تابعني على تويتر

السبت، 6 أبريل 2013

ما ترضاها على نفسك .. لا ترضاها على غيرك ..









أنا من متابعي قناة National Geographic و المغرمين بها .. و قد يكون ذلك عائدٌ لشغفي و هوسي و اهتمامي بالحيوانات منذ إدراكي لما هو حولي .. و كما تقول والدتي دائماً و أبداً " لكن الوراثة تلعب دور " فعرفت أنني قد أكون ورثتها من والدي الذي كان يربي الحمام بشكل رئيسي في صغره مع أني لم أراه يقتني حيوانات في حياتي قط و حيث انني كنت أنا من يطلبها و هو سعيد بما أصنع و يساعدني في تربيتها .. على كل حال لفت انتباهي في متابعتي لهذه القناة الجميلة أنهم باستمرار لا يتدخلون في الطبيعة فعملهم المستمر هو مراقبة سلوك الحيوانات مع عدم التدخل في تغذيتها أو حتى مساعدتها في أغلب الأحيان ؛ فعلى سبيل المثال عند كونها فريسة ضعيفة و سهلة أمام أحد تلك الضواري البرية .. و كنت أستنكر هذا الأمر ابتدائاً حتى بدأتُ أستوعب أنه من الواجب عدم التدخل في الطبيعة و ربطت هذا الأمر بما كنا ندرسه في مادة الأحياء و العلوم التي كنت مغرم بهما و هو أن الحيوانات اللاحمة تتغذى على بعض الحيوانات الأخرى التي قد تكون نباتية و النباتية تتغذى على النبات و النبات يغذى على الماء و الضوء إلا البشر يتغذون على كل ما تصل له أيديهم المتوحشة فبذلك تكتمل دورة الحياة التي ما دمنا نتدخل فيها باستمرار زاد دمارها.
جدير بالذكر اقتناء الحيوانات في المنازل (الأليف منها و المفترس) .. و سأسلط الضوء على مربي الحيوانات الأليفة و بشكلٍ مُختصَر .. هناك نوعان من المقتنين .. الأول يقتني بهدف الاستمتاع بمنظرها الجميل و آخر لصوتها العذب .. أما النوع الآخر فهو يقتني للأنتاج .. و هو النوع الأجود بين المقتنين .. فهناك نظرية تقول " بكل حيوان منتج في البيت حماية لحيوان في البرية " قالها أحد المنتجين المُحترفين في شرق آسيا من منتجي سمكة المهرج "Clown Fish " أو ما اشتهرت في فيلم ديزني بإسم "نيمو/Nemo" .. و هو صادق إلى حد كبير .. و بشكل واضح تحديداً مع الحيوانات المهددة بالإنقراض (الغالية الثمن بطبيعة الحال) .. فلو أنتجنا إنتاجاً تجارياً في أماكن متخصصة تحت إشراف فريق متخصص فبذلك نمنع الصيد الجائر و الغير منظم و الذي يساهم في القضاء على البيئة كما سيتضح لاحقاً.
كنت أتسائل في صغري عن أمر أردده باستمرار على والدي و قد كان "أبوي .. وش فايدة الدبّان ؟؟ بس يزعجونا؟؟" -الدبّان هو جمع ذُبَاب باللهجة العامّية- فكان يضحك .. و للمعلومية فإني لا أعرف الإجابه على هذا السؤال ليومنا هذا .. و لكنه قد يكون من الجيد أنني لم أحصل على الإجابة آنذاك فقد حثني الأمر على التفكير و معرفة أنه ليس كل ما تسأل عنه ستجد إجابته بسهولة .. و قد لا تجدها طوال حياتك .. بعدها وصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد صغيرة أو كبيرة إلا و لحكمة أوجدها المُوجِد الحكيم لسبب ما .. و ذلك أمر بيِّن لنا جميعاً فيما ندركه بمعلوماتنا و مشاهداتنا اليومية.
الكثير من الحيوانات تُفنَى أرواحها لتستمتعي سيدتي بذلك الفراء الجميل على كتفيكِ .. و أخرى لحذائكَ الفاخر سيدي الفاضل .. و اخرى لنستخدمها لتزيين مجالسنا فنُري بذلك ضيوفنا كم نحن على قدر من الوحشية لنستعرض بجثث الحيوانات أو أجزاءٍ من أجسامها أمام ضيوفنا الكرام الذين في غالب الضن سيمضو مُحرجِجين من افتقار مجالسهم لمثل تلك الجثامين و رفاة الحيوانات الآمنة و بالتالي عليهم التوجه لتاجر أرواح الحيوانات الذي يموله الصياد الفقير الذي لم يجد طريقاً ليطعم أبنائه الذين التصقت جدران معدتهم من الجوع غير طريقنا هذا .. و تستمر دائرة الحياة بدورة اخترعها الإنسان فدمّر ما دمّر مما خلقه خالقه لما فيه صلاحٌ له و لبيئةٍ يعتقد هو أنه يستمتع فيها بطريقته الهمجية اللاواعية في الاستمتاع بما ليس من حقه.
نعود لصنيع قناة تاشونال جيوغرافيك و الذي أعجبني شطره المذكور أعلاه ، إنه لمن المستغرب بالنسبة لي طبعاً أن يتظاهروا و كأنهم ليسوا جزئاً من تلك الدائرة للحيوانات اللاحمة و التي لا نشكل فيها جزئاً من غذائها و لكن إن وُجدت فخير من الجوع .. معلومة مهمة :- ( نحن معشر البشر لسنا من قائمة طعام أي نوع من أنواع الحيوانات أي لو خيرت الأسد بين الجاموس أو الإنسان فهو سيختار الجاموس عليك ، و ما نراه من هجوم/افتراس بعض الحيوانات الضارية ما هي إلا لسبب من اثنين ، إما خوفاً أي دفاع عن النفس أو لعدم توفر البديل ) و أنا هنا لا أدعو لتعريض نفسك للخطر و مواجهة الحيوانات المفترسة أو القدر الذي أمامك بل تعلم كيف تتعامل معها قبل التطفل على حياتها الخاصة مما قد يضطرك لقتلها بواسطة أدوات صنعتها من مسدسات و غيرها فليس من حقك الدخول في وسطها دون تحمل تبعات صنيعك فاكتساح البشر بالمد العمراني لبيئات الحيوانات هو أحد أهم الأسباب التي أدّت لدخولها و تكيفها في الوسط الذي نحن ابتدعناه أو عدم تكيفها و بالتالي فنائها .. كل ما أريد أن أصل إليه هو ان تفكر قبل اقتناء شيء تعتقد أنه يجمل بيت أو ملبسك و لا تلم حيواناً غير عاقل لأنه تمكن من أحد أحبتك الذين تمنيت لو أنه تمكن منه .. حيث أنه لو تمكن منه فقد تكون عائلته أيضاً بانتظاره أو انتظارها لتطعم أولائك الجراء أو الفراخ التي تتضور جوعاً ، و انتفاء العقل لا ينفي وجود العاطفة .. فإن كنت لا تقبلها على نفسك فلا تقبلها على غيرك.