت مسروراً بتطبيق ما ينص عليه كتابه المقدس و ما يقول بأن ربّه أمره به .. و مرت الأيام و اختار الله الراحل العظيم نيلسون مانديلا رحمه الله و غفر له و اثناء حديثي مع أحدهم سمعني (نفس المسلم) اتكلم عن الإنجاز و كيف أننا كأُمّة نعتمد على استهلاك ما يصلنا ولا نفكر بأن ننجز لذاتنا ولو شيء بسيط كقراءة رواية مثلاً بشكل دوري أو أعمال اجتماعية او نبذل جزءًا من وقتنا لنهديه لمن هم حولنا و لفتت مسامعه كلماتي و استقبلني بالوجه الباسم و قال لي "نعم" .. أتحفنا يا أحمد علّي استفيد مما تقول في النتظيم و التخطيط .. فأنا احب الحديث في هذه الأمور و اثناء حديثي تطرقت للمرحوم نيلسون مانديلا و اعقبتها بـ"رحمه الله" فنسي كل الموضوع الرئيسي و أوقف حديثي قائلا بلهجة شديدة و جافة "و من وين جبتها دي رحمه الله؟؟!!" فقلت له حسب معتقدي الخاص أن الرب أرحم بالأم من إبنها و نحن نرى أمهاتنا كيف يستنفرون لو أدْمَت شوكة أجسامنا ... فكيف لرب جميل أن لا يرحم عظيماً مثل هذا العظيم .. قال لي "جمييييل طيب في آية تقول ((و من يأتي بغير الإسلام ديناً فلن يقبل منه)) ولا وش قولك؟" قلت له أَنَسيت الآية من سورة المائدة التي تقول (( إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون و النصارى من آمن بالله و اليوم الآخر و عَمِل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) ؟؟ وقف بلعثمه خفيفة و أعاد لي الآية معقباً إياها "انت تعرف عنه الإسلام؟" فقلت له و ما دخلي بمعتقده ؟ فقال لي الآية واضحة و صريحة ولا يمكن ان يدخل الجنة غير مسلم .. قلت له "طيب الجنة و النار مو حق الله؟" قال بلى .. قلت له "احنا وش لينا شغل فيهم هو ابخص فيهم و يدخل الا يشوفه يستاهل و يطرد الا يشوفه ما يستاهل" فراح يلف و يدور الى أن أنقذتني زوجتي باتصال تطلبني لإيصالها فانهيت المكامة و قلت له عذرا يا فلان فسأذهب لإيصال زوجتي و للحديث بقية ..

طبعا ليس للحديث بقية لأنني لا أملك الصبر الكاف و لكن قد يكون محقا لأنه قد يكون غير مسلم أساساً فلا أدري لماذا كنت أستشهد له بكتاب المسلمين .. و قد تكون ديانته تنص على أن الجنة و النار ملك لأبيه او عمه أو احد من ذويه .. يدخلون من يشاؤون أي مكان .. فلننسى موضوع الإنجاز و التنظيم و لنتناقش في من يدخل النار و الجنة علها تنفعنا في آخرتنا بدلا من إضاعة الوقت في التفكير كيف نكون أمة منتجة و منجزة فهنالك كفار أنجاس يمكننا أن نغرقهم بأموالنا ليفكروا عنا و نسبهم فهم الذين يحتاجون لأموالنا و ليس نحن من هم بحاجة لاختراعاتهم .. أساسا هم في النار لا محالة فليستفيدوا من أمولنا في الدنيا قبل أن تحرقهم نارٌ شررها كالقصر فنحن من سيفوز بالجنة بلا شك فلهم الدنيا.
انتهى ......

عزيزي الإنسان :-
لا تتقبلني و لا أتقبلك .. و خلينا نحاول نكسر راس بعض و في النهاية البقاء للأقوى .. اصلا ليس من الجميل ان نكون مختلفين بل نكون مثليين حسب تريد أنت او عفوا متشابهين .. فليس لاختلافنا حكمة غير ان نستمر في حروبنا الى ان تصبح الأمة البشرية متماثلة في كل شيء ..

-----------------------------------------------
(*) المؤمنين: هم المجموعة أو الفرد الذين لديهم إيمان شديد بأمر معيّن كمسلّمات دون اتاحة الفرصة لعقولهم أن تأتي بإيمانيات عقلية و للتوضيح هم لا يمكنهم إقناع شخص غير مؤمن بما يؤمنون به دون الاستناد الى النصوص النقلية من الكتب المسلّم بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق