تابعني على تويتر

الأربعاء، 22 فبراير 2012

ما تشوف شر يا طويل العمر ..


قال الرسول محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ، و كلنا إن شاء الله مؤمنين ولو جزئياً ، فطرة الإنسان عندما يُخلق لا ترشده لإيذاء الآخرين و التعدي على حدودهم و خطوطهم الحمراء ؛ لكن المجتمع المحيط هو الذي يؤثر على كيانه و سلوكه ليخرجه بصورة جديدة قد تتوافق مع فطرة الله التي فطرها عليه و قد يكون بين البينين فبعض الأحيان تغلبه الطيبة و الأخرى تغلبه الروح الشيطانية كما هو الحال معي حسب اعتقادي ، و إنه لمن الفطري أن يكون الإنسان يحب الخير للآخرين و لا يستلذ بآلامهم و لذلك ما وصلنا مما قاله رسولنا الكريم في الحديث الذي بدأنا الكلام فيه بأنه لا يؤمن أحدكم (حتى) و حتى تفيد بأنه هناك احتماليه لكون المُخاطب غير ما ذُكر قبل الفترة المعيّنة لِلحظة الإيمان و هذا تأكيد على أن المحيط يؤثر سلباً في أحيان معينه على سلوكيات الإنسان فيعود إلى طبيعته إذا عمل بالحديث الشريف.

أما الآن سأدخل في صلب الموضوع و هو الدعاء بالشر لكن الذي يكون بدون إدراك لمعنى الدعاء بغض النظر عن النية حيث أننا تعودنا على لفظها و توارثناها على مر السنين.

ما جعلني أفكر في هذا الموضوع  هو عندما كنا في مجلس العزاء لوفاة عمي حسن رحمة الله عليه كان المُعزون يرددون على مسامعنا "آخر الأحزان إن شاء الله" في الظاهر هي دعاء طيب و لكن في تفصيلها الواقعي أنها مستحيلة ؛ ولو نفكر فيها قليلاً سنجد أن الأحزان لا تنتهي إلا بنهاية حياة الشخص المعيّن ؛ صحيح أن كل شيء بين الكاف و النون و لا شيء بعيد عن مقدرة رب العالمين لكن من حكمته أننا لا بد علينا أن نعيش بعض لحظات الأسى و الحزن فنرجع بعدها للوضع المريح بالأفراح و قد يكون الشعور أجمل من لو كان بعد الأفراح التي سبقته ، و كما كان والدي يرد عندما يتصل عليه أحد ليعزّيه فكان يقول كلمة جميلة جداً حسب مقاييسي الشخصية فكان يقول "طول ما إحنا عايشين لازم نتذوق الحلو و المر" ... (طول ما احنا عايشين) لا أستطيع الجزم بما سيحدث بعد الموت و لكن أتوقع الذي يشعر بالحزن و الألم هو الحي ؛ فلن تكون حياتنا كلها حلا في حلا فطالما نحن عائشون لابد من أكل السكر و الحنظل لمعرفة مرارة الحزن و حلاوة الفرح و من أمثلة هذه الأماني الطيبة التي استوقفتني "آخر الأحزان ، لا أراك الله مكروه ، .. الخ" << طبعاً الخ يعني مو جاي في بالي غيرها بس اكيد عندكم الكثير.

و في الختام لن أقول لكم عسى أيامكم كلها حلا في حلا و لكن ان شاء الله أن يكون ما تبقى لكم من الحياة به الكثير من الحلا و على فكرة مرة سمعت أحدهم يقول ان طويل العمر هو (إبليس) فإذا ما تحب أحد و ودك له الموت قول له ... (ما تشوف شر يا طويل العمر).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق