تابعني على تويتر

الاثنين، 5 مايو 2014

التاريخ الإنساني المقدس


التطوّر ببساطة هو الإنتقال من نقطة إلى نقطة أعلى .. و المجتمعات البشرية تتطور لا إرادياً بمؤثرات طبيعية و بنمطية معيّنة ولكن عندما يكون أحد المؤثرات/المُطوّرين (مجتمع/مجموعة/فرد) أسرع من النمطية الاعتيادية فإن هذا بدوره ينقلهم إلى بناء الحضارات و بالتالي السيطرة على العالم.

نحن كعرب مستهلكون في كل شيء ذو "قيمة حقيقية" في عصرنا الحالي و الأسباب متداخلة و معقدة يعود أساسها لأصرار غير العرب على التقدّم و التنمية بشكل أسرع حتى من الذي قد يجعلنا نفكر او نتنبأ بما سيأتي .. و نحن نتفرغ كمستهلكين نهائيين لأعمال عظيمة و استهلكت الفواتير الضخمة التي سنسددها نحن لنتباهى "باقتناء" الآي فون الأحدث أو السيارة الأسرع و هلم جراً ...

هناك عظماء مرُّوا عبر اوراق التاريخ و ليومنا هذا نرى الكثير من الأمثلة كان لهم دوراً فاعلاً وقويا جداً في توفير سبل الراحة للمستهلكين سواءً عن قصد أو غير قصد فهم يبطئون من سرعة عجلة التقدم لدى الآخرين .. بمعنى ان تقدمهم الغير نمطي و السريع جداً يساهم في تعقيد امر التقدم على الآخر وفق نموه الأُسِّي الذي بدوره يكون أضعافاً على الأضعاف مع تقادم الزمن .. (يعني انت مو مكانك سر .. لأ .. إنت ترجع ورا)

الخيال هو النقطة الأولى التي من خلالها نتقدم .. و الخيال لا يعرف المستحيل .. من منا كان يتصوّر أن يتخاطب من أحد في آخر العالم و كأنه أمامه .. كانت خيالاً و الآن هو واقع .. عباس بن فرناس تعرض لخطر الموت عدة مرات و الآن نرى الطيارات الحربية و دقة التحكم بها على سرعات خيالية كانت يوماً ما و الآن هي واقع .. ابن الهيثم توفي قبل اكثر من تسعمئة سنة هل كان لمن هم حوله أن يتخيلون انه يمكن أن يساهم في جعلنا نلبس النظارات او نتخلص منها بعلميات التشطيب ؟؟ ... وغيرهم الكثير في جميع المجالات من علوم و فنون بشكل عام و خاص .. و لكن هل نلاحظ ان المسلمين لهم إسهامات كبيرة عبر التاريخ فيما وصلنا له و لكن لا حاضر لهم؟

تاريخنا مليء بالإنجازات و الأفكار التي يستفيد منها الآخرون لِندفع ثمنها نحن الآن .. و هو بسبب بلادة مجتمعاتنا و انشغالها بما بين فخذيها غالباً و لن أوجّه اتهام لأي مدرسة فكرية و لكننا لو تأملنا قليلاً سنعرف عبر العصور و في كل المجتمعات بعد ان تتخلص من ماذا تقدمت .. و بعد ان نقرر التخلص منها يمكنها ان نبدأ تحررنا مما يقيّد تقدمها..

تعلم ثم تعرف ثم فكر ثم خطط ثم إعمل و إن لم تنجح فلا تيأس او ترجع للبداية بل ارجع لخطوة التخطيط و خطط من جديد إلى أن تصل.


تاريخنا جميل و لكنه غير مقدس .. مع الأسف يا صاحبي فإن حقيقة تاريخك الذي تقدسه بترديدك إن آبائك و أجدادك و من ينتمون لدينك كانوا أساساً للعلوم الحديثة لن يصنع لك مستقبلا أجمل .. فالدقائق التي مضت و أنت تقرأ ثرثتي انتهت فلا تندم عليها أو أو حتى تسعد بها .. فقد مضت و انتهت .. أما المستقبل هو المقدس .. و المستقبل أنا و أنت من يصنعه لا آباؤنا و أجدادنا التي تحللت عظامهم و بقت اوراقهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق