تابعني على تويتر

الأربعاء، 21 مارس 2012

كوني 2012...!!!


من هو كوني؟...

هذا هو السؤال المطلوب طرحه من المجموعة القائمة على منظمة (Invisible Children) الأطفال الغير مرئيين كما هو معروض في العمل الفني في الرابط:-

لك خياران الآن الأول أن تتابع الفيديو لمدة نصف ساعة و الثاني تقرأ مباشرة ما يلي طرحه ، الفلم الوثائقي عمل جميل جداً من جميع النواحي و هذا رأيي الشخصي فيه ؛ حيث أن القائمين عليه من تصوير و إخراج و غيرها كان مؤثراً جداً حيث أنه في إسبوع واحد حصد أكثر من تسعة و سبعين مليون مشاهدة و هو بعنوان كوني 2012 ، جوزيف كوني حسب ادعاء الفلم باختصار هو شخص من أوغندا كوّن له جيشاً بتجنيد الأطفال الأولاد بعد أخذهم من أهاليهم بالقوة و يرغم البنات على بعض الأعمال الغير شرعية و غير انسانية ؛ و خلال أحداث الفلم يظهر ولد صغير و يوعده (Jason Russell) القائم على هذا الفلم بأنه سيوقف هذا   الـ(كوني) عن أعماله الشريرة و يبين الفلم أن مجموعة من المتطوعين قد بدأو بالعمل الجاد و بنو بعض المنشآت و جمعوا بعض التبرعات لعمل الخير ابتداءاً بجمعية "إيقاف كوني" الخيرية (charity's 'Stop Kony') لهؤلاء المساكين و كان الطرح جداً جميل مثل باقي الأفلام الدرامية الأمريكية و لكنه كان يفتقر الى عنصر مهم ليكتمل و يصبح مثل باقي الأفلام ، و هو الخاتمة السعيدة ، في هذا الفلم يطالب جيسون بمشاركتك أنت ... نعم أنت في صناعة هذه الخاتمة و هي بالمشاركة في هذه الحملة ضد جوزيف كوني و حيث أنك و الجميع من المفترض لا تعرف من هو جوزيف كوني فهم يريدون في الخطوة الأولى جعله مشهوراً، كيف؟.. أولاً عن طريق هذا الفلم و طرق أخرى مثل ما أكتبه أنا الآن و غيرها ، ثانياً عن طريق شراء علبة بمبلغ معين من عند هؤلاء المجموعة تحوي اساور و بعض الأشياء التي صراحةً لم أفهمها ، بالإضافة إلى تعليق مجموعة صور له بتاريخ 20 أبريل 2012 في كل مكان و جعله مشهوراً و هي الخطوة الأولى ، بعدها البدء بالتحرك للجهات المسؤولة لإيقاف هذا المجرم و يعم الأمن و الأمان في أوغندا و توتة توتة خلصت الحدوتة.

لا أستنكر ما يفعله ... و لن آخذه بسوء النية و أقول أنه سيجمع الأموال من وراء التبرع المباشر أو شراء تلك الأشياء من عندهم ويختفي هو و جوزف كوني الذي لا نعرفه ولا ندري عن مدى مصداقية وجود هذا المخلوق ؛ فقد يكون ما قاله صحيحاً و هو قائد لحملة ذات أهداف نبيلة و لكن إشكالي على الموضوع أنني رأيت الكثيرين من الذين هم حولي متفاعلين مع الموضوع بنوايا طيبة و هم على أتم الاستعداد على تقديم الدعم المادي و المعنوي لهذه الحملة دون التحقق من أي شيء غير الفلم المعروض على قناتهم في اليوتيوب سواءً من ناحية أنهم هم يمارسون ممارسات غير مشروعة مثل غسيل أموال أو أي شيء آخر قد لا أدركه أنا بخبرتي المتواضعة.

إن جوزيف كوني موجود من حولنا في كل مكان فهو يتمثل في بعض الحكام الذين نرى مجازرهم اليومية في الأقطار العربية و الإسلامية قال تعالى:- (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) سورة البقرة – آية 180  فهذا يكفينا لإعطاء الأولوية لمن هم حولنا و قريبين منّا دينياً و جغرافياً.
ما هي أوغندا بالنسبة لنا؟ ... بالفعل هم بشر و هي حالة إنسانية و لكن قبل أن نفكر في حل مشاكل الآخرين فلنجلس مع أنفسنا جلسة إنصاف و نسأل (ماذا فعلنا لقضيتنا الفلسطينية و لهؤلاء الأطفال الذين يذبحون كل يوم ؟ ماذا فعلنا لسوريا ؟ ماذا فعلنا للبحرين ؟ ماذا فعلنا لليمن ؟) و غيرها ... كل هذا لا شيء ؛ ففي كل بلد عربي أو مسلم مشاكل يثقل حملها ... ماذا فعلت لبلدك قبل أن تفكر في أوغندا التي قد تكون لم تسمع بها قبل هذا الفلم الوثائقي ؟؟ ، أتمنى أن أسأل جيسون ... لماذا لا تتوجه لحكومتك الرشيدة و تسألها عما فعلت في العراق و ماذا فعلت في أفغانستان و ماذا فعلت في الفيتنام و اليابان و غيرها و غيرها ؛ تستعطف القلوب لنصرتك لمساعدة بلد و أنت بلدك هي الأكثر إجراماً و إرهاباً على الصعيد العالمي و بالتوثيق التاريخي (يا خي طير بعيد) لا و (مع نفسك بعد) ، و أنت أيها المتعاطف مع أوغندا لست ضد إنسانيتك و لكننا هرمنا و لم نصنع شيء في مشاكلنا الداخلية قبل أن نلتفت إلى جيراننا فما بالك بالقارة المجاورة لنا (من أنتم؟؟!!).

فلنستثمر طاقاتنا في تطوير بلادنا التي تنتظر تلك اللحظة التي نصرف طاقاتنا فيها و بداخلها و كما يقول أهلنا في الكويت (دهننا في مكبتنا) لا تذهب بعيداً بمالك و طاقتك فبلدك بحاجتك و بحاجة أموالك و يكفي من هم لدينا من عمالة أجنبية تصدّر المليارات سنوياً خارج البلاد و نحن نعجز عن تطوير اقتصادنا الداخلي ، لماذا لا تصنع شيء للأقربين ؟ ... لا تستطيع لعدم توفر الوقت أو الطاقة أو المال؟ هنالك منظمات غير ربحية تملأ البلد توجه لها و قدم ما تستطيع.

في النهاية القرار لك انت وحدك ... هل ستحارب كوني أوغندا ولا كوني حقنا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق