تابعني على تويتر

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

لكل فعل ردة فعل ..



يتمحور حديثي اليوم حول 3 نقاط:
1)      قانون الأفعال و ردود الأفعال في المجتمعات الإنسانية.
2)      ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها.
3)      المجتمع و الطريق الى الازدهار.

"لكل فعل ردة فعل يساويه في المقدار و يعاكسه في الإتجاه" هكذا قال عالم اليزياء إسحاق نيوتن ..
كل فكرة جديدة أو قديمة و جُدِّدِت من زاوية أخرى غالبا تُستَقبل بالرفض و في أحيان أخرى تصل بمن لديه القوة إلى قتل صاحب الاطروحة المعينة ، كما حدث مع جاليليو رحمه الله .. قتلته الكنيسة عندما كان يدّعي أن الارض غير مسطحة و هي كروية .. و من المعروف أن أوروبا كانت محكومة من الدينيين و شعبها يغلب عليه البساطة و الخوف من عقاب الله .. و ملجأه الوحيد هو رجل الدين الذي يغفر له خطاياه مقابل فرض بعض الضرائب المالية للحصول على صكوك الغفران و التي لا يزال يبيعها (العاملين عليها) .. و جديرٌ بالتتذكير أنه اينما تواجد النقد تواجدت القوة و أينما تواجدت القوة تواجدت السلطة و أينما تواجدت السلطة و هنا تكون إما سلطة عادلة أو سلطة ظالمة و تكون عادلة إن طبقت النظام و ظالمة إن طبقته على ناس دون آخرين أو أهملته بالكامل و هنا يأتي عدم شعور الفرد أو الرعيّة بالاستقرار و الآمان .. و حتى لا نستطرد بأذهانكم سنعود خطوة الى الخلف و هي –النظام- .. و ما أريد مناقشته هو نظامنا الديني و ليس أي نظام آخر .. النظام الديني قد يكون أفضل نظام للسلطة و لكنه متفاوت بين الرعيّة .. كيف ؟ .. النظام الديني يعزز قوة رجال الغيبيّات التي هي مخفية على الجميع و ترفع من شأنهم لدى العامّة بسبب عدم إلمام أي أحد غيرهم بماهيّتها و بذلك نرى خروج قاعدة اتفق عليها اخواني السنة و الشيعة مع اختلاف اللفظ و هي "سلمها/قلّدها عالم و اطلع منها سالم" أو "حط بينك و بين النار مطوع" ..
دعونا نعود لقاعدتنا الأساسية و هي الأفعال و ردود الأفعال .. الفعل بالإطلاق عبارة عن نتيجة طبيعية لاتخاذ قرار معين بغض النظر عن إدراك حيثيات هذا القرار أو ما هو على المحكّ عن اتخاذه و له اتجاهان و ستتضح الفكرة بعد قليل .. بالنسبة لردة الفعل فهي فعل أيضا و ينتج عنه ردة فعل عبارة عن فعل جديد و هكذا تتكوّن لدينا علاقة خطيّة لا نهائيّة من الأفعال الناتجة عن ردود أفعال و المنتجة بدورها لردود أفعال و ردود الأفعال تنقسم لقسمين :-
1) ردة فعل إرادية.
2) ردة فعل لا إرادية.
ردة الفعل الإرادية تكون مبنيّة على قرار معين بعد إدراك أو عدم إدراك ؛ كما هو الحال مع الفعل و نضرب بمثالين توضيحيين عن الفعل و ردة الفعل .. مثال1 "الطفل عبارة عن صفحة بيضاء تمتلئ بالمعلومات عبر تجارب شخصية أو التعلم من تجارب الآخرين فنأخذ طفلا لا يعرف ما هو أثر النار على البشرة فلو وضعنا لهبا/شعلة تحت يد طفل طبيعي من الناحية الحيوية (فعل) فسيتصرف مباشرةً بإبعاد يده عنها لانها أعطته مؤشرات غير مقبولة بالنسبة فأبعد يده عنها (ردة فعل) دون إدراك أنها هذا اللهب عبارة عن نار تحرق يده فتؤثر على الخلايا العصبية و تقتلها فلن يستطيع تحسس الأشياء و كل هذا الكلام هو تصرف بمحض عدم قبول الشعور الناتج عن هذا الفعل المعين ، نوضح بالمثال2 للسلسلة الكاملة فمثلاً "تاجرين كلاهما يبيع أفخر أنواع الخمور (فعلواحد منها في حي مجتمع يحرم و يرفض الخمر و الآخر لا يستطيع إكمال مناسباته دون الخمور فستكون (ردة فعل) الناس الطبيعية مخلتفة تمام في المجتمعين الرافض للخمور أولاً لن يشتري السلعة و قد تقتصر ردة الفعل فقط بالإحجام عن الشراء و قد تتصعد الأمور لأن يكون هناك تعدياً على معرضه ‘ أما المتجر الآخر فغالباً سينجح و لكل منها (ردة فعل) عبارة عن (فعل) الأول إما أن يُكابر و يعاند و يضل على ما هو عليه حتى يُفلس أو أنه يقوم (بردة فعل) و هي إغلاق هذا المتجر أو تحويله الى تجارة أخرى و هذه (ردة فعل) عبارة عن (فعل) نتيجة لردة فعل الناس في الإحجام عن الاقبال عليه و هذا الفعل اذا كان إغلاق المتجر ستنتج عنه ردود أفعال كثيرة اما ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة و لن نتوسع لكي لا نشتت الموضوع الأساس و لإكمال الإيضاح فلنأخذ حالته في تغيير التجارة الى تجارة أخرى في نفس المتجر/المكان و هو كما اتفقنا انه ردة فعل ناتجة عن ردة فعل أخرى و ستكون بمثابة فعل جديد ينتج عنه ردة فعل أخرى و هي إما ان يقبله المستهلكين و يقولون أنه تغير الآن/تاب أو أنهم سيتركونه أيضاً بناءا على ما لديهم من معلومات سابقة بأنه يتاجر سابقاً في شيء معين غير مقبول اجتماعياً أو دينياً أو غيرها فتعلن عليه الحرب و المقاطعة فحتى لو أنه اتخذ جميع مقومات النجاح. و هنا انا لا اناقش ما يجب أن يحدث و ما لا يجب حدوثه من تصرفات و هو لا يتعدى كونه مثال مبني على احتمالات بحته قد أكون مخطئاً فيها و لكن هذه رؤيتي لهذه النقطة.
تطرقت في الفيس بوك قبل فترة لنقد أحد رجال الدين الكبار في نقطة معينة و كان قرارا منّي لأستفزّ به بعض العقول النائمة حسب ما أراها أنا بهدف إيقاضها من الغيبوبة التي تعاصرها مما عرضني لكثير من النقد اللاذع من أغرب و أقرب الناس و طبعاً كان متوقعاً بالنسبة لي سلفاً لانني أعلم ما يعني هذا الشخص اجتماعياً غير كونه رجل دين بالنسبة للمجتمع القطيفي ، و لكني لم ألتفت إلى نقطة معينة و هي أن (إنكار ما هو مقبول لدى مجموعة من الناس غير مقبول و إن كان منكرا بحد ذاته) و هي قاعدة تعلمتها بعد تجربتي تلك و لن أتقدم بالإعتذار لأحد لأنني لا أزال مصراً على موقفي و لكني غفلت عن نقطة عدم اعطاء الشيء لمن لا يريده كما قال النبي عيسى عليه الصلاة و السلام "لا تلقوا اللؤلؤ إلى الخنازير ، فإنها لا تصنع به شيئاً ، ولا تعطوا الحكمة من لا يريدها ، فإن الحكمة أفضل من اللؤلؤ ، ومن لا يريدها شر من الخنازير" و أتمنى أن لا يأخذها أحد بأني أُشبّه أحدا بالخنزير و لكن هذا هو نَصُّ الكلام.


بعد أن وضحنا الأفعال و ردود الأفعال سننتقل الى النقطة الثانية و هي ردود الأفعال الطبيعية و نتائجها .. سأعود إلى التجربة التي جربتها عبر النقد في الفيس بوك و مناقشة ردود الأفعال الناجمة عنها ، تفاعل معي حوالي 10 أشخاص فقط عَلَنَاً فيما طرحته بإسلوبي الاستفزازي بمقارنة رجل دين شيعي برجل دين سني منبوذ في الوسط الشيعي و منبوذ أيضاً لدى شريحة لا بأس بها من المجتمع السني و النقطة الأهم من ردة الفعل هي لماذا كانت ردة الفعل المعينة تلك مع أنني أوضحت وجه المقارنة في نقطة معينة و هي (الإسلوب في الطرح) و لكن كان الرفض لكامل الفكرة بمجرد مقارتني لهما في وجه شبه اتفق معي فيها الكثيرين و لكن كان الإشكال على الأشخاص لا العمل .. و هنا تكمن المشكلة التي سأتطرق لها في النقطة الثالثة ، أعود إلى الارقام كان كما ذكرت سابقا أن حوالي 10 أشخاص فقط هم من تفاعلوا في الفيس بوك عَلَنَاً و أبدوا رأيهم فيما ذُكِر و لكن العدد الفعلي مع عدم توفر المعلومة لدي أنا على يقين أنه أكبر بعشرات الاضعاف من هؤلاء العشرة بدليل أنني تلقيت أكثر من 18 اتصالا هاتفياً أغلبهم كان معارضاً لما فعلته مع اختلاف زوايا الاختلاف و منهم من طالبني بحذف ما كتبت و ما زادني يقيناً بأنهم أكثر بأنني القيت ببعض المؤيدين من الاشخاص اللذين (حتى) لا يملكون حساباً في الفيس بوك و كانوا يشجعوني على ما فعلت و أبدوا إعجابهم بما رددت به على معارضي الفكرة أي النقد ، و هي ما ذكرت سابقاً أن المصيبة بعد ان اتضح لي أن الكثير من الاشخاص لا يبدي وجهة نظره المؤيدة أو المعارضة لأسباب عديدة لا أفهمها ولا أعيها قد تكون كما قال لي أحد أخواني من سكان المنطقة الوسطى "الصمت صفة الحكماء" و قد أكون أخطأت التقدير بعدم صمتي عما رأيته منكرا فأنكرته بلوحة مفاتيحي ، و هذا مثال لردود الأفعال الطبيعية التي قد تكون غير صحية في زمان معين كزماننا هذا ، و هنا أنا أتمنى لمجتمعي أن يكون أكثر حكمة في ردود أفعاله و أن يتقبلني كما أنا فهو مختلف عني و مع هذا أنا أقبله و بالتالي أنا اطالب بالبقاء على اختلافي مع وجود قبول لتواجدي بين جنبيه.


ننتقل للنقطة الثالثة في بناء المجتمع الصحي المتجه للزدهار ... إنه لمن غير الصحّي تماثل المجتمع في العقائد و الأفكار فذلك أعتبره أنا شذوذاً مثله مثل الذكر الذي يميل للذكور و الأنثى التي تميل للإناث .. كلاهما غير مقبول لدى أغلب المجتمعات مع أنهما لم يفعلوا شيئاً غير أنهم لا يحبون الاختلاف و كان ما هم عليه نتيجة لمرض نفسي معين أو ضغط اجتماعي يفصل بين الذكر و الانثى فكان ردة فعل لا إرادية أو إرادية ناتجة عن أفعال معينة ولا يكتفوا بالإنكار فتتصعد إلى إكراههم على عمل شيء معين لا يقبلون به و لكن قُدّرَ لأن تكون (القوة) مع من هو مختلف عنهم ، إن طرح فكرة مختلفة و مقابلتها بالرفض هي بمثابة الدفاع عن المثلية الجنسية التي يرفضها المجتمع فعندما لا أكون مثلك في كل شيء على الأقل مما رأيته أنهم يطالبون أن اتظاهر بأنني مثلهم لينتج عنا مجتمعاً متماثلا في المظهر مختلفاً كل الاختلاف في المخبر فهو مجتمع هش سهلٌ نخره بأضعف هبّة ريح خفيفة ، و نوضح بمثال عن ما هو مقبول للاتفاق .. عندما نجلس أمام كوب ماء و أنا و أنت متفقان على أنه كوب ماء سيكون من الحماقة أن نتناقش في أنه كوب ماء أم شيء آخر حتى ينكر أحدنا ذلك ولا مانع لدي من الاتفاق و لكن من حق طرف ثالث أن يدعي أن ذلك كان كوب خمر .. حيث حسب معلوماتي أن هناك بعض أنواع الخمور شفافة و ليس من باب العناد لأن المُعاند ليس ضمن نقاشي هذا ، فبعد ذلك الادعاء المختلف على أحدهما اثبات ما ادعى به و هنا ما أرمي إليه أنه هنالك بعض الأمور طبيعي أن نختلف على ما هيّتها إذا كانت محسوسة ، و لكن هناك مثال آخر لا يقبل الإجماع من قبل البشر و هي العلوم التي تحتوي على الكثير من الغيبيات التي قد لا ندرك الكثير من جوانبها و أوضح مثال هو الدين ، لا يمكن لأحد إثبات أن دينه هو الدين الحق و لديه كامل الحقيقة فـ(الحقيقة جزئية تكتمل بتجمع/بتكامل اجزائها مع عدم امكانية فصلها عن مصدرها)، فلا يوجد على الارض اي عقلٍ يدّعي و يقول بامتلاك الحقيقة (((الكاملة))) و إن كان فليثبت ذلك .. إنه لمن الحماقة أن نتشبث بشيء معيّن و إن لم نعيه بالكامل أي أن تعطي لعقلك فرصة ولو لمرة واحدة .. و هنا لا انكر على من يتشبث بما لا يفقه .. لكني ضد أن يجبر غيره على سلوك نفس النهج الذي ينهجه هو .. مع حفاظه على كامل حقوقه بنشر افكاره كما هو الحال مع غيره ؛ أي أنه من حق رجل الدين و من أيّده أن يقوموا بحملات التبشير و نشر أفكارهم دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة على أي فرد من أفراد المجتمع الانساني و من حق الملحد أيضاً بالمثل تفنيد دعواهم بالطرق السلمية العلمية هو و من أيّده دون ممارسة أي ضغوطات مباشرة أو غير مباشرة و رجل الدين و الملحد ما هما الا مثالان لا يحصران المجتمع الانساني و لكني طرحتهما من باب أنهما قد يكونان أقرب مثالين للاختلاف .. مع تأكيد من الحفاظ على الكرامة الانسانية المعقولة و احترام الفكر الآخر .. و في الختام كلٌ ينهج ما ينهج من فكر و ممارسات و باختلافنا و احترامنا لاختلافنا نرتقي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق