تابعني على تويتر

السبت، 7 أبريل 2012

لا تقارن ... فتؤذي أحدهم بجهالتك

قررت فجأة اليوم أن أكتب وجهة نظري عن المقارنة بين الأشياء سواء من البشر أو الجمادات أو أي مخلوق كان خلقه الله مباشرةً أو عن طريق البشر ، صراحة علشان ما أكذب أنا ما قررت اليوم ولا فجأةً أنا منزمان ودي أكتب عن هالموضوع و حطيته في لستة الأشياء اللي ودي أكتب عنها يوماً ما بس حسيت أن لازم أكتب مقدمة قبل التعريف و هي صراحة تحديث على الموضوع بعد أن انتهيت من كتابته فما استحسنت ان يبدأ بالتعريف ، لا هو صراحة ما انتهيت بعدني من الموضوع و لكن خلصت التمهيد J المهم خذو الموضوع و بافككم من هدرتي الفاضية كالعادة...

تعريف:-
أولاً لا بد أن تتم المقارنة ما بين شيئين على الأقل ، ثانياً كل مقارنة تنقسم إلى قسمين أو جزئين (تقسيم و مفاضلة) و تكون عن طريق تحديد سمات و صفات الشيء المعيّن موضوع المقارنة لتأهيله لمرحلة المفاضلة أو الحكم عليه بأنه أفضل من الشيء المعيّن الآخر موضوع المقارنة معه.

تمهيد:-
لكي نقارن نحتاج إلى مواصفات و مقاييس المقارنة لكي لا نظلم أي طرف من الأطراف الذي ستتم عليه عملية المقارنة و على أساسها يمكننا أن نقارن ، نستدل بقولنا هذا و من ثم نشرح قوله تعالى في مُحكمِه :-( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)- الحجرات-13 ، وضع رب العالمين في هذه  الآية الكريمة حسب ما استوعبه أنا للمقارنة مواصفتين أو مقياسين الأول أن الناس مخلوقين من صنفين و هما ذكر و أنثى و اللذان بدورهما هم عبارة عن تجزيء للمقاييس الأكبر و هما الشعوب و القبائل ، أما الجانب الآخر من المقارنة فهو الحكم أو المفاضلة بذكر من هو الأكرم أي الأفضل فيهما و هو الإنسان الأتقى كما ورد في الآية الكريمة فالأتقى هو الأكرم و الأجود و الأفضل بغض الطّرْف عن جنسه ففي هذا الموضع ذَكَرَهم رب العباد كلاهما و فصل بينها بـ(و) التي تفيد المساواة بين الطرفين حسب معلوميتي، هذا بالنسبة لرب العالمين الذي سيحاسبني و يحاسبك و يقارن من منا أفضل من الآخر و من هو الأحق بدخول جنته التي هي ملكه هو وحده الذي هو (الأعلم بكل ما يؤثر على المقارنة) و لا أستطيع لا أنا ولا أنت أن نحكم على أحد بأنه سيدخلها أو لا حتى ولو كنت متيقناً بأن ما يمارسه فلان شرك أو كفر أو أي شيء فرضه الله علينا بحسب ما وردنا.
هنا سأطرح سؤال:-
-          هل من العدل أن نقارن بين الأشياء أو البشر أو المخلوقات بوجه العموم أم هي من اختصاص رب العالمين...العالِم بكل ما يجري حولنا و في نفوسنا؟ أو من الممكن أن نتدخل في المقارنة بين ما ذُكِر ولو بشكل محدود ؟

لكي أريحكم من عناء القراءة إذا كنت تبحث عن إجابةٍ جاهزة فلا تكمل القراءة لأن الاجابة على هذا السؤال مواضيع متخصصة فيه قد أتطرق لها لاحقا و قد لا أتطرق لها .. على أي حال ، ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع هو أني في أحد نقاشاتي التي لا تنتهي مع أحد الأصدقاء و كان نفس الذي جعلني أكتب موضوع لماذا خلقنا الله؟ هو أننا كنا نسلسل الأحداث عن وجود الله و كيفية أنه أمثل أو أفضل و أقوى منّا نحن معشر البشر و اختصاراً هنا سأطرح السؤال مباشرةً و هو "هل الله أقوى شيء ممكن يكون ولا في أحد قوي مررة عشان يكون قريب منه يعني عشان نعرف نقارنه بشي يعني؟" و كما سلف ذكره في التعريف أنه إذا أردت عمل المقارنة فلا بد من توفر عنصرين اثنين على الأقل تتم عليهما عملية المقارنة ، و من المواقف الطريفة التي خطرت ببالي الآن و يمكنك تجربتها أن تتوجه لأحدهم و تقول له "وش رايك نسوي مقارنة؟؟" اتوقع كلكم يمكنكم توقع ردة الفعل بسؤال الذي هو "بين وشهو و وشهو؟" مباشرةً فهذا تأكيد لما قلته ، على كل حال لا أريد الاستطراد كثير فهو من عاداتي القبيحة أو التي لا احبها فلا يمكنني التركيز بسببها ... شايفين كيف طلعت من جديد ... المهم نعود لنقطة السؤال عن المقارنة لله بشيء آخر و كان استشهادنا بقوله تعالى :-( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)-الشورى-11 طبعاً كما نرى في الآية الكريمة أن الله لا يوجد شيء مثله فبالتالي ستكون المقارنة غير عادلة أبداً و ظالمة لاحد الطرفين اللذان سنقارن بينهما أو كلاهما فستنقص من شأن أحدهما و الآخر ستكون وضعته في مكان غير مكانه فظلمته بأنه قد يكون عنده بعض من الصفات الطيبة التي قتلتها بوضعك إياه في مكان أكبر منه ، على العموم النقطة التي أريد أن أشير لها في موضوعنا هذا هو الممارسة التي نمارسها بمقارنتنا الظالمة في كثير من الأحيان و عندما تكون غير ظالمة قد تكون حالفنا الحظ فيها و كان العدل صدفةً ، فلماذا نقارن؟ ، لماذا لا نقدر الأشياء بالإطلاق و ننسى عامل (الطرفين) في المقارنة و ندع المقارنة المتعددة للخالق الذي خلقنا و الذي هو أعلم بأمرنا و نخترع لنا مقارنة بمفهوميتنا المحدودة كبشر و تكون مقارنتنا بطرف واحد فقط ، و على سبيل المثال لا الحصر أنك و جدت فتاة جميلة حسب مقاييسك فلا تقول هي أجمل من فلانة أو أذكى من فلانة أو استحسنتها أكثر من فلانة و غيرها من المقارنات التي لا ندرك فيها أسباب كون الشيء المعيّن موضوع المقارنة التي جعلته يكون أرقى درجة في الشيء المعيّن الذي تمت على أساسه المقارنة حسب مقاييسنا الشخصية طبعاً فالموقف الجميل في المثال الذي ذكرته أن تقول لنفسك أن هذه الفتاة جميلة و خلاص أو هذا التصرف أعجبني أو أنا أتمنى أن يحدث كذا و هلم جره ، طبعاً أنا لا ألغي دور المقارنة في حياتنا اليومية فنصبح إمّعات و لا نستفيد من أخطائنا و أخطاء أسلافنا اللذين سبقونا و لكن هناك كثير من المواضع التي نمارس عليها مقارناتنا الظالمة بجهالتنا بأسباب كونها أفضل من وجهة نظر المُقارِن ، فرسالتي لكم هي أن لا تقارن ... فتؤذي أحدهم بجهالتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق