تابعني على تويتر

السبت، 3 مارس 2012

يا كافر! ... لا توبة لك

صورة من الإنترنت من يعرف صاحبها
 يمكنه ارسال إسمه لي حفظاً للحقوق

يا ملحد، يا ليبرالي، يا مجوسي، يا رافضي، يا وهابي، يا علماني، يااشتراكي، ...............
يا كاافر..
و تكثر الـ"يا"ـآت في مجتمعنا المتحضر و بغض النظر عن معناها الديني أو الفكري أو الإقتصادي في النهاية يهدف مستخدمها لإنقاص شأن المتوجه له بها، و قد تصل إلى نتائج لا يحسن عقباها.


في الآونة الأخيرة بدأت أو تجددت بعض العادات الغير جيدة و لا أريد أن أحصرها بكلمة "القبيحة" لأنها تجاوزت كونها كذلك، هي بدورها حسب نظرتي الشخصية الغير مُلزِمة لك تؤجج الصراعات الداخلية ما بين "المختلفين" وقد تكون في كثير من الأحيان "المتخلفين" ؛ إن لم تتدخل الجهات المسؤولة سنصل الى وادٍ مظلم عميق؛ نتوه بداخله و سيموت الكثير في بداية وقوعهم فيه و كلها بسبب الكفر، نعم الكفر بإيمانيات العامة التي لا يمكنك أن تنكر أي منها و يسمح لك بالتساؤل و ليس التشكيك و هذا في بعض الأحيان القليلة، بالعربي (امش مع الموجة أحسن لك) و بمفهوم آخر جمّد عقلك.
لماذا يتحتم علي أن أكون مثلك؟ و هذا مع الأسف مرض نعاني منه جميعاً من جميع الإتجاهات و المدارس ، جمّدوا عقولكم لتحافظوا على حياتكم و لا تنسوا تلك الهالة المقدسة التي تحف كيان المقدسات ذات الخطوط الحمراء التي ما إن تجاوزتها سنحزعنقك ، تريد أن تعلن معتقداتك إعلنها و لكن إذا كانت توافق ما نعتقده و إلا فأنت كافر.
الكفر هو إجحاد و إنكار لمعتقد ما سواءاً كان كافراً بالإسلام أوكافراً بأي شيء آخر فالكفر ليس مشكلة بحد ذاته فيكون الشخص كافر و مسلم بنفس الوقت حيث أنه يكفر بكل شيء غير الإسلام و هذا غير مقبول إلى حد كبير حسب اعتقادي حيث أنه مجرد كفرك تكون وضعت غشاوة كبيرة على بصيرتك مما سيحد من آفاق تفكيرك إلا إذا تحررت من أكبالك العقلية؛ فنجد أولائك الذين يعدّون أنفسهم مسلمين هم كفار و أنا لا أريد أن تكون على بصيرتنا غشاوة فنقبل الرأي الآخر بكل رحابة صدر و نبحث معاً عن الحقيقة، لماذا ممنوع علينا الإقتراب من "الغرباء" ؟ مع أني أكره هذ هالكلمة و لكن هذا هو الواقع الكل يعتبر من لا يسمع و يطيع سيعتبر غريباً "كافراً"و لن نقبله بيننا، و هذا لا إرادياً سيقودنا إلى الكبرياء و بالتالي الضياع؛ كيف؟بكل بساطة عندما تكون لديك معطيات معينة و تحصرها في وسط معزول عن أي معطيات متوفرة حالياً حتى و إن كانت جيدة ستتحول إلى مكونات عدائية تجاه كل مكوّنات جديدة أو "غريبة" و تعتقد أنها الوحيدة على حق كما هو الحال في جسم الإنسان عند زراعة جسم معيّن فيه و لنقل على سبيل التمثيل لا الحصر زراعة الكلى ...، من منّا سيزرع كلية من باب انها وناسة أو من باب أنها (جميلة كلية فلان)؟... لن يزرعها إلا شخص قد يموت من دونها فهو بحاجتها و مع ذلك جسمه يرفضها و يضل الشخص المزروع له يتعاطى أدوية خفض المناعة طوال ما تبقى من حياته لكي لا يحارب جسمه هذا الجسم"الغريب المختلف" و العكس لدى الأطفال في تقبلهم للأجسام الجديدة ، ليس لدي معلومات كافية عن الأطفال و لكن ما أعرفه أن تقبلهم للأجسام "الغريبة" يكون أفضل حالاً منه لدى الكبار و مثله حال توجيه الناس منذ صغرهم أسهل من توجيه الكبار، يا جماعة قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : " مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى" ؛ أنا من اعتقادي أن طريقة علاج هذا الجسم هو ليس بالمسكِّنات فهي لا تحل المشكلة بل تفاقمها أكثر وأكثر فهي لاتعالج و لكنها تهدِّئ مع استمرار وجود المرض و نحن تلقينا مسكنات طوال حياتنا كان دورها أن تخدر شعورنا بالمشكلة إلى أن وصل حالنا إلى ما وصل عليه و لكن بحقنة عاجلة من المضادّات الحيوية قبل الحاجة للاستئصال و هو الحل النهائي إن لم تحل المضادات المشكلة و في نفس الوقت هو حل غير محبّذ لكن فلنبدأ بالمضادات و نجربها قبل الاستئصال و (ابدأ بنفسك!) و عالجها و من ثم احقن الآخرين بالمضادات اللاعنصرية و زد في جرعة التقبّل قبل جرعة القُبَل ، و بما أن مجتمعنا أو بالأحرى المجتمعات المحبة لرجل الدين "المقدّس" فهذا يحمّل رجل الدين المسؤولية الأكبر فبهذه العملية العلاجية عليهم البدء من خلال المنبر الديني توجيه المستمعين لطريق الحب بدلاً من استنقاص و احتقار "الغرباء المختلفون" و لا أرمي بقولي هذا أن رجل الدين يمارس توجيه الناس إلى السب و الاسلوب الرديء في الحوار و لكن كثير منهم لا يؤكد على حرمة هذا العمل الذي يؤدي بجميع المقاييس الى الضرر الحتمي و كما في صحيح الإخوة السنة "لا ضرر و لا ضرار" ، أخي رجل الدين إنه دورك في هذه المرحلة لبدء حملة التطعيم فالجماعة متشنجة من كل الأحزاب اللدينية تحديداً بدون لف و دوران و هذا ما نراه عبر موقع التواصل الاجتماعي "سني،شيعي، وهابي، رافضي، سلفي، تغريبي، سروري" و كلها تلف حول اتهامات تصب في إناء واحد
(يا كافر ... لا توبة لك)...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق