تابعني على تويتر

الأربعاء، 9 مايو 2012

عندما كنت متطرفاً...







*بدأت بالرسمة لأني أرى فيها تسهيلا لإيضاح فكرة التطرف حسب ما اعتقد و سأعيدها كتابيا فيما يلي.

المتطرف:-
هناك نوعان للتطرف :
1)      المتطرف المبتدئ : هو شخص شديد الإيمان بمعتقدات معينة و يصر على أن يطبقها على نفسه.
2)      المتطرف الـ(Advance) : وهو نفس المبتدئ و لكن في مراحل التطرف المقدم يكون لها احتمالان أن ينسى التطبيق و يأمر غيره بتطبيقها أو يطبقها على نفسه و على غيره.

أنا نشأت في بيئة ينطبق عليها قول الشاعر محمد بن عبيد الله بن عبدالله (سبط ابن التعاويذي) "إذا كان رب البيت بالدف ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص" فوالدي عازف على آلة الكمان و انجرفت معه في نهر الفسق و أصبحت عازفاً على آله العود ، هو و والدتي لم يأمراني بالصلاة قط لكني ورثتها عنهما  بالفطرة < تقليد فكل مولود يحب أن يمارس ما يمارسه الكبار ، فورثت الزين و الشين حسب التصنيف المجتمعي الظالم أغلب الأحيان ، و اختصاراً تعتبر عائلتي من العوائل المنفتحة أو إن صح التعبير متحررة ... كما يصنفنا المجتمع الذي يرى غيره ولا يرى نفسه طبعاً ، "نحن قوم نفضل أن نستهجن في العلن كل ما نستمتع به في الخفاء" - خلف الحربي في أحد مقالاته .. http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20120318/Con20120318486889.htm 

كنت في يوم من الأيام أؤمن بوجوب النقاب على النساء و كنت في واقع الأمر أحاول فرضه على من استطعت بناءاً على الحديث الشريف (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان) و أحمد الله أن إيماني لم يكن قوياً بالقدر الكاف لتغيير ما كنت أراه منكراً -بيدي- فينجرف الموضوع إلى الضرب و لم يكن إيماني ضعيفاً لدرجة -الإنكار القلبي- فقط فبدأت بأختاي اللتان تكبراني سناً ، و صراحةً لا أذكر أني بدأت بالنصح يوماً فكان الأمر عبارة عن أوامر و تهديدات حيث أني دائماً ما أردد التهديد المعهود بحكم الوصاية الذكورية في قيادة السيارات بالسعودية (اذا كبرت ما بتركبوا سيارتي و انتون مو متغطيين) J <<< حدود سلطتي ، طبعاً كان هذا نتاج تربية المجتمع اللذي يمارس الضغط الغير مباشر بإنكار المنكرات حسب عاداته و تقاليده التي استمدها من (اللا أدري ولكن هذا اللي المفروض يصير) و أنك عندما تجد أصدقائك يستنكرون على تلك التي ترمي عبائتها و حجابها بمجرد ركوبها الطائرة المتجهة إلى خارج المملكة فلا بد عليك من مشاركتهم ذلك الإنكار و إلا ستكون منكراً من ضمن عدد لا نهائي من المنكرات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

مرت الأيام تلو الأيام و تناقشت و تباحثت مع المتطرفين أمثالي و مع المتحررين الذين كنت ارفضهم و أبغضهم ليس من باب تقبل الاخر و لكن من باب هدايتهم و كانت شخصيتي طور "العجن" حتى خرجت من القالب أو القوالب التي كانت تشكّلني و ظهر أحمد الجديد الذي لا أعلم هل هو أحمد الأخير أو الآخر ، طبعاً أحمد الجديد و ليس الحالي فتحول أحمد من شخص يبحث عن القشور الى شخص متفتح الذهن يرفض التشدد الديني و يعتبره تخلفاً و يؤمن بأنه يجب نزع هذا السرطان المتفشي في مجتمعنا : حتى لو اضطر الأمر لكان سيقاتل بيديه و رجليه إنكاراً للاستبداد الممارس على المجتمع الذي لا يتبنى تلك الأفكار و لكن ما بيده حيله ، أذكر لكم بعض ما جعلني اتغير من سخف العقول المتشبثة بالدين بطريقة لا أتفق معها كمثال لتلك القصص التي يكررها رجال الدين مرارا و تكرارا كتِلك القصة أو الحديث (لا أعلم) لذلك الرجل الذي كان ينصح فيه ابنته أو زوجته بالنقاب و يقول لها اكشفي من جسمك المقدار الذي تستحملي أن يحرق في نار جهنم فحكم عليها بالنقاب باسلوب الترهيب ، و أذكر ذلك الذي يحصر الدين في الاستماع للأغاني و يترك عنه باقي الأمور الاجتماعية التي شُرّع الدين على أساسها ، كلها أمور سطحية و سفه عقلي حسب ما كنت أراه في ذلك الوقت.

طبعاً لم التفت لنفسي آن ذاك بأني لم أتغير مقدار جناح بعوضة ، فأحمد الأصلي هو نفسه أحمد ذو العقل المتفتح الجديد و لكن غير عدسات النظر التي كان ينظر من خلالها أو زاوية الرؤية التي كان متجمداً فيها ؛ فهو شديد الإيمان بمبادئه مع الرفض الشديد لأي فكرة تخالف أفكاره ، مثال (كان يرفض من لا تتنقب كلياً و الآن تحول لشخص يرفض من تتنقب كلياً) حتى جاء ذلك اليوم الذي تحول أحمد من أحمد الجديد إلى أحمد الحالي اللي هو (أنا ألحين) ، بدأت يوماً ما بإدارك معنى "أن تكون محايداً" و أحترم الآخرين مع عدم إلزام أحد برأيي و عدم قبول الوصاية الفكرية من أحد ، مع أنني لا أستطيع أن أكون محايداً بالكامل ولكني على الأقل أستطيغ الإعتراف بأني متحيز في هذا أو في ذاك.

و خلاصة الكلام و ما أريد أن أصل اليه في نهاية المطاف هو ان التطرف اصطُلح على انه في التمسّك بالدين فقط و هذا غير مقبول بتاتاً حيث يمكن ان تكون متطرفاً في كفرك بالدين و رفضك له دون أن تشعر و المشكلة الكبرى عندما تدعي أن الآخرين متطرفين و أنت أكبر متطرف ، قال الإمام الشافعي رحمه الله (رأيي صواب يحتمل الخطأ ، و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب) فيما ذكره أنا أرى شخصياً أنه مثال لقمة الحياد و الثقة العالية بالنفس فافترض ابتداءاً أنه على حق و الآخرين على خطأ و هنا الثقة أما بالنسبة للجزء الذي أستشهد به و هو ترك خط للرجعة عن الحق المطلق و هي من باب الإحتمالات البحته ... فرأيه الصواب يحتمل الخطأ و حتى ما يراه خطأً فهو يحتمل كونه صحيحاً و هنا القبول للطرف الآخر ، اعط غير فرصة لبيان وجهة نظره و الأهم من ذلك هو أن تعط فرصة لنفسك لتتراجع عن ما أنت مؤمن و متيقن بصحته فقد تكون على ضلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق